واسط- جنوب بغداد:جاء الصيف لتأتي معه محنة الكهرباء في العراق، ولعله الموسم الوحيد الذي يمتحن دقة الوعود وصدقها التي لطالما اطلقها المسؤولون عن تحسن الكهرباء خلال الفترة الماضية، وليكشف ان قلة الاستهلاك خلال موسم الشتاء الماضي هي السبب وراء تحسن نسبي في المنظومة الكهربائية.. وهكذا عادت ساعات القطع بشكل يتجاوز ldquo;جدولها المبرمجrdquo; ليتوجه المواطنون الى المولدات الكهربائية التي عادت اسواقها الى الانتعاش.
وفي واسط كانت ثنائية الازدياد: حرارة الصيف وساعات القطع الكهربائي، سببا لتوجه الاهالي مع بدء الموسم الحار الى اقتناء المولدات او تصليح مالديهم منها في ظاهرة هي ليست بالجديدة على العراقيين خلال السنوات الاخيرة لتضاف الى اعباء المعاناة كلف ترهق كاهلهم.
المواطن عيسى الصافي من مدينة الكوت لم يكن يعلم ان مولد الكهرباء الذي اشتراه لانارة متجره والتمتع ببعض الهواء البارد سيكلفه نصف مبلغ المولد لاجور التصليح لفترة تشغيل لم تدم اكثر من نصف ساعة.
وقال الصافي قال لوكالة (اصوات العراق) ldquo;اشتريت مولدة بسعر 300 ألف دينار لتشغيل الإنارة مبردة الهواء في متجري ولكن لتشغيلة واحدة لم تدم اكثر من نصف ساعة تعطل المولد وكلفني تصليحه مبلغ ( 150 ) ألف دينارrdquo;.
واضاف ldquo;اناشد المسؤولين في وزارة التجارة بأن لا يسمحوا للتجار باستيراد الأجهزة الرديئة والتجارية لاننا عانين من الغش في جميع المواد التي استوردتها الوزارة سابقا في ظرف الحصارrdquo;.
وتابع ldquo;نرجو من الوزارة مساعدتنا إذا لم تستطع وزارة الكهرباء والتي تساندها وزارة النفط من مساعدتنا في السير بالحياة نحو الأفضل والابتعاد عن متاعبنا لان الكيل يكاد أن يطفح ونحن شعب صبور ولكن للصبر حدودrdquo;.
علي الشمري، صاحب محل بيع وتصليح المولدات الكهربائية في الكوت قال لوكالة (اصوات العراق) ldquo;منذ فترة قريبة جدا كان محلي هو لبيع المكائن الزراعية ولكن للطلب الكبير على المولدات كان لا بد أن نراعي مصدر المعيشة فحولت محلي الى بيع وتصليح المولدات والحمد لله لقد ازداد مصدر الرزق كما يقول الشاعر مصائب قوم عند قوم فوائدrdquo;.
واضاف ان ldquo;مجمل مبيعاتنا اصبحت في اليوم الواحد اكثر من خمسة مولدات أما معدل ما نستقبل يوميا من المولدات التي تحتاج إلى تصليح فهي بين 10 ndash; 15 مولدةrdquo;
وتابع ldquo;بعد ارتفاع سعر منتوج البنزين وعدم تجهيز اصحاب العبوات البلاستيكية بالمنتوج بامر من وزارة النفط كان لا بد ان تكون هناك بدائل لهذه المادة واستمرار عملية تشغيل المولداتrdquo;.
واردف ldquo;اصبحت فكرة تحوير المولدات الصغيرة وتشغيله على اسطوانة الغاز السائل لان مدينة الكوت لا تشهد ازمة في هذه المادة والبعض الاخر فضل تشغيل مولداتهم على مادة النفط الابيض مع اجراء صيانة اسبوعية على المولدة من خلال فحص الزيت وشمعة القدح مع سكب بعض من البنزين في ( الكابريتر ) قبل تشغيلهاrdquo;.
يقول جاره حيدر مكي لوكالة (اصوات العراق) ldquo;أحيانا نستقبل مولدات كبيرة الحجم يتعذر على المكان أن يتسع لها مسببة ازدحام في الشارع ولكن يجب أن نستقبل مثل هذه المولدات لان تصليحها يكون ذا فائدة اكبرrdquo;.
واضاف ldquo;لا نعتذر عن استلام أي مولد عاطل لان التنافس في ما بين الورش موجود فإذا رفضت أي مولد مهما كان حجمه فيوجد الكثير من ورش التصليح تستقبل اي مولد ومهما كان حجمهrdquo;.
واوضح ان ldquo;قطع الغيار الموجودة في السوق المحلية غير اصلية المنشا وهي تجارية ولا يمكن ان تصمد لفترة طويلة في مثل هذا الجو الحار ولساعات تشغيل تتعدى العشرة ساعات يومياrdquo;.
عامر نوري صاحب ورشة تصليح في الكوت قال ان ldquo;الأعطال التي تصيب المولدات معظمها في فصل الصيف بسبب شدة الحرارة وطول فترة تشغيل المولدة نظرا للانقطاع الكبير الحاصل في التيار الكهربائي الذي يصل أحيانا إلى 18 ساعة قطع في اليوم الواحدrdquo;.
واشار الى ان ldquo;رداءة المنشأ المستورد منه المولد عكس المولدات القديمة الذي كان منشأها ياباني مثل ( الهوندا والروبن ) انعكس سلبا على عمر المولدrdquo;.
وتقع مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، على مسافة 180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد.
التعليقات