وادي زم للفانتازيا بالمغرب احتفال ساحر بتراث وعادات القبائل العريقة
المصطفى الصوفي منالرباط: يعتبر موسم (وادي زم) للفروسية بالمغرب من المواسم العريقة والاصيلة التي تحتفي بالقيم التراثية القديمة وعادات وتقاليد قبائل المنطقة بمحافظة خريبكة جنوب العاصمة الرباط. وقال رئيس جمعية فرسان (وادي زم) لتربية الخيول هشام محسون في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)ان هذا الموسم الذي بدات فعالياته الخميس الماضي وتختتم غدا تشارك فيه ازيد من 50 فرقة متخصصة في (الفانتازيا).
واكد محسون وهو قائد فرقة للفروسية تسمى (سربة) وتضم ازيد من 20 حصانا اصيلا ان هذا الموسم الذي يستقطب العديد من السياح مغاربة واجانب يشكل احتفالا جماعيا بالحصان العربي الاصيل وطقوس ركوبه في مناسبات دينية ووطنية.
واوضح ان الجالية المغربية المقيمة بالخارج ولاسيما من اسبانيا وايطاليا بالخصوص تجد في هذا الموسم العريق فرصة لاحياء العديد من الطقوس التي تشتهر بها قبائل المحافظة ومنها الموسيقية الشعبية (عبيدات الرما).
واضاف محسون ان الموسم الذي اقيم بضواحي المدينة هو مناسبة ايضا للاحتفال بفصل الربيع الذي جعل من الطبيعة بالمدينة وبمختلف محافظات المملكة بساطا ساحرا تفتقت ازهاره بكل الالوان والاشكال البديعة.
واكد ان الموسم يعد عرسا حقيقيا لتكريم عدد من اولياء الله الصالحين والاضرحة التي تشتهر بها المدينة ومنها ضريح (سيدي عبد العزيز) الذي يعد مزارا مفضلا لسكان المنطقة نواحيها.
واوضح ان فن الفروسية فن فرجوي بامتياز تقام بموازاته في كل المهرجانات انشطة موسيقية وابداعية متنوعة ومنها الفلكلور الشعبي ومعارض للصناعة التقليدية ومسابقة احسن فارس وحصان.
واكد ان مثل هذا المهرجانات تساهم بشكل كبير في اثراء الممارسة الفنية والثقافية وتنشيط القطاع السياحي والتجاري والاقتصادي اضافة الى دعم العمل الخيري والاجتماعي.
وكشف عن مشاركته في العديد من المهرجانات الشهيرة منها مهرجان (الف فرس وفرس) بمدينة الفقيه بن صالح ومسابقة الفانتازيا بدار السلام بالرباط فضلا عن موسم (مولاي عبد الله امغار) بمدينة الجديدة الذي يعد اشهر واكبر موسم للفروسية في المملكة.
وعبر عن امله في المشاركة في مواسم للفروسية خارج المغرب وذلك من اجل ابراز المؤهلات التراثية والفنية المغربية العريقة وتقريب الفرجة الشعبية على صهوات الخيول للجمهور العربي او الاجنبي
من جهته قال المتخصص في ترويض خيول الفروسية سعيد اليوسفي في تصريح ل(كونا) ان هذا الموسم يعد محطة كبرى لابراز زينة الخيول بسروجها المذهبة وقوامها الرشيق وصهواتها المطيعة وهاماتها التي ترمز الى العزة والنخوة.
واكد اليوسفي ان هذا الموسم الذي تشارك فيه ازيد من 600 فارس يعد مفخرة للمنطقة ومحط اعتزاز لسكانها موضحا ان هذا الكرنفال يحيي امجاد المنطقة التاريخية وبطولاتها التي لا تنسى.
وكشف اليوسفي بالمقلب (عوينة) عن ان مدينة (وادي زم) التي تشتهر بكونها (مدينة الشهداء) نظرا لبطولاتها التاريخية في الدفاع عن الوطن ابان الاستعمار الفرنسي تسعى من خلال هذا المهرجان الى ترسيخ قيم النخوة المغربية والعربية في العيش بحرية وكرامة دون قيود.
وقال quot;ان هذا الموسم كرنفال لابراز العديد من خصوصيات سكان قبائل المنطقة ومنها الكرم والسخاء والشجاعة وحب الصيد فضلا عن حب الطبيعة والاهتمام بالزراعة والرعي وتربية المواشي وغيرها.
وقال اليوسفي quot;ان الفرسان المشاركين في هذا الموسم الكبير والمتميز اغلبهم من الشباب وهذا دليل على ان هذا الفن التراثي الشعبي القديم يتوارثه الابناء عن الاباء والاجداد حتى لا ينقرضquot;.
وتقيم فرق الفروسية عروضها في ساحة كبيرة تسمى (محرك) حيث يقود كل فرقة رئيس يسمى (مقدم) يسهر الى نظام الفرقة قبل اطلاق البارود من البندقية التي تسمى (مكحلة) في خط النهاية ومن يخطئ يحكم عليه (المقدم) بغرامة غالبا ما تكون وجبة عشاء.
كما تبنى في حاشية ساحة العرض خيام مصنوعة من وبر الجمال حيث يربط امامها الحصان حتى يسمع صهيله فيما يستقر الفارس مع عائلة طيلة ايام الموسم في الخيمة وتطهى بالمناسبة وجبات شعبية مع شرب الشاي ب(النعناع).
وتنتعش بمناسبة كل موسم تجارة العديد من المواد الغذائية والاكلات الشعبية منها (طيب وهاري) كما تباع للاطفال ادوات موسيقية بسيطة والحلويات والبالونات رمزا للسعادة والحبور.
كما تجد الاسر المغربية في مثل هذه المواسم مناسبة للخروج من البيت والقيام بنزهات في الطبيعة. فيما هواة التصوير الفوتوغرافي يجدون في هذا الكرنفال عرسا جميلا لتحسين دخلهم وذلك بتصوير محبي الفروسية كبارا وصغارا في (المحرك) او فوق صهوات الخيول المطهمة.
التعليقات