نواكشوط: تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط نذر أزمة عطش تهدد ساكنتها وهي الأزمة التي دأب المواطن عليها كل ما بدأ فصل الصيف بإلقاء ثقله وارتفاع درجات حرارته وهي ميزة تعرفها موريتانيا لكونها احدي دول الصحرى، وتسبب هذه الأزمة ارتفاعا مذهلا في سعر المياه في العاصمة نواكشوط، ومن مظاهر أزمة المياه في موريتانيا أن يبدأ عشرات النساء والأطفال والشيوخ بالتزاحم والتجمهر حول خزانات المياه، ويظل العشرات من أصحاب العربات المحمولة علي الحمير، (شاريتات) يتوافدون علي شكل صفوف مرصوصة بشكل دائم عند الخزانات من أجل توفير الماء للمواطنين، وهم النافذة الوحيدة للحصول علي الماء.

إلا أنه في بعض الأحيان تكون الشاحنات الكبري حاضرة لنقل الماء إلي سكان الأحياء الغنية والذين يتواجدون في كل من حي quot;تفرغ زينهquot; و quot;لكصرquot; وهو ما يزيد من معاناة ساكنة الأحياء الشعبية الذين لا يملكون المال لشراء الماء وتخزينه. quot;إيلافquot; حاولت رصد بداية الأزمة المرتقبة في العاصمة الموريتانية نواكشوط.

quot;خيت منت محمدquot; قالت لموفد quot;إيلافquot; بكل أمل وألم أنها ربة أسرة تظل منذ أيام تبحث عن بائعي براميل المياه علي الطرق، وبعد كثير من البحث تستطيع quot;خيتquot; إيجاد أحد أصحاب العربات (شاريتات) لكنها تفاجئ بعد ذلك بالسعر المرتفع للماء والذي لم تستطع quot;حسب حديثهاquot; علي الاستمرار في شراء الماء به، حيث تشتري البرميل الواحد ب 500 أوقية وهو سعر تقول أنه يذكرها بأزمة الماء الذي تتعرض له العاصمة كل صيف، وتطالب quot;خيتquot; ممن تسميهم المعنيين بالأمر إيجاد حلول ناجعة من شأنها أن تجنب المواطن من التعرض للعطش، وتضيف منت محمد قائلة أنا لدي عدد من الأولاد الصغار الذين لا يتحملون العطش وليس لدي ما أقابل به ارتفاع الأسعار وندرة المياه سوي الصبر والاتكال علي الله وإبلاغ الدولة أننا في وضع متدهور من ناحية الحصول علي (الماء) الذي طالت أزمته في البلد منذ فترة طويلة لم يجد فيها المواطن من يقف إلي جانبه في توفير الماء الذي يمثل عصب الحياة كما نسمع في (المثل.)

أصحاب العربات يتحدثون..
حمزة ولد أحمد صاحب عربة حمير (شاريت) يحكي quot;لإيلافquot; ظروفه المعيشية كمواطن لم يجد من المهن إلا بيع الماء ويقول أن تعامل أصحاب الحنفيات التي تشرف علي بيع الماء في العاصمة الموريتانية نواكشوط أصحاب العربات تعامل شديد القسوة حيث تبيع لهم البراميل بثمن يصل إلي (100 و 150) أوقية وهم يبيعونه بثمن ( 400 إلي 500 ) أوقية حيث لا يتجاوز معدل عدد البراميل التي يحصل عليها يوميا 20الي 3 برميل وهو ما يقارب 1000 أوقية إلي 1500 أوقية وهذا المبلغ يتقاسمه مع صاحب العربة (شاريت) ويبقي له هو ما يقارب 400 أوقية 600 أوقية وهو يعيل علي أسرة في ظل ارتفاع أسعر المواد الغذائية وهو مبلغ زهيد بالنسبة لمن لديه أسرة.

نقاط التوزيع والمشكل الأكبر.

في منطقة quot;ملتقي طرق quot;مدريدquot; توجد أكبر نقاط توزيع المياه في العاصمة نواكشوط حيث يوجد عداد كبير من العربات التي تنقل الماء للمواطنين quot; ولد الفالحquot; وهو العامل المشرف علي تنظيم العربات وتوزيعها علي مناطق في العاصمة قال quot;لإيلافquot; تشهدت أزمة مياه قادمة قد يتضرر منها المواطن بشكل كبير، يسبب ارتفاع سعر الماء والنقص الحاد في كمياته ثنائية لعطش المواطنين.