بصريون: البريطانيون اهتموا بحماية جنودهم ولم يقدموا الدعم اللازم للمدينة

البصرة: رأى مسؤولون ومواطنون بصريون، أن القوات البريطانية لم تقدم الدعم الكافي في مجالات الاعمار والامن بالبصرة، وفي حين إعتبر مواطنون أن اهتمام القوات البريطانية انصب على حماية جنودها. أشاد المتحدث باسم محافظ البصرة، بدور هذه القوات في دعم القوات العراقية وتطوير مهاراتها.
وقال سالم تقي لوكالة (اصوات العراق) ان القوات البريطانية ldquo;قدمت خلال فترة وجودها في البصرة أو في الجنوب مساهمة تشكر عليها، فقد ساهمت في إسقاط الدكتاتورية بشكل واضح، وقدمت خلال وجودها في السنوات الست الماضية الدعم للقوات العراقية في التدريب وتطوير المهاراتrdquo;.
وأضاف تقي أن ldquo;ما تبقى من جنودهم سيكون دورهم مؤقتا بحكم الاتفاقية المبرمة بين الحكومتين العراقية والبريطانيةrdquo;، متابعا ldquo;نحن مستعدون للمساهمة معهم في حملات الأعمار والتعاون الصادق على ضوء الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الطرفينrdquo;.

فيما قال مصدر أمني رفيع إن ldquo;البريطانيبن قدموا دعما لوجستيا، لكنهم لم يقدموا أي دعم في مجالي الأمن والأعمارrdquo;.
وأضاف المصدر لوكالة (اصوات العراق) ldquo;استطاعت المليشيات خلال فترة وجود القوات البريطانية، السيطرة على مناحي الحياة في مدينة البصرة، فهناك فشل واضح في حفاظهم على الأمن والاستقرار، فضلا عن مساهمتهم في استشراء الفساد الإداري وخصوصا في مجالي الموانئ والشركات، للحد الذي حصلت فيه شركات وهمية أو غير كفؤة على مشاريع مهمة، لم تنجز على أرض الواقعrdquo;.
واشار الى انهم ldquo;أطلقوا مشاريعا في البنى التحتية، لكنها كانت مشاريع متناثرة وليست ذات جدوى، فمثلا أنهم لم يعملوا محطة لتحلية المياه تكفي المدينةrdquo;.
واستدرك المصدر قائلاً ldquo;نعم أنهم قاموا بتدريب الشرطة وتجهيزهم بالآليات، لكنهم في ذات الوقت أسسوا لعمليات اختراق في الشرطة عبر التطوع غير المحسوب أو العشوائيrdquo;.
وتابع ldquo;انسحابهم لا يقدم ولا يؤخر، فهم في أحلك الظروف عقدوا تحالفا مع المليشيات حفاظا على حياة جنودهمrdquo;.

اما المواطن ثائر الساعدي فرأى أن ldquo;عمليات انسحاب القوات البريطانية هي عملية تمويه وتبادل ادوار بين البريطانيين والأمريكيين، فقد ذهب البريطانيون وجاء الأمريكيون، إذا ما الفرق؟rdquo;.
وقال لوكالة (اصوات العراق) ldquo;نحن لا يمكن أن نكون أسيادا على أراضينا الا برحيل جميع الغزاة، فكلهم متشابهون، ويسعون للنيل من العراقrdquo;، معتبرا انه ldquo;لا يمكن أن نفرق بين جندي بريطاني وأمريكي، فهم لهم برامجهم ومراميهم، وليس فيها ما هو لمصلحتناrdquo;.
في حين قال عباس عجيل (55 عاما) موظف، إنه ldquo;مازاد حنون في الإسلام خردلة، ولا النصارى لهم شأن بحنون، أن انسحبوا أو بقوا فهذا لا يختلف كثيراrdquo;.
وأضاف عجيل لوكالة (اصوات العراق) أن ldquo;جل ما اهتمت به القوات البريطانية هو حماية جنودها، وأن اتفاقهم مع المليشيات كان واضحا، وأن كان عددهم 19 ألفا، أو 5500، أو 400، فهذا لا يشكل فرقاrdquo;، متابعا ldquo;لم يكن للجنود أو للقوات البريطانية مواقف ايجابيةrdquo;.

واتصلت وكالة (اصوات العراق) بغرفة عمليات البصرة، والقوات البريطانية لمعرفة رأيهما حول الموضوع، لكن دون رد.
وكانت مراسم انسحاب القوات البريطانية من محافظة البصرة بدأت صباح أمس الخميس، بحضور وزير الدفاع البريطاني جون هاتون، وباستذكار قتلى الجنود البريطانيين في المحافظة منذ اجتياح العراق عام 2003.
وجاء هذا في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء نوري المالكي بزيارة رسمية الى بريطانيا.
ووقعت بغداد ولندن العام الماضي اتفاقية للابقاء على 4100 جندي بريطاني إلى حين استكمال مهامهم التي تتمثل في الدرجة الاولى بتدريب الجيش العراقي قبل انهاء انسحابهم من البلاد اواخر ايار مايو المقبل.

وبموجب الاتفاقية، انسحبت طلائع القوات البريطانية مطلع شهر نيسان ابريل الجاري، وسيكمل 4100 جندي بريطاني انسحابهم من العراق خلال الثلاثة أشهر القادمة، بعد أن بدأت قطعات من الجيش الأمريكي بتسلم مهام قوات التحالف، بدلا من القوات البريطانية التي خسرت 179 جنديا على مدى ست سنوات من تواجدها في البصرة.
وتعد القوات البريطانية، ثاني اكبر قوة في قوات التحالف الدولي، فقد بلغت 46 ألفا، ثم تقلصت خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ساهمت في تدريب قوات الجيش والشرطة ضمن خطة وجودها في المدينة، حسب مصادر أمنية.
وتقع مدينة البصرة مركز محافظة البصرة، على مسافة 590 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.