اطفال مرضى يتابعون دراستهم من على اسرة الشفاء

عمان: وحول الاثار النفسية المترتبة على شعور الطفل بانه لم ينقطع عن مدرسته وعن كتبه تؤكد الاخصائية النفسية في المركز الدكتورة امينة التميمي انه عندما يتم تشخيص الحالة المرضية للطفل فان الوالدين والأطفال أنفسهم يدخلون في عملية صراع مع آثار هذا المرض وصولا إلى العلاج .


حيث يمر الأطفال المرضى بتجارب مؤلمة وظروف نفسية ضاغطة أكثر من الأطفال الأصحاء توضح الدكتورة التميمي انهم يعانون من حالة من التوتر والانزعاج في بعض الأحيان التي قد تدوم وتستمر لفترة طويلة مما تضيف عبئا أخر على الحالة المرضية للطفل وتجعله يعاني من ظروف حياتية صعبة.


وتزيد ان طول فترة العلاج تقلل من فرص تعلم الطفل المهارات اليومية وتطوير اهتمامه وهواياته , الأمر الذي يجعل صعوبات التعلم تطفو على السطح مشيرة الى اعتقاد الاباء بان توفير الحماية الزائدة للطفل مثل عزله عن الأقران وتوقفه عن الذهاب للمدرسة أو تلبية كافة الاحتياجات له بحيث لا توجد كلمة ( لا ) لديهم, هو الأسلوب الصائب في التربية .


وتستدرك بان الحقيقة غير ذلك لأنه من الصعوبة حينئذ تقويم السلوك المضطرب والإخفاقات التي قد يعاني منها الطفل والتي تحد بشكل طبيعي خلال نموه ونضجه.
وتقول ان تأخر الطفل عن الدراسة يزيد من احتمالية وجود مشكلات وصعوبات معينة تعيق تعلمه موضحة ان الحالة المرضية المزمنة التي يعاني منها الطفل قد تجعل الوالدين quot;مشوشينquot; ومجهدين حتى يصبح هذا الطفل المريض محور حياتهم فهم يعيشون بصورة دائمة ودورية من أجل شفاء طفلهم مما يؤثر بدروه على الاشقاء والشقيقات الذين يعانون الضغط النفسي والإهمال بسبب التركيز على الطفل المريض بالسرطان وقد يضطرب نشاطهم وأداؤهم في المدرسة نتيجة لذلك.


وتضيف انه وبعد فترة من الابتعاد عن الأجواء الدراسية يشعر الطلاب بمزيج من القلق والخوف يتضح من خلال معاناتهم بالوحدة كنتيجة للحماية الزائدة والتي مارسها الوالدان عليهم وأدت إلى عزلتهم الاجتماعية. فنظرة الطفل لنفسه تتأثر بأوضاعه الصحية ( الجسدية والنفسية) ، أما الثقة والدافعية للمضي قدماً فتكون أدنى ما تكون نتيجة للطاقة والتي تم استنفادها خلال رحلة العلاج.


وللتقليل من تلك الآثار السلبية تشدد الدكتورة التميمي على اهمية تشجيع الطفل والأهل للانضمام لبرنامج العودة للمدرسة موضحة انه كلما أسرع الطفل بالعودة للدراسة كلما ساعدنا على تنشيط العمليات الدماغية وتنمية المهارات المطلوبة من الطفل في المرحلة القادمة فيزداد تكيفاً مع الوضع المرضي الذي يعاني منه ويقوم بابتداع وسائل تكيف تتناسب ووضعه الحالي.


وتعبر المعلمات المشرفات على برنامج العودة الى المدرسة في المركز عن اعتزازهن بتجربة تعليم المرضى من الاطفال ممن اضطروا الى التغيب وبالتالي التأخر عن مدارسهم بسبب المرض والعلاج .
المعلمة ثروت الشريدة تقول انها شعرت بالخوف والقلق في البداية .. لكن هذا الشعور سرعان ما تلاشى نحو السعادة التي رأتها على وجوه الاطفال , لمتابعة دراستهم مشيرة الى انهم تيقنوا بان حياتهم لم تنته بمجرد الاصابة بالمرض والتغيب عن المدرسة .. بل على العكس هناك من يتابعهم الى حين استكمال العلاج وعودتهم الى مدارسهم وحياتهم باذن الله تعالى.


اما المعلمة ناديا الجراح فتؤكد ان البداية لم تكن سهلة على الاطلاق ..لكن الايمان باهمية رسم بسمة على وجوه هؤلاء الاطفال واشعارهم بضرورة التعلم حتى على سرير الشفاء كانت من اهم اهدافي اثناء التعامل معهم في الحصة او عند الجلوس معهم مشيرة الى ان مشاركة الفريق العامل في البرنامج كوحدة واحدة له اثر كبير في انجاح فكرة العودة الى المدرسة .


وتقول.. نبذل جهدا ليس سهلا لاقناع الاطفال بفكرة استمرار الحصص الدراسية بحب وتفان والهدف هو ادخال السرور والبهجة الى نفوسهم .