سيلفيا ألوازي من روما: تقول توجيهات حكومية جديدة للمهاجرين أعدت بالتشاور مع ممثلي الديانات الرئيسية بما فيها الاسلام إنه لا ينبغي للنساء في ايطاليا ارتداء أشكال النقاب التي تغطي وجوههن. وتعد الوثيقة التي قدمها وزير الداخلية جوليانو اماتو في ساعة متأخرة من الاثنين رد فعل روما على الجدل المتنامي في أوروبا بخصوص معايير الاندماج الخاصة بالاقليات المسلمة.

وتقول quot;أشكال الملابس التي تغطي الوجه غير مقبولة لأنها تمنع التعرف على هوية الشخص وتعد عقبة أمام التفاعل مع الاخرين.quot;

البريطانية المسلمة أسما باتيل قبيل وصولها لاجتماع مع رئيس مجلس العموم البريطاني
ووضعت عدة بلدان أوروبية بالفعل معايير أشد صرامة للاندماج للمسلمين في أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية عقب هجمات بقنابل في مدريد ولندن ومقتل المخرج الهولندي تيو فان جوخ على يد متشدد اسلامي.

كما تنص الوثيقة التي تحمل عنوان quot;عقد القيم والجنسية والهجرةquot; على أن تعدد الزوجات مناف لحقوق المرأة كما تنص على حظر الزواج القسري أو زواج الاطفال.

ورغم أن الوثيقة غير ملزمة من الناحية القانونية إلا أنها تهدف إلى وضع قواعد مشتركة للمهاجرين وخاصة المسلمين منهم الذين يعيشون في ايطاليا ذات الاغلبية الكاثوليكية.

ولا تتطرق الوثيقة إلى قضية ما اذا كان بامكان الفتيات ارتداء غطاء الرأس بالمدارس الحكومية وهي القضية التي تأتي في قلب الجدل في أغلب أوروبا.

وحصلت الوثيقة التي أصدرتها حكومة يسار الوسط التي يقودها رئيس الوزراء رومانو برودي على الضوء الاخضر من منظمة أوكوي أكبر رابطة اسلامية في ايطاليا.

وقال محمد نور داشان زعيم أوكوي quot;هذا ليس عقدا تمييزيا.. إنه عقد من أجل المساواة.quot;

غير أنه اضاف quot;النقاب ليس مهينا على الاطلاق للنساء اللاتي يرتدينه. إننا نعترف بثقافة ودين هذا البلد.. لكن الاسلام قدم الكثير أيضا لاوروبا وربما كان ينبغي ذكر ذلك.quot;

ويحدد العقد أيضا توجيهات للمهاجرين الذين يطلبون الحصول على الجنسية الايطالية إذ يقول إنه ينبغي لهم أن يتحدثوا الايطالية وأن يعرفوا quot; العناصر الاساسية للتاريخ والثقافة الوطنيةquot;.

وتشير أحدث البيانات إلى أن قرابة ثلاثة ملايين مهاجر بشكل قانوني عاشوا في ايطاليا حتى نهاية العام 2005. ويدخل عشرات الالاف البلاد بشكل غير قانوني سنويا.

ووافقت الحكومة الهولندية على حظر شامل على ارتداء البرقع وأشكال النقاب الاسلامي الأخرى في الاماكن العامة.

وفي بريطانيا التي ينظر إليها باعتبارها احدى أكثر المجتمعات quot;متعددة الثقافاتquot; تساهلا في أوروبا وصف رئيس الوزراء توني بلير النقاب بأنه quot; علامة على الفصلquot;.

أما في فرنسا التي تضم أكبر أقلية اسلامية في أوروبا وتحظر ارتداء غطاء الرأس بالمدارس الحكومية منذ عام 2004 فقد لعب الجدل بخصوص الاندماج دورا كبيرا في انتخابات الرئاسة حيث أثار مرشح اليمين نيكولا ساركوزي انتقادات من جانب اليسار لاعتزامه انشاء وزارة للهجرة والهوية الوطنية.