تعرض آلاف الفيديوهات على موقع يوتيوب محتوى مزعجا أو غير مناسب للأطفال، وذلك في صورة نسخ من أفلام رسوم متحركة شهيرة.
إذا لم تنتبه لأحد مقاطع الفيديو التي تظهر لك على أنها للشخصية الكرتوينة الشهيرة "الخنزيرة بيبا" على موقع يوتيوب، فربما تكتشف بعد قليل أن الفيديو لطبيب أسنان يحمل حقنة كبيرة يستخدمها لخلع ضرس "الخنزية بيبا"، مع سماع صراخ قوي في الخلفية.
وقد لاحظت الصحفية والأم لورا جون فورا أن الأمور لا تسير على ما يرام عندما بدأت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات في مشاهدة الفيديو.
وتقول جون: "كانت 'بيبا' تصرخ وتبكي عندما بدا طبيب الأسنان ساديا بشكل أبعد ما يكون عما يجب أن تشاهده طفلة عمرها ثلاث سنوات."
وأضافت: "لكن هذه الرسوم المتحركة قريبة الشبه جدا بشخصية بيبا. وهي رسوم غير مصقولة لكنها تشبه بيبا بطريقة كبيرة تجعل ابنتي تحبها."
وتوصلت صفحة "بي بي سي تريندغ" إلى مئات الفيديوهات المشابهة لشخصيات الرسوم المتحركة التي تحبها الأطفال، مصحوبة بمحتوى غير ملائم للأطفال.
ووجدت BBC Trending مئات الحالات لفيديوهات مشابهة لشخصيات الرسوم المتحركة الذين يحبهم الأطفال مع مضامين غير ملائمة.
وبعض هذه الفيديوهات يقدم محاكاة ساخرة أو محتوى يستهدف جمهور البالغين بشكل واضح. وبعضها الآخر يقدم نسخا غير أصلية تستخدم بطرق بريئة، مما يمثل أيضا انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية، ولكنها ليست بالضرورة مؤذية للأطفال.
ومع ذلك، فإن العديد من مقاطع الفيديو التي تبدو على غرار الفيديو الذي شاهدته ابنة لورا جون، يتضمن محتوى مزعجا للأطفال، وخاصة أنهم يمكن أن يربطوا بين تلك الفيديوهات وبين شخصيات الرسوم المتحركة التي يفضلونها.
فالمئات من هذه الفيديوهات موجودة على موقع يوتيوب، وبعضها حصد ملايين المشاهدات. وتعد إحدى القنوات مثل قناة " "Toys and Funny Kids Surprise Eggsواحدة من أكثر 100 حققت لقب القنوات الأكثر مشاهدة على موقع يويتوب". وقد حققت فيديوهات هذه القناة نحو 5 مليار مشاهدة.
وتضم الصفحة الرئيسية لهذه القناة صورة رضيع إلى جانب الشكل الرسمي لشخصية "الخنزيرة بيبا"، وشخصيات كل من "توماس محرك الدبابة" و"الوحش كوكي"، و"الفأران ميكي وميني"، وإلسا من فيلم "فروزين".
ولكن تحوي الفيديوهات على القناة عناوين مثل "المخاط الكبير لإلسا المجمدة"، و"سبايدر مان يكسر ذراع إلسا المجمدة". وتقدم هذه الفيديوهات العنف في إطار الرسوم المتحركة.
ولم يرد المسؤولون عن القناة على دعوة موقع "بي بي سي تريندنغ" لإجراء حوار، كما حاول الموقع الاتصال بالعديد من منتجي مثل هذه الفيديوهات، لكنهم لم يستجيبوا.
وقال بيان لشركة يوتيوب: "نأخذ ردود الفعل بجدية كبيرة، ونقدر للناس لفت أنظارنا للمحتوى الذي يحوي مشكلات، والأمر سهل لأي شخص أن يبلغ عن فيديو ما، إذ تراجع الفيديوهات المبلغ عنها، وقد تحذف في غضون ساعات. وبالنسبة لأولياء الأمور الذين يريدون فرض مزيد من القيود على بحث أبنائهم، فيمكنهم إغلاق زر البحث في التطبيق."
ودعت الشركة أيضا أولياء الأمور لاستخدام تطبيق الأطفال، المتاح في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وفتح "خيار القيد" الذي يحد من المحتوى غير الملائم. وهذا الزر موجود أسفل أي صفحة في موقع يوتيوب، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه "لا توجد أداة تنقية دقيقة بنسبة 100 في المئة."
ومنذ بدأ موقع "بي بي سي تريندنغ" تحقيقه، حذفت العديد من القنوات التي سلط الضوء عليها، بما في ذلك تلك التي كانت تحوي شخصية "بيبا" المزيفة، وهي تزور طبيب الأسنان.
التعليقات