تلعب روسيا الدولة التي تقيم افضل العلاقات مع ايران بين الدول الكبرى، دورا اساسيا في الاشهر المقبلة في حل الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني.

موسكو: تملك موسكو عدة اوراق لا يملكها الغرب تخولها التاثير على ايران كما يرى المحللون، فهي احد ابرز شركائها التجاريين ومزودي الاسلحة كما انها تبني اول محطة نووية ايرانية.

واعتبر رجب سافاروف مدير مركز الدراسات الايرانية المعاصرة في موسكو انه quot;لايران مصلحة في ان يكون لها علاقات جيدة مع روسياquot;. وقال لوكالة فرانس برس ان موسكو تملك quot;ما يكفي من الاوراق الفعالة لكي تترك اثرا على سلوك ايرانquot; مضيفا quot;ذلك يعني انها يمكن ان تستمع الى نصائحهاquot;.

واذا كانت غير قادرة على ارغام ايران على وقف تخصيب اليورانيوم، فانه يمكن لموسكو على الاقل ان تدفعها الى quot;التصرف بطريقة بناءة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وابداء المزيد من الانفتاحquot;.

واثر الكشف هذا الاسبوع عن وجود موقع ثان لتخصيب اليورانيوم في ايران، المح الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بوضوح الى انه يمكن ان يعطي موافقته على فرض عقوبات في حال لم تتعاون ايران.

ويطالب الغربيون الان بان تغير ايران سياستها النووية بحلول كانون الاول/ديسمبر والا فسيتم فرض عقوبات جديدة. لكن موقف موسكو لا يزال غير واضح.

وقال دبلوماسي غربي معتمد في موسكو ان كل المسالة تتعلق بمعرفة quot;ما سيكون موقف الروسquot; عند انتهاء المهلة المحددة عند نهاية السنة.

وقال سافاروف quot;اذا حصل تقدم فان روسيا لن تدعم العقوبات. لكن في حال عدم حصول تقدم فانها قد تعطي موافقتها المبدئيةquot;.

ولم تسلم روسيا بعد ايران نظام دفاع مضاد للطيران اس-300 وعدتها به منذ فترة طويلة ما يمثل ورقة اضافية في يدها كما يقول دبلوماسيون غربيون.

وقال فيكتور كريمينيوك مساعد مدير معهد الدراسات حول الولايات المتحدة وكندا ان لروسيا والولايات المتحدة نقاطا مشتركة اكثر من نقاط الخلاف حول ايران لان البلدين يعارضان quot;ان تمتلك ايران اسلحة نوويةquot;. واضاف quot;لكن طريقة الوصول الى هذه الغاية هي التي تختلفquot;.

ويتكهن خبراء اخرون حول الطريقة التي يمكن ان تبدي فيها موسكو موقفا اكثر ليونة في الملف الايراني بعد التغير الكبير في موقف الادارة الاميركية التي الغت مشروع نشر الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية.

وبحسب صحيفة quot;كومرسانتquot; الروسية فان الكرملين قد يكون دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى موسكو قبل الجمعية العامة للامم المتحدة على امل دفعه لتقديم تنازلات لكن طهران رفضت العرض.

ورغم الروابط بينهما، الا ان العلاقات بين موسكو وطهران توترت بشكل متكرر خلال العقود الماضية لا سيما حين قدم الاتحاد السوفياتي السابق دعمه للرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه ضد ايران.

ولم تتحسن العلاقات الا حين اصبحت موسكو مزودا رئيسيا لايران بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، في المجالين العسكري والمدني.

وفي العام 1995 وقعت روسيا عقدا ينص على بناء اول محطة نووية ايرانية في بوشهر ويفترض ان ينجز هذا المشروع الذي تاخر عدة مرات، في نهاية السنة.

وما يدل على العلاقات التي تجمع بين العاصمتين ايضا هو ان الرئيس احمدي نجاد اختار ان يظهر علنا في روسيا الى جانب مدفيديف في وقت كانت ظروف اعادة انتخابه التي اثارت اضطرابات في ايران في حزيران/يونيو موضع جدل كبير.