عراقيون يرحبون بدعوة المالكي للمصالحة ويعتبرونها خطوة بالاتجاه الصحيح


بغداد: الدعوة اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي لفتح أبواب الحوار مع فصائل المعارضة وفي مقدمتهم البعثيون كانت لها عدةُ قراءاتٍ في الشارع العراقي، ففي الوقت ِالذي أشاد بعض المراقبين بهذه الخطوة ووصفوها بالجريئة، دعا آخرون الى ضرورةِ التعاملِ بحذر مع المعارضين للعملية السياسية والتأكد من حسن نواياهم.


واعتبر الصحفي محمود عبد الحسن موضوع المصالحة الذي تحدث عنه رئيس الوزراء نوري المالكي ldquo;خطوة سياسية وصفحة جديدة تعتبر من اهم الخطوات منذ غزو العراق في عام 2003 ldquo;.
وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;من المعروف ان مبدأ المصالحة لا يتم الا بالتحرك على الفصائل الأخرى التي لها الأحقية في المشاركة في العمل السياسي والتي تؤمن بمديات الارتباط الوطني الحقيقي والقيم الوطنية الحقيقية والنظرة الصادقة نحو تجسيد خدمة العراقrdquo;.


وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا إلى المصالحة مع حلفاء الرئيس السابق صدام حسين، مشترطا أن يعودوا إلى الصف ويقلبوا ما وصفه بـصفحة هذا الجزء المظلم من تأريخ العراق.
وقال المالكي خلال حضوره المؤتمر العام لقبيلة بني وائل ldquo;حينما أطلقنا مبادرة المصالحة الوطنية اعترض علينا الأقربون، وقلنا إننا نريد أن نتصالح من أجل العراق، وبفضل المصالحة بعد أن كان العراقي مضطراً لحمل هويتين من أجل حماية نفسه، أصبح اليوم يحمل هوية واحدةrdquo;. وأوضح الصحفي عبد الحسن أن ldquo;العراق مر بظروف قاسية جدا وظروف عصيبة بعد الغزو الأمريكي وقد لعبت التجاذبات السياسية والارهاصات دورا في الاقتتال الداخلي، الامر الذي وضع العراق على عتبة طريق لا يحسد عليه ، وعليه فان استمرار هذا الحال ليس من مصلحة العراقيين سوا كانوا في المعارضة او المشاركين في العملية السياسيةrdquo;.


وأعرب عبد الحسن عن اعتقاده بان ldquo;أي نظرة وطنية قادرة على خدمة الوطن ومحاولة لملمة جراحاته وتضيق مساحات الاختلافات السياسية ستكون اقرب الى توجهات المواطن العراقي الذي بات يدرك حقيقة ما يجري وعندها سيكتشف المواطن الصالح من الطالح ومن يريد بالبلاد خيرا وعكسهrdquo;.
ومن جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي عباس لطيف انrdquo; مشروع المصالحة الذي طرحة رئيس الوزراء يأتي في مرحلة يكون العراق بأمس الحاجة لها ويؤكد النضج السياسي الحكومي مع قوى عانت ردحا من الزمن من الاقصاء والتهميشrdquo;.


وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;هذا التوجه يشير إلى ان الحوار يبقى هو الطريق والسبيل الأوحد لملمة البيت العراقي وتجاوزا لمنع حالة الشرذمة والتكتلات السياسيةrdquo;.
وفي سؤال بخصوص فيما اذا سينعكس موضوعة المصالحة مع فصائل المعارضة على الأوضاع الأمنية الداخلية، قال ldquo;بلا شك سينعكس ذلك ايجابا على الواقع الامني والسياسي لاسيما وان العراق مقبل على وحدة وطنية وطنية نأمل ان تتستوعب كل القوى السياسية سواء المتناغمة مع الحكومة او تلك التي خارج الحكومة حالياrdquo;.
واضاف ldquo;اعتقد فيما اذا طبقت المصالحة قولا وفعلا فانها ستكون ايذانا لعبور حقيقي نحو عراق أمن وهو مشروع سيعود بالخير على الواقع الاقتصادي والسياسي وحتى الاقليميrdquo;.
ومن جانبه، اعتبر الفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء العراقيين ldquo;الوحدة مسألة مهمة في حياة الشعوب وان الاتحاد قوة والتفرقة تكمن في الضعفrdquo;.
وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;المشكلة ان الكل ينادي بالوحدة لكن جميعهم لم يطبقوا ما يدعو اليه وعليه فمن ينادي بالمصالحة الحقيقية سيجني ثمار مهمة وكبيرة تصب في مصلحة البلادrdquo;.
لكن سمعان استدرك قائلا ldquo;يجب ان نلتفت إلى ان هناك المجرمون قتله الذين اغتصبوا ونهبوا وسرقوا ونراهم يظهرون علينا بين الفترة والأخرى بثياب القادة والاوصياء ويريدون ان يحققوا اصلاحات صعبة التحقيق فهولاء لا يمكن ان تنطبق عليهم شروط المصالحة باي شكل من الاشكالrdquo;.


وتابع ldquo;نحن بحاجة الى وحدة وطنية حقيقة وبلدنا يتطلب بناءا حقيقا وليس صراعا مستمراrdquo;.
ومضى سمعان بالقول ldquo;اريد ان اقول حقيقة ان معظم الجماعات المسلحة وخصوصا من تحمل شعارات فضفاضة تسعى لتحقيق مصالح شخصية ولا علاقة لها بالشعب الا اذا كانت تقاتل من اجل تحرير الوطن فنحن معهاrdquo;.
وبين rdquo; كثير من الزعامات التي تظهر بين الحين والاخر ومع الاسف الشديد هي غير مخلصة للشعب العراقي بل هي مخلصة لمصالحتها الخاصة وجيوبهاrdquo;.
وخلص الى القول إن ldquo;المصالحة حقيقة مهمة لعموم الشعب ومن يريد مصلحة البلاد فعليه بالمصالحةrdquo;.
ولم يختلف رأي الدكتور (جليل اسماعيل) التدريسي في الجامعة المستنصرية عن رأي من سبقوه فقد اعتبر ldquo;الدعوة للمصالحة الوطنية من قبل الحكومة تنم عن شعور عال بالمسؤولية الملقاة على عاتق الحكومةrdquo;


وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;اتصور آن الأوان لمصالحة حقيقة مع الجميع وطي صفحة الماضي الائليم بكل معاناته واشكالياتهrdquo; مشيرا بانrdquo; مصلحة البلاد تتطلب التنازل عن بعض القضايا التي تعد عند البعض خطوط جمراءrdquo;.
وزاد ldquo;كلما شعر العراقي بالمسؤولية كلما زاد التصاقه بوطنه ونبذ الاختلافات بكافة اشكالها وانواعهاrdquo;.
المهندس حيدر الربيعي اعتبر ان ldquo;المصالحة حقيقة مهمة للعراقيين لكنه اشترط ان يستثنى منها من تلطخت ايديهم بدماء العراقيينrdquo;. وقال لوكالة (أصوات العراق) ldquo;نسيان الاحقاد ينم عن علو بالمنزلة والتفكير لكن لا يجب ان نساوي بين الاسود والابيضrdquo;.


ودعا اسماعيل المالكي إلى ldquo;عدم الانجرار إلى موضوع المصالحة بشكل ينسيه ما مضى من الزمن واتمنى ان لا يقع في اخطاء الزعيم الرحل عبد الكريم قاسم عندما صفح عن جميع أعداءه وكان بالنهاية اول من قتل على ايديهمrdquo;.


الشارع العراقي رحب بتوجهاتِ الحكومةِ الرامية للم شملِ العراقيين المعارضين لأسباب منطقية والمتوزعين في الدول العربية لافتين الى أن استمرارَ حالة الخلاف بين الفصائل العراقية من شأنه تقويضَ الاداء الحكومي الحؤولَ دون تقدم البلاد وتحقيقَ طموحات الشعب العراقي. واعتبر ابو احمد بائع مجوهرات ldquo;هذه الخطو ايجابية وجريئة واتمنى ان تكون مصالحة حقيقة وليست أعلامية فحسبrdquo;.
وأضاف لوكالة (أصوات العراق) ldquo;كلما تقدمنا من مصالحة حقيقة كلما شعر المواطن العراقي بالأمان وصارت حياته طبيعية وخالية من المشاكل التي تعكر صفو الحياةrdquo;.
ومن جانبه، اعتبر المواطن قاسم تحسين أن ldquo;الأحزاب الحاكمة هي بأمس الحاجة للمصالحة وليس الشعب معتبرا ان الشعب العراقي لا يكن الخلاف لبعضه البعضrdquo;.
وأضاف أن ldquo;الشعب متصالح فيما بينه لكن الخلاف يكمن في السياسيين أنفسهم، وإذا تصالح السياسيون استقرت الاوضاع في الداخل على مختلف الصعد لان العراقيين باتوا يدركون ان ما يجري في الشارع من احداث عنف هي نتيجة اختلافات سياسية تترجم في اغلب الاحيان الى عنف مسلح يدفع الشارع فاتورتهrdquo;.