دعت واشنطن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لزيارتها لبحث الموضوع العراقي وفي خطوة لمحاولة تقريب وجهات النظر المتباعدة بين البلدين.

واشنطن: قال مسؤول أميركي ان الولايات المتحدة دعت مسؤولا سوريا لزيارة واشنطن للمرة الاولى منذ خمسة أعوام في اطار جهود واشنطن لتحسين العلاقات مع سوريا. وأضاف الدبلوماسيون ان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيزور واشنطن يوم الاثنين لبحث الموضوع العراقي والعقوبات الاميركية على سوريا في خطوة من شأنها أن تساعد في التقارب الذي يسير بوتيرة بطيئة بين البلدين. وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد بدأ هذا التقارب بعد فترة قصيرة من توليه منصبه في يناير كانون الثاني.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية زيارة مقداد، لكنها امتنعت عن الخوض في تفاصيل لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين. وقال ناطق باسم السفارة السورية في واشنطن، لجريدة quot;الشرق الأوسطquot;، إن quot;الزيارة تأتي ضمن استمرارية الحوار بين البلدينquot;، مضيفا أن quot;اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين ستركز على العلاقات الثنائية بشكل أساسي، لكنها بالطبع ستتطرق أيضا إلى القضايا التي تواجه المنطقة مثل عملية السلام والأوضاع في العراقquot;. ومن المرتقب أن تستمر زيارة مقداد لواشنطن أياما كثيرة بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتأتي هذه الزيارة بعد تنامي التوتر بين سوريا والعراق حيث اتهمت بغداد دمشق بايواء أتباع الرئيس الراحل صدام حسين المشتبه بأنهم يقفون وراء هجمات في العراق أسفرت عن سقوط قتلى. وسحب سفيره من سوريا بعد تفجيرين في بغداد في 19 أغسطس اب أسفرا عن مقتل 95 شخصا وردت دمشق بالمثل بعدما نفت صلتها بالهجوم. كما رفضت الحكومة السورية أيضا تسليم أعضاء مطلوبين في حزب البعث العراقي السابق يعيشون في سوريا قائلة انها غير مقتنعة بالادلة المقدمة ضدهم.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على سوريا بموجب قانون أميركي صدر عام 2004 بسبب ما يشتبه بأنه دور سوري في تسلل مقاتلين أجانب الى العراق وبسبب سياسة سوريا بشأن لبنان ودعمها لجماعات فلسطينية وتريد الولايات المتحدة أن تساعدها سوريا في ابرام اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين من خلال تأثيرها على حركة حماس التي تعارض نهج الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائم على اجراء محادثات مع اٍسرائيل.

ويذكر أن الرئيس الأميركي، أوباما، عمل على تحسين العلاقات مع دمشق بعد أن تأزمت في زمن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، وعلى خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري. وأرسل أوباما وفدين لسورية بالإضافة إلى زيارة مبعوث السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى دمشق، بالإضافة إلى إعلانه نية إعادة السفير الأميركي إلى دمشق بعد غياب دام أطول من 4 أعوام.