أصبحت انفلونزا المكسيك هي الهم الذي يهدد بيوت المصريين خاصة مع بدء الدراسة، وفي ظل كثافة فصول دراسية مزدحمة بالطلبة وعدم الثقة بالنظام الاداري في المدارس من قبل أولياء أمور الطلبة الذين لايخلو بيت مصري منهم.


فتحي الشيخ من القاهرة: تقف ايمان السيد مترددة تمسك بيدها ابنها أحمد صاحب الست سنوات أمام باب المدرسة، بعد أن لاحظ بواب المدرسة ترددها يسألها و هو يشير الى ابنهاquot; الحصة الاولى سوف تبدأ ألا يدخل؟ quot; تزداد قبضتها علي يد طفلها وهي تهز رأسها ايجابا له، وتنظر لزوجها الذي يقول لها لاتخشي شيئا الانفلونزا ليست منتظرة وراء الباب، والموضوع ليس خطرا لهذه الدرجة، ترد عليه: التلفزيون يتحدث عن انفلونزا الخنازير ليلا نهارا يحذر منها ايضا انا اختي مدرسة ولن تجعل ابناءها يذهبون الى المدرسة نحن لن ننتظر حتى يصيبه المرض، يجب ان نخاف على ابننا،ولا نجعله يذهب الى المدرسة الا في الامتحان وحتى لو السنة ضاعت ليست مشكلة المهم اني لن اتركه، قالت هذا ايمان وهي تستدير بطفلها راجعة الى بيتها.

وقد ساعد تركيز اجهزة الاعلام على الخطر، الذي يمكن ان يتسبب من الفيروس، التردد الذي كان في قرار بدء الدراسة من جانب الحكومة.
كل هذا خلق حالة من الخوف مختلفة الدرجات في البيوت المصرية.

منة صلاح ربة منزل 34 عاما قالت لايلاف : لن يذهب محمد ابني للمدرسة لاني لست في غنى عنه، ولأن مناعة ابني ضعيفة، فما ادراك بهذا الوباء؟ انا اعلم اني لا أمنع القدر ولكن ربنا يقول quot;ولا ترموا بأنفسكم في التهلكة quot;. انا اعمل ما علي حتى لا يحدث له شيء وفي النهاية ما يصيبنا الا ما كتب الله لنا. وتضيف: انا ذهبت به للمدرسة اول يوم وهم في المدرسة يحاولون التنظيف ويرشون مطهرات ولكن على قدر امكانيتهم. شاهدت عدد الطلاب في فصل ابني 40 طالبا وهؤلاء اطفال يصعب السيطرة عليهم ومنعهم من الاختلاط.

ويقول سيد عبدالخالق، موظف 42 سنة، انا عندي ثلاثة ابناء ذهبوا جميعا إلى المدرسة، في المدرسة اعطوا لهم كمامات وطلبوا منهم مطهرا، ايضا قسموا فصول المدرسة على فترتين ثلاثة ايام في كل فترة وكل هذه اشياء من الممكن ان تقلل احتمالات الاصابة. و يضيف سيد بالطبع الذهاب الى المدرسة ليس بالقرار الهين بالنسبة لي، ولكن لابد منه لاني لا استطيع إعطاء دروس في كل المواد. وهذا هو السبب الاساسي في ذهاب اولادي الى المدرسة. وفي حالات ظهور اصابات في المدارس سوف امنع ابنائي من الذهاب للمدرسة، وبالناقص سنة لانه ليس هناك اغلى من الروحquot;.

كل يوم يظهر مسؤول حكومي في وسائل الاعلام للتحدث عن خطط الحكومة في كيفية مواجهة المرض. ولكن، وقد تم تأجيل الدراسة حتى 3 اكتوبر والتنبيه على جميع المدارس اتباع الاجراءات الصحية. ولكن هذا كله لم يمنع ظهور حالتي اصابة، احداها لطالبة عمرها 15 عاما في احدى المدارس الاميركية الموجودة في العاصمة المصرية القاهرة والاخرى في مدرسة نجع هلال في محافظة سوهاج في صعيد مصر لطالبة عمرها 11 عاما.

و يدعم ظهور اصابتين بالفيروس في اول اسبوع من الدراسة مخاوف الاهالي. وهو ما عبر عنه رضا ذكي، محاسب، بقوله quot;ما يلغوا الدراسة السنة ويريحونا ويرتاحوا معانا، صراحة سجل الحكومة معانا في مواجهة الكوارث غير مطمئنquot;. لهذا نحن لن نمشي وراء الحكومة معصوبي الاعين، هي الحكومة كل ما تظهر حالة سوف تغلق الفصل الذي ظهرت به. والافضل ان ترحمنا وتعلن إلغاء او تأجيل الدراسة من البداية حتى تمر أشهر الشتاء ديسمبر ويناير التي قالوا انها أشهر يزيد انتشار المرض بها.

بالفعل تم إرجاء الدراسة ولكن بالنسبة إلى الحضانة، وليس بقرار معلن ولكن تبقى الحضانات الخاصة و الموجودة في المدارس الخاصة. ويصعب صدور قرار بالنسبة لها لارتباطها باستثمارات اصحاب هذه المشروعات. انما هذا لم يمنع حالة الركود التي اصابت هذه الحضانات.

مني السمني، صاحبة دار حضانة، تقول في مثل هذا الوقت من كل عام يكون عندي في الحضانة في حدود 70 طفلا، ولكن هذا العام وصل العدد الى عشرة اطفال فقط. لان هناك سيدات يعملن وليس لديهن بديل عن حضور ابنائهن الى الحضانة. هذا ما نشعر به وبالطبع نحن نتوقع الاسوأ في الأشهر القادمة خاصة ديسمبر ويناير حيث ينوي الكثير عدم ذهاب ابنائهم الى الحضانة إذ تكثر الاصابة في هذه الأشهر. حسب ما يعلن في اجهزة الاعلام، ولكن تبقى المدارس والجامعات تمثل هما كبيرا بالنسبة إلى الاهالي والحكومة معاquot;.


إلغاء الدراسة أو تأجيلها ليس بالقرار السهل اتخاذه بالنسبة إلى الحكومة. ولكن مع هذا هناك خطة موضوعة من قبل الحكومة التي تقول: إذا ظهرت حالة في أكثر من فصل دراسي سيتم غلق المدرسة لمدة أسبوعين الى 4 اسابيع. كما سيتم تعليق الدراسة بشكل عام لمدة من اسبوعين الى 4 اسابيع في حالة حدوث اثنين من المؤشرات التالية: تضاعف عدد الحالات على مستوى المجتمع بمتوالية هندسية خلال اسبوعين، أو ظهور الاعراض الاكلينيكية التنفسية ( زيادة سرعة التنفس، أو وجود التهاب رئوي ) في 5% أو 10% من الحالات المعزولة في المستشفيات، أو تصل نسبة الوفيات للحالات المعزولة في المستشفيات من 1% الى 2%.

وفي حالة حدوث اثنين من المؤشرات التالية: تضاعف عدد الحالات على مستوى المجتمع بمتوالية هندسية خلال اسبوع من ظهور الاعراض الاكلينينكية التنفسية ( زيادة سرعة التنفس، وجود التهاب رئوي ) في أكثر من 10% من الحالات المعزولة في المستشفيات، أو وصول نسبة الوفيات للحالات المعزولة في المستشفيات أكثر من 2% فسيتم تعليق الدراسة لمدة من 4 اسابيع إلى 12 اسبوعاً.

هذه خطة الحكومة للتعامل مع مرض انفلونزا المكسيك أو الخنازير اذا ظهر في الجامعات والمدارس. لكنها غير كافية لطمأنة الأسر المصرية من هم الانفلونزا الجديدة كما يرى الكثير من الآباء والأمهات الذين تحدثوا لإيلاف.