شهد العراق عددا متزايدا من حفلات الزفاف الفخمة خلال أكثر أعياد الفطر بهجة وسلاما منذ سنوات إذ تغلب رواد الحفلات على المخاوف الامنية وواصلوا الرقص حتى وقت متأخر من الليل.
أسيل كامي من بغداد:قالت وزارة السياحة والاثار العراقية ان نحو 630 عرسا أقيمت في ستة من أفخم الفنادق في بغداد خلال عيد الفطر وهو ما يساوي اجمالي عدد الذين تزوجوا خلال شهري يوليو تموز واغسطس اب تقريبا.
وكان شهر رمضان هذا العام هو الاهدأ في العراق منذ أن أغرق الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 البلاد في أكثر من ست سنوات من الاعمال المسلحة والدموية.
وكانت حفلات الزفاف في أيام أعمال العنف الطائفية تتم في جو قاتم حيث عاش الناس في خوف من المفجرين الانتحاريين والمتطرفين الاسلاميين الذين يعتقدون بحرمة الموسيقى التي عادة ما تصاحب مواكب الزفاف.
ولم يكن بمقدور الوزارة ان تعطي ارقاما دقيقة لعدد حفلات الزفاف في السنوات السابقة ولكن متحدثا باسمها قال ان حفلات الزفاف شهدت طفرة كبيرة بدءا من هذا الربيع.
وقال عبد الزهرة الطالقاني ان العراقيين يستغلون فرصة الاجازات والوضع الامني الجيد.
وليس ازدهار حفلات الزفاف سوى أحد عناصر احتفالات العيد التي اتسمت ببهجة غير معتادة هذا العام مع ازدحام المرور بسبب زيارة المواطنين لاصدقائهم وأقربائهم وازدحام المتنزهات المحلية والمطاعم بمئات الالاف من الناس يأكلون ويرقصون.
مثل تلك الاحتفالات كانت مستحيلة في فترة ذروة العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 عندما كانت الميليشيات والجماعات المسلحة تسيطر على معظم انحاء بغداد ولم يكن المواطنون المذعورون يخرجون من منازلهم الا نادرا.
انحسرت اسوأ موجة من الاعمال الدموية ولكن لا يزال العنف مستمرا في مناطق تختلط فيها الانتماءات العرقية والدينية. ولقي نحو 100 شخص حتفهم في انفجار شاحنتين ملغومتين الشهر الماضي في بغداد.
ويشعر العراقيون حتى وهم يعيشون احساسا وليدا بالامن بالقلق بشأن المستقبل. فالعراق متوجه الى انتخابات وطنية تشهد تنافسا شديدا في يناير كانون الثاني في حين من المقرر أن توقف القوات الامريكية العمليات القتالية بحلول صيف العام القادم.
وفي احدى حفلات الزفاف الاسبوع الماضي انتظر علي محمد (31 عاما) عروسه بالقرب من سيارة حديثة أنيقة مزدانة بالزهور على أنغام فرقة تعزف الموسيقى العراقية التقليدية.
وقال محمد quot;الحمد لله أنني استطعت اقامة حفل الزفاف في العيد. كل شيء يبدو طبيعيا.quot;
ورفع محمد ذيل ثوب عروسه الابيض وساعدها على ركوب السيارة في موكب من السيارات والحافلات طاف شوارع بغداد لمدة ساعة انطلقت خلالها الابواق.
وقال الطالقاني ان الكثير من حفلات الزفاف الاخرى اقيمت في الفنادق الاقل تكلفة في المدينة. وأضاف ان الناس يخرجون ويقومون بمثل تلك الاشياء عندما يشعرون بالامان.
التعليقات