بدأت النار تقوى تحت طبخة الانتخابات الرئاسية في لبنان، مع توجّه قوى 14 آذار إلى تبني ترشيح سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، بعدما وردت أنباء عن اتصال سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق، بجعجع لتهنئته بعيد الفصح، قائلًا له: quot;هذا أول اتصال تهنئة بالعيد لمرشحنا لرئاسة الجمهوريةquot;.


هذا الاتصال يعني توجّه تيار المستقبل، أكبر كتلة في قوى 14 آذار، إلى تبني ترشح جعجع، أي إلى توجّه هذه القوى نحو الذهاب موحدة إلى أول جلسة انتخاب مقررة يوم الأربعاء المقبل بمرشح واحد، بالرغم من عدم تراجع رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، عن نيته الترشح للرئاسة.

الجميّل لم يحسم
إلا أن الجميل لم يعلن ترشحه بعد، وتقول مصادره إن هذا مردود إلى حرص الجميل على وحدة الصف في 14 آذار، والأمور مرهونة بأوقاتها.

وكانت قوى 14 آذار أجرت استطلاعًا للرأي بين مناصريها ومحازبيها، أظهرت أن 18 بالمائة منهم يفضلون رئيسًا توافقيًا، بينما يريد 82 بالمائة منهم رئيسًا قويًا.

ونال جعجع 83.5 بالمائة من أصوات جمهور 14 آذار، في حين نال النائب بطرس حرب 20.9 بالمائة من الأصوات، بينما ذهب 11.7 بالمائة من الأصوات إلى الجميّل، و10 بالمائة إلى العماد ميشال عون، بالرغم من أنه مرشح قوى 8 آذار.

متروك لنا
وقال باسم الشاب، النائب في كتلة المستقبل، إن هناك اتجاهًا لتسمية جعجع مرشحًا عن 14 آذار، مدعومًا من تيار المستقبل. أضاف في حديث إذاعي: quot;ما سيحصل الأربعاء في الجلسة مرهون بما سيقوم به الفريق الآخر، وبموقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاطquot;، الذي لن يعلن قراره إلا في اللحظة الأخيرة.

وأكد الشاب أن الحريري وعد البطريرك الماروني بشارة الراعي بأن التيار سيحضر جلسة الأربعاء، وسيؤمّن النصاب، لافتًا إلى أن الأجواء الإقليمية ضد الفراغ، quot;لكن إذا لم يصل اللبنانيون إلى اتفاق، فكلما اقتربنا من 25 أيار (مايو) ستزيد التدخلات الإقليمية لدعم شخص للمنصب. أما اليوم فالأمر متروك لناquot;.

قوي مع المقاومة
وأكد محمد فنيش، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب والمحسوب على حزب الله، حرص قوى 8 آذار على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

وقال في احتفال تأبيني في إحدى البلدات الجنوبية: quot;سنتعامل معها بكل جدية، ونؤيّد كل من يجد نفسه قادرًا على أن يجمع اللبنانيين وأن يحمي المقاومة. أما من يشهر العداء للمقاومة، ولا يملك أي تاريخ من الوطنية، فإن ترشحه مجرد سبب لإثارة الخلاف والانقسام، وبالتأكيد لا يتوقع أن يصل أو أن ينجح، وما نحتاجه هو أن يكون الرئيس مؤتمنًا على حماية هذا الوطن من خلال التمسك بالمقاومةquot;.

وكذلك شدد الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، على أن الحزب يعمل من أجل إيصال رئيس قوي إلى سدة رئاسة الجمهورية، تخشاه إسرائيل، ولا تريد وصوله إلى قصر بعبدا، quot;فالرئيس القوي هو الأقوى وطنيًا، وهو الذي يشكل وصوله رسالة قوة ومنعة بوجه إسرائيل والتكفيريين، وعلى من يراهنون على وصول رئيس يناصب المقاومة العداء ويستعجل التصادم مع سوريا الكفّ عن هذه الرهاناتquot;.