&

&
&
&
&
حاول الفنانون على مر العصور التعبير عن الحركة في الأعمال الفنية التي ينتجونها سواء أكانت في شكل تخطيط أو لوحة أو منحوتة برونزية أو رخامية. وكان هذا، وما يزال، أكبر تحد تواجهه الفنون المرئية، أي منح الحركة وجودا في رسم أو قطعة نحت رغم حالة السكون التقليدي التي يتصف بها كل شئ جامد.&
هذا التحدي هو موضوع معرض ينظمه متحف اللوفر في باريس تحت عنوان "الجسد في حالة الحركة. الرقص في المتحف" اعتبارا من الثالث من تشرين أول/أكتوبر الجاري حتى الثالث من تموز/يوليو 2017، ويضم أعمالا فنية عديدة تم اختيارها من مجموعة اللوفر نفسه إضافة إلى أخرى استعيرت من مؤسسات فنية أخرى مثل متحف اورسي ومتحف رودان ومتحف الفن الحديث في مركز جورج بومبيدو. &
من النماذج المهمة التي تضمنها المعرض منحوتة ميركيور التي أنجزها الفنان جون دو بولوني وهي عبارة عن شخص يقف متوازنا على ساق واحدة ويمد ذراعه اليمنى في الهواء. ونرى في المعرض صورة لنصب ضخم يزين حاليا مبنى أوبرا باريس عنوانه "الرقصة" للفنان جان باتيست كاربو.&
وما &يثير الانتباه في هذا المعرض هو أن أحد المشرفين عليه هو الراقص الفرنسي المعروف بنيامين ميلبييه المقيم في الولايات المتحدة منذ عشرين عاما عدا فترة قصيرة أمضاها في منصب مدير قسم الرقص في أوبرا باريس.&
وكتب ميلبييه أيضا جميع التعليقات والتوضيحات التي ترافق الأعمال المعروضة التي يعود تاريخ بعضها إلى بدايات القرن العشرين مثل أعمال لرودان، ورقصة لوي فولر الثعبانية التي خلدها الأخوان لوميير في تسجيل سينمائي، وصور فوتوغرافية لعملاق هذا الفن، البريطاني مويبردج. ونقرأ تعليقا لميلبييه يقول فيه: "عندما أنظر إلى عمل ما، أفكر دائما بالعمل الذي أمارسه، فالعلاقة وثيقة بين الرقص والفنون التشكيلية أكثر مما بين الرقص والفنون المسرحية. وكل ما يتضمنه هذا المعرض من صور ورسومات ولوحات ومنحوتات شاركت في اختيارها وفي اكتشافها بفضل المسؤولين في المتحف، مرتبطة بسعي الفنان لالتقاط اللحظة المناسبة ورصدها وتسجيلها ومنحها وجودا خاصا باستخدام مواد جامدة ثابتة. وهذا النوع من السعي لاقتناص الشكل المطلوب والمثالي يشترك فيه مصمم الرقص والفنان التشكيلي. وفي الواقع، أنا نفسي أصمم رقصاتي وأرسمها على الورق في البداية قبل أن أنقلها إلى خشبة المسرح". & & & & &&
ويقول ميلبييه أيضا إن المسألة شخصية جدا إذ يقوم اختيار الفنان للحركة التي يريد التعبير عنها على اعتبارات فردية للغاية وكتب يقول "أحب العثور على أوجه تقارب بين أشياء أو أعمال تبدو منفصلة تماما أحدها عن الآخر. أحب أن أشعر أنا الآخر بما شعر الآخرون قبلي وأن أعثر على ذبذبة مشتركة بين عمل فني ومحاولة منح الحركة وجودا معينا يعبر عن شعور محدد خامر الفنان". &
وانطلاقا من كل هذا يقول ميلبييه إن لوحته المفضلة هي "الكرمس" لروبنز ويرى فيها ارتباطات مع الرقصات التي صممها وليم فورسايث أو لوحات جاكسون بولوك ثم نصب لاوكون وأولاده في الفاتيكان ويعود تاريخه إلى 1506 إضافة إلى لوحة ابولون ودافني.&
ويتضمن المعرض أيضا أعمالا فنية تعبر عن حالة الفزع أو الخوف أو الفرح وهي مشاعر تمثل تحديا للفنان عند نقلها على الورق أو سطح اللوحة أو في قطعة نحتية. &
ويعتبر ميلبييه أن الصور التي التقطها مايبردج وشكلت ثورة في فن التصوير في ذلك الوقت أظهرت بأن العين البشرية لا تتقن فن الرؤية على الإطلاق. وكان المصور قد اعتمد على تقنية التصوير المتعاقب أو الكرونوفوتوغراف الذي مثل ثورة وفتح آفاقا جديدة أمام فناني نهاية القرن التاسع عشر.&