أرسل السيسي موفدًا عنه إلى دول الخليج ليقف على مشاكل ورؤى الجاليات المصرية هناك مع اقتراب موعد انتخابات المصريين المقيمين في الخارج المحدد بعد 3 أيام، في حين اكتفى صباحي بمخاطبتهم بالفيديو لضيق إمكاناته المادية ووعدهم بإنشاء سفارة لهم.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لأنهم قوة انتخابية لا يستهان بها، بدأت حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في التواصل مع المصريين في الخارج، لا سيما أن موعد التصويت المحدد لهم يقترب بشدة، إذ حدد له يوم 15 مايو/ أيار الجاري.
وأوفدت الحملة أحد شبابها في زيارة لدول الخليج من أجل حشد المصريين للتصويت لمصلحة السيسي. فيما اكتفى المرشح الآخر حمدين صباحي بتوجيه رسالة مصوّرة بالفيديو إليهم، مدتها دقيقتان وثلاثون ثانية، وعدهم فيها بإنشاء وزارة تهتهم بشؤونهم.
الجالية الأكبر
بينما لم يعد يفصل المصريين في الخارج عن موعد تصويتهم في الانتخابات الرئاسية سوى ثلاثة أيام، بدأت حملة المرشح الأبرز عبد الفتاح السيسي في مخاطبتهم بشكل مباشر. وأوفدت محمد بدران عضو المكتب السياسي للحملة في جولة خليحية، تشمل كلًا من الكويت والبحرين واﻹمارات، للقاء الجاليات المصرية هناك وعرض رؤية وبرنامج المشير، ولقاء شباب الجاليات، وبحث آخر الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، التي تبدأ يوم 15 مايو/ أيار الجاري.
وتشير التقديرات إلى أن المصريين في الخارج يشكلون نحو ثمانية ملايين نسمة، يتركز 70% منهم في دول الخليج، ويقيم 65% منهم في دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية وقطر والكويت. وتضم دول أوروبا وأميركا وأستراليا نحو 28% منهم، فيما يتناثر 2% منهم في باقي مختلف دول العالم.
ورغم أن السعودية تضم أكثر من 40% من المصريين، إلا أن الكويت تضم أكبر عدد من المسجلين في الكشوف الإنتخابية، وتصل نسبهم من إجمالي أصوات الخارج إلى أكثر من 69%، بينما تصل نسبة المسجلين في السعودية إلى 20%. ولذلك بدأت حملة السيسي من الكويت.
تعتبر الغالبية العظمى من المقيمين في دول الخليج من العمال، بينما تستحوذ أوروبا وأميركا على الكفاءات العلمية، وأبزر الأمثلة: أحمد زويل، الحائز جائزة نوبل، وفاروق الباز، العالم المصري في وكالة ناسا لعلوم الفضاء، ومجدي يعقوب الطبيب الشهير في جراحة القلب، وهاني عازر، العالم المتخصص في الأنفاق.
مشاكل ورؤى
وفي محاولة جادة من السيسي لجذب أصوات المصريين في دول الخليج، بدأ محمد بدران عضو الحملة المركزية، جولة في دول الخليج، استهلها بالكويت، والتقى الجالية المصرية، فقال إن السيسي يولي إهتمامًا خاصًا بهم، مشيرًا إلى أن ذهابه للقائهم يأتي تعبيرًا عن رغبة السيسي في الوصول إلى المصريين، بمختلف فئاتهم وجميع أماكنهم، للتعرف إلى المشاكل التي تواجههم ومعرفة رؤيتهم في إصلاح وتطوير البلاد.
وأضاف بدران خلال تقرير للحملة المركزية للسيسي عن الجولة أن المصريين في الخارج عليهم واجب مضاعف تجاه مصر خلال الفترة المقبلة.
وتناقش بدران مع المصريين في الكويت حول وضع آلية لكيفية مساهمة المصريين في الخارج اقتصاديًا وفكريًا في دعم وطنهم، وتحسين أداء السفارات المصرية. فيما طالبوا بتوصيل رسالة إلى السيسي فور فوزه بالانتخابات الرئاسية، تدعوه إلى استعادة الأمن وفرض القانون والقضاء على الوساطة والرشوة وكل أنواع الفساد الوظيفي وترشيد الإنفاق الحكومي.
والتقى بدران خلال زيارته الكويت يوسف العميري رئيس بيت الأعمال الوطني الكويتي ومؤسس حركة "خليجيون يحبون مصر"، وقدم العميري إلى بدران خطة الجمعية التي تحث المصريين المقيمين في دول الخليج على النزول يوم الإنتخابات والمشاركة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، موضحًا أن الخطة تعمل على إزالة جميع العقبات وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لزيادة عدد المشاركين في الإنتخابات الرئاسية، كما ستتضمن خطة الجمعية مخاطبة الجهات الحكومية والخاصة للسماح للمصريين العاملين في الخارج بالمشاركة في الإنتخابات.
الأمن يعيد الاستثمارات
كما إلتقى بدران، أحمد الجار الله رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الجريدة السياسية الكويتية وسليمان الجار الله نائب رئيس مجلس الإدارة. وقال الجار الله خلال اللقاء إن دعم دول الخليج لمصر في زيادة مستمرة وبأحجام مضاعفة عما سبق، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج إعادة للهيكلة اﻹدارية وقوانين الاستثمار وإيجاد مناخ جيد للاستثمار فيها، وهذا لا يتحقق إلا بإعادة اﻷمن ووقف التظاهرات الفوضوية، التي تقضي على الاستثمار في مصر.
وقال رفاعي نصر الله، عضو الحملة الشعبية المركزية للسيسي، إن المرشح الرئاسي يولي اهتمامًا واضحًا للتواصل مع مختلف فئات المصريين، مشيرًا إلى أن السيسي يعرف قيمة وقدر المصريين في الخارج، ومدى مساهمتهم في دعم الوطن. وأضاف لـ"إيلاف" إن المقيمين في الخارج جزء من برنامج السيسي للنهوض بمصر، كما إنه حريص على التواصل معهم للوقوف على مشاكلهم، من أجل إيجاد الحلول اللازمة لها.
وبينما تتواصل حملة السيسي بشكل مباشر مع المصريين في الخارج، فإن حملة صباحي لم تفعل الأمر عينه، ويرجع ذلك إلى قلة الموارد المالية لحملة الأخير مقارنة بالأول. فاكتفى صباحي بتوجيه رسالة مصوّرة بالفيديو إليهم، مدتها دقيقتان وثلاثون ثانية.
وقال فيها: إلى كل مصري ومصرية خارج حدود الوطن، أنتم سفراء مصر في هذا العالم، وأنتم العقول التي استوعبت خبرة التقدم الإنساني في مجتمعات عديدة، نحتاج هذه الخبرة"، داعيًا إياهم إلى "الاستثمار في مصر، في ظل حوافز جادة لتأمين هذا الاستثمار، وأن يكون شريكًا في تنمية شاملة، نحن بحاجة إليها لإنقاذ مصر مما هي فيه من فقر".
وزارة للمغتربين
ووعد صباحي بـ"إنشاء وزارة للمصريين في الخارج وتفعيل دور القنصليات في إطار إصلاح عميق لجهاز الدولة المصري لحماية حقوق وكرامة المصريين في الخارج، وإنشاء مراكز قانونية في كل سفارة للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم، إضافة إلى مراكز ثقافية تستطيع إيصال المواطن المصري بثقافته ولغته".
ودعا صباحي المصريين في الخارج إلى التصويت في الانتخابات، وقال: "أدعوكم إلى أن نضم أيادينا وفكرنا وإرادتنا لكي نبني مصر التي تليق بنا، ليفخر بها كل مصري في كل مكان تحمي كرامة المصري داخل وخارج حدوده.. أدعوكم إلى أن تصوّتوا وتدلوا برأيكم بعزيمتكم، سنبني مصر".
&
التعليقات