سباق محموم بين تصعيد المقاطعة السعودية الإماراتية البحرينية بحق قطر وبين مساعي التهدئة، وثمة تلميح إلى منع الدول الثلاث الطيران القطري من التحليق في أجوائها.


حيان الهاجري: الوساطات الخليجية تعمل ليل نهار على تنظيم الخلاف بين الثلاثي الخليجي - السعودية والبحرين والإمارات - وقطر. لكن يبدو أنها تسابق الزمن، لتصل إلى خواتيم سعيدة لهذا الخلاف، الذي يهدد بتصدع مجلس التعاون الخليجي، بينما تتطرق التلميحات إلى خطوات تصعيدية، قد تزيد الهوة اتساعًا، والطين بلة.

ضد quot;القطريةquot;
في اليومين التاليين للقرار المفاجئ، علق القطريون آمالًا كبيرة على وساطات مختلفة، أهمها الوساطة الكويتية، التي لا بد أن تنشط بعد عودة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من رحلة علاجه في الولايات المتحدة، علّها تعيد المياه الخليجية إلى مجاريها الطبيعية.

في انتظار هذا الأمر، نقلت صحيفة quot;القبسquot; الكويتية عن مصادر مطلعة قولها إن السعودية والإمارات والبحرين أكملت استعداداتها لمرحلة ثانية من الإجراءات ضد قطر، تشمل مقاطعتها بكل معنى الكلمة، فلا تتم دعوة الدوحة إلى أية مناسبات أو منتديات أو مؤتمرات، تنظم في هذه الدول، سواء كانت تخصّ مجلس التعاون أو منظمات أخرى.

وقد تصل قوة هذه الإجراءات إلى حد منع الخطوط القطرية من التحليق في أجواء الدول الثلاث، ما سيكبِّد الطيران القطري خسائر جسيمة.

أمل بالكويت
في هذه الأثناء، تركزت التحركات القائمة للتخفيف من حدة التوتر الخليجي على الحدّ من الحملات الإعلامية، نسجًا على صمت الكويت وسلطنة عُمان. وقالت المصادر نفسها لـquot;القبسquot; إن الصمت الكويتي جزء من خارطة التحرك للمعالجة ولاحتواء الأزمة، فالكويت تسعى على الدوام إلى لمّ الشمل، من خلال شيخ الدبلوماسيين صباح الأحمد.

وكان الموقف الكويتي مثار إشادة قطرية، من ضمن الهدوء الذي اعتمدته قطر حتى الآن ردًا على سحب السفراء من الدوحة.وأشارت أوساط قطرية لـquot;القبسquot; إلى أن قطر تلقت اتصالات كويتية لتهيئة الأجواء والوضع لإجراء مصالحة للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر السياسية في العلاقات القطرية الخليجية، خصوصًا أن الشعوب الخليجية فوجئت بقرار سحب السفراء.

غير أن الصحيفة نفسها تنقل عن مصادر قطرية، مقربة من أصحاب القرار، إصرارهم على على أن أحدًا لا يستطيع أن يفرض عليهم خارطة سياسات خارجية، وأكدوا أن البعض يعيش بعد بعقلية الإملاءات، ولا يمكنهم أن يستوعبوا أن لقطر كيانًا، وترفض التبعية ولغة الابتزاز.