محمد قاسم من بغداد: خلفت العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة العراقية ضد الجماعات المسلحة والمليشيات الكثير من الاثار الايجابية والسلبية في نفس الوقت حسب سكان المناطق التي شهدت تلك العمليات. ففي بغداد التي شهدت في الاشهر الماضية عملية عسكرية تركزت على مدينة الصدر وما حولها استمرت نحو 55 يوما كانت نتيجتها العديد جلب الهدوء الامني للمدينة التي كانت مضطربة وفي نفس الوقت حصارا مازال مستمرا طال معظم سكانها الذين تحدثوا لايلاف عن تلك العمليات:
فسائق التاكسي أحمد أبلغ إيلاف أن السكان لم يجنوا مما حصل سوى الخوف والدمار وقطع الارزاق طيلة فترة الاحداث لكنها الشيء الجيد في الامر هو انتهاء تلك العمليات.
بينما رأى احد الموظفين، رفض ذكر اسمه، أن ماحصل هو صراع بين الحكومة وجيش المهدي، والاهالي ليسوا طرفا في هذا الصراع، لكن ماذا حصل؟ الحكومة بسطت سيطرتها وجيش المهدي هرب الى ايران والاهالي هم من دفع الثمن وانا لله وانا اليه راجعون.


بهجة
وخلال تجوال إيلاف في شوارع واسواق مدينة الصدر المحاطة بالجدران الكونكريتية بنسبة 95% لاحظنا ان أغلب الشباب ممن هم دون سن العشرين لايستطيعون اخفاء ابتهاجهم بالنتيجة التي تلت الاحداث حيث باتوا يلبسون مايريدون، ويطلقون تسريحات الشعر كذلك، اضافة الى ان ظاهرة الاستماع للاغاني والموسيقى أصبحت امراً مالوفا بعد ان كان المسلحون يمنعون تلك المظاهر، بل راح الشباب يواصلون الوقوف في الطرق المؤدية الى الاسواق المزدحمة وقرب المدارس الخاصة بالبنات عسى احدهم يحظى بنظرة فابتسامة ثم موعد فلقاء. بعد أن كان ذلك محرما وربما جلب الموت لمرتكبه.

فؤاد الطالب في احد المعاهد يقول إن دوام الحال من المحال وبعدما كنا لانستطيع ان نفعل مانريد الان نفعل كل مايخطر على البال.
اما ابو رقية فقد قال لايلاف quot;ماذا جنينا من جيش المهدي؟ كانوا يسيطرون على كل شيء؛ على الشوارع ومحطات البنزين والغاز وكل واحد منهم يركب سيارة (بطة) وهي سيارة من نوع تويوتا صالون موديل عام 1991 والويل لمن يعترض عليهم بقول او فعل، ولولا افعالهم تلك لكنا الان نشتاق اليهم والى ايامهم لكنهم ذهبوا غير ماسوف عليهمquot;
بينما يقول صباح ابو نور: صحيح بعد ماكو جيش المهدي لكن انظروا ماذا يحصل الان! الكثير من الشباب عادوا لمعاكسة الفتيات والطالبات بدون اي رادع بعدما كان من يفعل ذلك ينكل به اي تنكيل. كما ان اغلب المراهقين ملابسهم وتسريحة الشعر لديهم يصعب من خلالها التفريق ان كاونوا اناثا ام ذكورا؟ وكل هذا لم يكن موجودت ايام نفوذ جيش المهدي في المدينة المحاصرة حاليا.

تغيير
قبل عام كان من السهل في مدينة الصدر على اي شخص يتشاجر مع اخر ان يهدد ويتوعد بالاتصال بجيش المهدي لكي يجد نفسه في صندوق سيارة البطة الخلفي. اما اليوم فما على المتخاصمين سوى ان يتصل احدهم بــ(فرقة 11) التابعة لوزارة الدفاع العراقية التي تسيطر على مدينة الصدر، ويتهم غريمه بانه احد عناصر جيش المهدي لينتهي به الحال في معتقل كروبر فيم طار بغداد او بوكافي البصرة.

والفرقة11 هي الان تمسك الارض باحكام داخل مدينة الصدر وينتشر أفرادها في الساحات والشوارع والتقاطعات بعد دخولها عقب 55 يوما من القتال الضاري بين جيش المهدي من جهة والقوات الامريكية وعناصر هذه الفرقة من جهة اخرى.

ومن الجدير بالذكر ان جميع الجنود العراقيين الذين سقطوا في تلك الاحداث كانوامن عناصر هذه الفرقة الامر التي تتمركز في مدينة الصدر. ويرى بعض السكان ان القوات الاميركية تعمدت إبقاء الفرقة 11 داخل مدينة الصدر كعقاب للمدينة وسكانها وتثأر هذه الفرقة من المدينة لقتلاها. لكن بعضهم الاخر يرى انها الاقدر على مسك الارض ومنع اي تجاوز او عودة المسلحين للمدينة.

شكوى

غير أن بعض الاهالي اشتكى لايلاف من تصرفات بعض عناصر هذه الفرقة قائلين انهم يعاكسون النساء بالكلام الذي يسمعوه لهن وهم فوق الدبابات كما اخبرتنا (ام احمد) التي ترتدي العبائة مع البوشية التي تظهر منها عيونها فقط بان افراد هذه الفرقة عاكسوها بكلام غير مؤدب ولأكثر من مرة. ومثلها نساء أخريات.
واخبرنا (ابو زهراء) ان افراد هذه الفرقة في احد نقاط التفتيش اصروا على ان ترفع زوجته التي كانت معه في السيارة البوشية quot;الخمارquot; التي كانت ترتديها عن وجهها. وهو امر يبرره عناصر الفرقة 11 [انه حماية للسكان فقد يتسلل مسلحون بزي النساء.

ويامل أبناء المدينة ان تزال الجدران الكونكريتية العازلة خاصة بعد ان خلت المدينة من المسلحين ويطلبون ان تتمركز الحواجز وعناصر الجيس خارج المدينة فلا عودة للمسلحينن ويرغبون بان تكون المدينة خالية من اي مسلح سواء كان مع القانون ويطبقه او خارج عليه.