محمد العويد من درعا: اشتهرت الراحة الحورانية خلال العقد الأخير لتنال رضى المستهلك المحلي والعربي حيث برع المصنعون بإبداع أشكال وأحجام وأنواع تلبي متطلبات السوق وأذواقه المتنوعة.

وتطورت صناعة الراحة في درعا من تقليدية تراثية إلى عصرية تواكب الآلات وروح العصر وهو ما وفر لها بنية أساسية لتحقق نجاحاً في دخولها إلى الأسواق المحلية والعربية.

وذكر أيمن البرماوي رئيس مكتب الصناعات الغذائية في اتحاد عمال درعا أن الراحة الحورانية اخذت شهرتها عبر سنوات من الصنعة المتميزة والمثابرة من أبناء المهنة وتعود في بداياتها إلى ستينيات القرن الماضي على يد بعض الصناعيين الوافدين من العاصمة دمشق ومن الفلسطينيين وهو ما أتاح لأبناء المنطقة تعلم المهنة وفنون صناعتها مبكراً مضيفاً أن صناعتها اليوم أخذت الجانب الآلي لكنها حافظت على ميزاتها الجيدة مقارنة مع غيرها من ذات المنتج لتأخذ أشكالاً وأنواعاً مختلفة ومتعددة وليدخل الفستق والكاجو وجوز الهند والسمسم وطعم الفواكه وغيرها من النكهات الصحية ضمن صناعتها فباتت الهدية الشعبية الأولى التي ترافق أبناء المحافظة في سفرهم سواء أكان داخل سورية أم خارجها وباتت مطلباً للأسواق الخارجية في الخليج العربي على وجه الخصوص ودول الجوار.

وأشار إلى أن أصناف الراحة المصنوعة في درعا تقارب الأربعين نوعاً وأبرزها التمرية وراحة الكاجو و اللوز والبندق والراحة الممزوجة بالشوكولا وراحة الحليب والراحة الصفدية والتي تنسب إلى مدينة صفد الفلسطينيية إضافة إلى راحة الايس كريم والميلو وهي تتعلق بطعم النكهة والملونات بالإضافة إلى الشرحات السادة وهي التي يتمّ تناولها مع البسكويت.

ويشكل الارتفاع الحاد في أسعار الحلويات بداية انعطاف لتحول زبائن كثر إلى الراحة الحورانية نظراً لتناسب اسعارها مع جميع الدخول اذ يصل متوسط سعر العلبة الواحدة من الأنواع المتوسطة إلى 40 ليرة سورية فيما تهبط بقية الأنواع إلى 17 ليرة سورية ورغم ارتفاع الأسعار الذي شهدته الحلويات بكافة أنواعها إلا أن أسعار الراحة الحورانية لم يطلها الارتفاع فبقيت العلبة التي تحتوي على أربعة أصناف من الراحة المشكلة بالفستق والسمسم والسكرية وجوز الهند وتزن 1600 غرام تباع بالجملة بـ80 ليرة سورية بينما سعرها بالمفرق يتراوح بين 100و120 ليرة وسعر العلبة الواحدة من الراحة السادة وزن 400 غرام بالجملة 17 ليرة سورية وبالمفرق من 20 إلى 22 ليرة سورية بينما سعر علبة الراحة بالبندق والفستق الحلبي والكاجو واللوز وزن واحد كيلو غرام بحدود 225 ليرة سورية.

ويشرح أبو زريق صاحب احد المعامل في المحافظة آليات العمل لصناعة الراحة عن طريق وضع كمية معينة من الماء في حوض معدني كبير وإضافة النشاء والسكر الأبيض وتخلط بواسطة الة كهربائية خلاط لمدة تقدر بساعة ونصف الساعة ثم يضاف إليها عيار دقيق جداً من مادة ملح الليمون العامل الأساسي في نجاحها ثم العطورات والنكهات الصحية ليخرج المسحوق الساخن ويسكب في اوعية صاجات توتياء بعد أن يوضع في قاعها السمسم أو جوز الهند أو الفستق وذلك لمدة ربع ساعة حتى يبرد ثم تقلب هذه الصاجات على ألواح حديدية بحيث يصبح السمسم وجوز الهند أوالكاجو على السطح ليقوم العمال بتقطيعها ووضعها في العلب الكرتونية المناسبة.

وفي محاولات جادة من أبناء المحافظة لدخول منتجهم الأبواب والأسواق الدولية باتت الاستعدادات في مراحلها الأخيرة للمشاركة في عرض أكبر مكعب راحة خلال فعاليات مهرجان بصرى الدولي في دورته الحالية وتسجيل المحاولة بموسوعة غينيس للارقام القياسية كما سبق ان شهدت محافظة درعا نفس المحاولة خلال فعاليات مهرجان التسوق عام 2004 حيث تم تصنيع مكعب راحة بلغ طوله متراً و عرضه 60 سم ووزنه 400 كيلو غرام واستغرقت عملية صناعته أكثر من شهر ولعدة تجارب وهو ما دلل على أهمية ودور هذه الصناعة وشهرتها.

يشار إلى أن غالبية مصانع الراحة تتوزع وسط درعا البلد والصنمين وخربة غزالة وطفس وحديثا بدأت بالانتشار في المناطق الشرقية من المحافظة فشهدت مدينة بصرى احداث معمل وآخر في مدينة الحراك.