ذي قار- جنوب العراق: يستمر العمل على قدم وساق لغرض التهيؤ للاحتفال الذي سيقام بمناسبة استلام أثار أور من القوات الأمريكية في الثالث عشر من ايار القادم بعد سنين طوال تاثرت خلالها هذه الآثار بالحرب وبعوامل طبيعية مختلفة على مر السنين .

يقول مدير مفتشية آثار ذي قار عبد الأمير الحمداني لوكالة(أصوات العراق) ldquo;تعرضت أثار أور عام 1991 إلى أضرار في السلم الوسطي والضلع الشرقي لزقورة أور اثر وجود صواريخ تسمىrdquo; سام7Prime; وضعها النظام السابق فوق زقورة اور ما ادى الى تعرضها إلى رشقات نارية من قبل طيران التحالف آنذاك ldquo;.
وأضاف الحمداني كما ldquo;تعرضت هذه الاثار في تشرين أول 1998 إلى ضربات عسكرية بسبب وجود وحدة عسكرية للدفاع الجوي فوق السطح الشمالي للزقورة حيث تعرض مقر هذه الكتيبة إلى إطلاق نار من قبل طائرات قوات التحالف واحدثت فجوة عميقة فيهاrdquo;.

وتابعrdquo; كما تعرضت المدينة الأثرية في الأعوام 2006،2007،2008 الى إطلاق قذائف هاون وصواريخ سقط قسم منها قريبا من الزقورة وكان آخر هذه المقذوفات في كانون الثاني 2009Prime;، لافتا إلى أن ldquo;سقوطها احدث فجوات داخل المقابر الملكية ldquo;.

وبين الحمداني أنrdquo; آخر صيانة أجريت للمدينة كانت عام 1961 وقد تأثرت هذه الأبنية الشاخصة بالعديد من العوامل الطبيعية والرياح الترابية والأمطار فضلا عن دخول أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين لزيارتها يوميا في حين ان المنطقة غير مستعدة لاستقبال هذه الأعداد ما يؤثر سلبا عليهاrdquo;.

واستطرد أن ldquo;اله القمرrdquo; وrdquo;المقبرة الملكيةrdquo; قد تأثرا كثيرا بسبب تقادم الزمن وتأثير الطبيعية والظروف المناخية بسبب بناؤهما من الطين والآجر فهي معرضة للانهيار في أي لحظة، إلا انة هناك خطة لدى هيئة الآثار لغرض الشروع بأعمال وقائية وصيانة لهاrdquo;.

وكانت القوات متعددة الجنسية انسحبت الأسبوع الماضي من المدخل الرئيس المؤدي إلى منطقة الآثار في مدينة أور الأثرية وهو(مركز تحكم الزوار) أو ما يسمى الـ VCC لغرض التهيؤ لاستلام آثار أور في الثالث عشر من مايس القادم وحلت عناصر من الشرطة و حماية المنشات التابعة لمفتشية الآثار في المحافظة الـ FBS محل هذه الفوات لملئ الفراغ .

من جانبه قال مدير سياحة ذي قار سامي غزاي ساجت لوكالة(أصوات العراق) ldquo;نظرا لما تتمتع به مدينة الناصرية من مواقع اثارية سياحية مهمة عالميا كان طموحنا استغلال هذه المواقع لغرض الاستثمار السياحي وإقامة المرافق السياحية فيها معززة بالطرق المعبدة والمنشات الخدمية المختلفة والتي تكمل حاجة هذه المرافقrdquo;.
وأضاف ساجت لقد ldquo;سبق لهيئة السياحة في المحافظة ان قدمت إلى هيئة استثمار ذي قار فكرة إنشاء مدينة سياحية ثقافية بالقرب من موقع آثار أور لاستقطاب السياح الأجانب والعرب تكون ذات مواصفات عالمية وعليها مسحة من حضارة الأجداد ولاقت هذه الفكرة قبولا من هيئة الاستثمار وتم عرضها على إحدى الشركات المستثمرة وهي مجموعة شركات ldquo;جيم كروبrdquo; الأوربية والتي زار وفد منها المنطقة وتم تحديد مساحة الأرض التي ينفذ عليها المشروع وهي 150 دونما تحتوي على فندق سياحي وقاعة متعددة الأغراض ومركز إعلامي متطور مع أبنية ملحقة تمثل أهم الأديان السماوية كون الموقع يضم بيت النبي إبراهيم عليه السلامrdquo;.

فيما قال نعيم الصافي رئيس منظمة الصحافة السياحية لوكالة (أصوات العراق) أن ldquo;انسحاب القوات المتعددة من المدخل المؤدي إلى الزقورة هو يوم جديد لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة الأثرية مجددا والتهيؤ الى وضع خطط لصيانتها وتهيئتها لاستقطاب السياح والزائرين والباحثين والمهتمين بالآثارrdquo;.
ورأى أمير دوشي عضو جمعية الدفاع عن أور أن rdquo; انسحاب القوات الأمريكية والتهيؤ لاستلام مدينة أور الأثرية يعتبر مرحلة متقدمة لغرض الشروع بالصيانة وإعادة الآثار في مدينة اور الى سابق عهدهاrdquo;.

وأضاف ldquo;سبق للجمعية ان أصدرت بيانين الأول في اكتو بر من عام 2007 والثاني في اكتوبر أيضا في عام 2008 طالبت فيهما فك اسر أثار أور وفتحها أمام المختصين وأبناء هذا البلد عموما لغرض صيانتها وتأهيلهاrdquo;، لافتا إلى أنها ldquo;عانت الكثير في زمن النظام السابق من نشر للقوات العسكرية وزرع مضادات جوية فوق زقورتها والتي تأثرت كثير إبان الحرب الأخيرة فضلا عن انها تحتوي بيت نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام وما للأهمية الدينية الكبيرة لهذا المكان المقدس الذي طوقته الأسلاك والدبابات طوال السنين التي مرتrdquo;.
يذكر أن المدينة كانت قد اكتسبت شهرتها من خلال آثارها وكنوزها الذهبية الموجودة في أجنحة متاحف اللوفر ولندن وجامعة بنسلفانيا التي أوفدت عام 1921 فريقاً للتنقيب بهذه المدينة برئاسة (ليونارد ويلي)، والذي اكتشف الزقورة والمقبرة الملكية وقصر شولكي والحارات السكنية الحديثة والقديمة ومقام النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، الأمر الذي دفع الفاتيكان في روما عام 1999 - 2000 إلى تكثيف حملاته الدعائية وإرسال أكثر من ألف شخصية مسيحية، وعلى رأسها سفير الفاتيكان في باريس للتمهيد لأول زيارة يقوم بها البابا السابق (يوحنا بولص) في الفاتيكان إلى مدينة أور، والتي لاقت الرفض من حكومة النظام السابق لمثل هذه الزيارة وسط الاستغراب الدولي.

وكانت جمعية الدفاع عن أور، التي شكلها أدباء ومثقفوا العراق، صعدت من وتائر المناشدة لخروج القوات المحتلة عن المدينة لتعود ثانية لاستقطاب زائريها من طلبة الكليات والباحثين.
وتقع مدينة الناصرية،مركز محافظة ذي قار،على بعد 385كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.