بريطانيا تقف بين طرفين في الوقت الحاضر بخصوص مخيم أشرف التابع لمجاهدي خلق الفصيل الإيراني المعارض والذي يتخذ من العراق مقرا له منذ عام 1986. فلندن تدعم المعارضة الإيرانية برلمانيا وتتهم حكومتها بالصمت إزاء ما جرى في أشرف بحق هذه المعارضة.

لندن: شن رئيس (لجنة حرية المعارضة الايرانية) في مجلس العموم البريطاني لورد كورييت هنا اليوم هجوما على زميله في الحزب وزير الخارجية ديفيد مليباند متهما اياه بما وصفه quot;السكوت والصمت المخزيquot; تجاه ما يتعرض اليه المعارضون الايرانيون المقيمون في (معسكر اشرف) في العراق.

وقال كورييت في بيان صحافي ان هناك اكثر من ثلاثة آلاف شخص ايراني يعيشون في معسكر اشرف لقي العديد منهم مصرعهم في الغارات التي شنتها قوات الامن العراقية على المعسكر وفقا لمصادر مؤكدة.

وتابع متسائلا عن سبب quot;الصمت المخزي على الهجمات الوحشية التي تشنها القوات العراقية بناء على تعليمات ايرانية منذ شهرين ماضيين على المعارضين الايرانيين في معسكر أشرفquot;.

واضاف ان القوات العراقية شنت هذه الغارات في تاريخ 28 يوليو الماضي وتسببت في قتل 11 شخصا وجرح اكثر من 500 مشيرا الى ان هناك اكثر من 36 فردا تم القاء القبض عليهم ولا يزالون محتجزين على الرغم من صدور حكم من المحكمة بالافراج عنهم.

وكان عدد من اقارب واصدقاء المعارضين والاهالي الايرانيين المقيمين في المعسكر قاموا بتنظيم مظاهرات واعتصامات خارج سفارة الولايات المتحدة في لندن خلال الشهرين الماضيين واعلن عدد منهم الاضراب عن الطعام.

وكسبت القضية تأييدا ومؤازة من كبار رجال الدين في الكنيسة برعاية رئيس اساقفة كانتبري الدكتور روان ويليامز.

ودعا كورييت الحكومة البريطانية الى القيام بواجباتها والعمل على الحفاظ على امن وسلامة اللاجئين داعيا وزير الخارجية الى الطلب من الامم المتحدة ارسال مراقبين دوليين الى المعسكر والاطلاع على الاحداث عن كثب.

وقال ان مكتب وزير الخارجية ابدى وعودا في ارسال فريق من الدبلوماسيين من السفارة البريطانية الى معسكر اشرف ولكن هذه الوعود لم يتم الوفاء بها.

وردا على بيان كورييت ذكر بيان لمكتب وزير الخارجية ان الحكومة البريطانية ستقوم بتفقد المعسكر وستبلغ الحكومة العراقية خطيا بالمعلومات والوقائع التي لديها في هذا الصدد.

وكان معسكر اشرف قد اسس في العام 1986 ابان حكم نظام الرئيس العراقي البائد واثناء الحرب العراقية الايرانية بعد ان سمحت الحكومة العراقية حينذاك لمنظمة (مجاهدي خلق) الايرانية المعارضة بشن هجماتها في العمق الايراني من قواعد واقعة في الاراضي العراقية.

وتسلمت الحكومة العراقية الحالية المسؤولية الامنية عن المعسكر من القوات الاميركية بموجب الاتفاق الامني الذي وقعته مع واشنطن واصبح ساري المفعول منذ الاول من يناير من العام الجاري.