هيرات: يعاني أكثر من 1,000 طفل الذين تم ترحيلهم من إيران إلى إقليم هيرات غرب أفغانستان خلال عام 2008 من الفقر ويواجهون خطر الاستغلال، وفقاً لليونيسف ولسلطات الإقليم. وكان معظم الأطفال المرحلين مهاجرين اقتصاديين جاؤوا للعمل في هذا البلد الغني بالنفط وأصبحوا يعتبرون quot;متسللين غير شرعيينquot; مؤهلين للترحيل القسري. ووفقاً لوزارة شؤون اللاجئين والعائدين الأفغانية، قامت إيران خلال العامين الماضيين بترحيل 720,000 أفغاني.

كما أفادت طهران أنها تعتزم ترحيل كل الأفغان المقيمين على أرضها بصورة غير شرعية. ويقدر مسؤولو وزارة شؤون اللاجئين والعائدين الأفغانية أن هناك مئات الآلاف من الأفغان الذين لا زالوا يعيشون في إيران دون أن تكون لديهم إقامة رسمية أو تصاريح عمل.

وفي هذا السياق، أخبر عبد القادر رحيمي، مدير مكتب لجنة حقوق الإنسان التابعة للحكومة في إقليم هيرات، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه quot;يتم ترحيل 20 طفلاً يومياً إلى هيراتquot;، موضحاً أن بعضهم يُرحّل إلى إقليم نمروز المجاور لإقليم زابول الإيراني.


ويجبر الفقر وانعدام فرص العمل العديد من الشباب والأطفال الأفغان على مغادرة بلادهم والسفر إلى إيران بحثاً عن عمل. وتُقدَّر المبالغ التي يقوم الأفغان العاملون في إيران بتحويلها إلى بلدهم بحوالي 500 مليون دولار سنوياً، وفقا لدراسة صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ديسمبر/كانون الأول 2008.

ادعاءات سوء المعاملة

وقال محمد أمين، وهو طفل في السادسة عشرة من عمره تم ترحيله من إيران، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;لقد كانت الشرطة الإيرانية عنيفة جداً معي ولم تتوارى عن إهانتيquot;. واشتكى أمين من عدم السماح له باستلام ما تبقى من راتبه وشحن أمتعته قبل أن يتم ترحيله. كما اتهم العديد من المرحلين الآخرين الشرطة الإيرانية باستعمال العنف ضدهم والإساءة إليهم قولاً وفعلاً.

من جهتها، نفت الحكومة الإيرانية هذه الادعاءات مؤكدة في الوقت نفسه على حقها في توقيف وترحيل كل أفغاني يقيم ويعمل في البلاد دون تأشيرة سارية المفعول أو تصريح لجوء.

وفي الوقت الذي اعترفت فيه الأمم المتحدة بحق إيران في ترحيل المقيمين غير الشرعيين على أراضيها، إلا أنها طالبت بأن يتم الترحيل بشكل quot;إنساني وتدريجيquot;.

من جهتها، حذرت منظمات الإغاثة من وقوع أزمة إنسانية معقدة في أجزاء من أفغانستان إذا أصرت إيران على ترحيل أعداد كبيرة من الأفغان خلال عام 2009 (مثلما فعلت خلال عامي 2007 و2008)، وذلك بسبب افتقار هذا البلد الذي تمزقه الحرب للقدرة على استيعاب أعداد كبيرة من العائدين ومواجهته للعديد من التحديات الإنسانية.

عرضة للاستغلال

ويحذر الناشطون في مجال حقوق الطفل من تعرض الأطفال المرحلين للاستغلال الجنسي وسوء المعاملة الجسدية مباشرة بعد ترحيلهم من إيران، حيث قال رحيمي من لجنة حقوق الإنسان: quot;قدراتنا ومواردنا للاستجابة لاحتياجاتهم وحمايتهم محدودة جداًquot;.

وعادة ما يفتقر المرحلون للمال اللازم لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والمأوى، ولا يستطيعون تحمل تكاليف التنقل للوصول إلى وجهتهم النهائية.

وحذر رحيمي من أن quot;الأطفال المرحلين عرضة للاتجار بهم ولغير ذلك من مظاهر الاستغلال وسوء المعاملةquot;.