نيروبي: تعد نسبة الالتحاق في المدارس في الصومال من أسوأ النسب على مستوى العالم، الأمر الذي جعل الناشطين ينتهزون فرصة اليوم العالمي للمرأة لجذب الانتباه إلى حقيقة أن واحدة من بين كل أربع فتيات فقط تستفيد من التعليم الابتدائي في هذا البلد، بالرغم من ارتفاع العدد الإجمالي لمرتادي المدارس.

وقال كريستيان بالسليف-أولسن، ممثل اليونيسف في الصومال، أن quot;هذا الوضع يجب أن يتغير بسرعة لأن تعليم الفتيات سيحدد التقدم الذي نريد أن نحققه في الصومال على صعيدي الأمن والتنميةquot;.

كما أشار إلى أنه quot;يجب القيام بالمزيد [من الجهود] وبسرعةquot; حتى تتمكن البلاد من تحقيق أهداف الألفية الخاصة بالمساواة بين الجنسين وانخراط الفتيات في المدارس الابتدائية بنسبة 100 بالمائة.

بدورها، قالت أشا شاوور، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة في الصومال، أن تعليم الفتيات لا يعتبر مهماً للفتيات فحسب، وإنما للمجتمع بأكمله، quot;فالفتيات هن أمهات المستقبل اللواتي سيحددن نوع المجتمع الذي سنحصل عليه. وعندما يحصلن على التعليم، فإنهن سيعلمن أطفالهن ما الخطأ وما الصواب. فلو أن نساءنا حصلن على التعليم لما كنا نعاني من هذه الفوضى التي نعاني منها اليومquot;.

وأضافت قائلة: quot;علينا أن نقوم بكل ما بوسعنا للتأكد من أن الفتاة الصومالية تحصل على فرصة تعليم مماثلة لتلك التي يحصل عليها الفتى. فهما معاً يشكلان مستقبل هذه البلادquot;.

وفي بيان صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، طالب الصندوق المعنيين بالاستثمار في النساء والفتيات، حيث قال أن quot;الاستثمار في النساء والفتيات يعني وضع الموارد في الأسر والمجتمعات، وستكون العائدات عالية سواء على النساء أنفسهن أو على أطفالهن أو المجتمع بأسرهquot;.

وكان مسح أجرته اليونيسف حول التعليم الابتدائي في الصومال قد أشار إلى أن نسبة انخراط الإناث في المدارس الابتدائية تصل إلى 25 بالمائة مقابل 37 بالمائة للذكور. كما ذكرت المنظمة أن 121,000 فتاة صومالية ترتاد المدارس الابتدائية، وعبرت عن أملها في إلحاق 50,000 فتاة أخرى على الأقل بحلول عام 2009.

وقال بالسليف-أولسن أن quot;تعليم الفتيات يكتسي أهمية قصوى في مكافحة الفقر ووفيات الأطفال والرضع والأمهات وسوء التنمية بالبلادhellip;ولكن إذا تم تخصيص موارد كبيرة وشاملة لتعليم الفتيات فإن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً في التقدم الذي يستطيع الصومال أن يحققه في مجال المصالحة وإعادة التأهيلquot;.

وأشارت شاوور إلى أنه خلال الحرب الأهلية التي مزقت البلاد طيلة 16 عاماً، quot;أثبتت الفتيات أنهن يشكلن الفرق بين الموت والحياةquot; بالنسبة للعديد من الأسر quot;فهن اللواتي يتحملن مسؤوليات الأسرة أكثر بكثير من الفتيان...ولذلك فإن الاستثمار في الفتيات هو استثمار في مستقبلناquot;.