أمال الهلالي من تونس: ترتبط هذه الفترة من كل سنة عند التونسيين بموسم المناسبات السارة والأعراس وتحول وجهة اغلبهم لسوق quot;البركةquot; الشهير بمحلات الذهبquot;الصائغيةquot; المتراصفة يمينة ويسرة في قلب المدينة العتيقة والتي تشهد خلال هذه الفترة حالة غير مسبوقة من الانتعاش والرواج.إيلاف حملت قراءها في جولة لسوقquot; البركةquot; ورصدت حركة البيع والشراء وانطباعات التجار والحرفاء في هذا التحقيق.

تحدثنا السيدة علياء وهي بصدد اختيار طاقم ذهبي رفقة ابنها قائلة:quot;عائلتنا مازلت متشبثة بالعادات والتقاليد التي ورثناها عن الجدود فلابد لأم العريس أن تختار بنفسها quot;لكنتها quot; صاغة العرسquot;.وتضيف:quot;عروس ابني تحب الذهب الأبيض الخفيف لكني أقنعتها بشراء الذهب الأصفر لأنه أكثر جاذبية وبريقاquot;. محدثتي أعربت عن استياءها من فتيات اليوم اللاتي تخلين عن ارتداءquot; المقياسquot; وquot;الشركةquot; وquot;الخلخالquot; وصرن يفضلن عليه أنواعا من الذهب الايطالي الخفيف.

أما رنا وصديقتها سمية اللاتي وجدناهن يساومن احد تجار البركة على سلسلة وأقراط ذهبية من النوع الايطالي فلهن رأي مخالف حيث يعتبرن التصاميم الحديثة لقطع الذهب تتلائم أكثر مع الحياة العصرية واللباس العصري للفتيات كما أن فصل الصيف المرتبط في أذهانهن بالبحر والاصطياف يجعل من القطع الذهبية الثقيلة وذات اللون الأصفر محل طمع من بعض الشباب المتهور والمنحرف لذلك يفضلن شراء الذهب الأبيض للتمويه لأنه يعطي انطباعا بأنه من معدن الفضة.
أحمد اختار سلسلة من الذهب الأصفر كتبت عليها آية الكرسي كهدية لمولودته الجديدة quot;ميساءquot; كما لم ينسى شراء خاتم مرصع بالأحجار الكريمة لزوجته محدثي أعرب عن استياءه من الارتفاع الكبير لأسعار الذهب حيث تجاوز سعر الغرام الواحد ال40 دينارا لكنه في نفس الوقت ارجع ذلك لموسم الأعراس

السيد محمد الخذيري 62 سنة تاجر ذهب أعرب عن ارتياحه ورضاه لمستوى الإقبال على شراء الذهب من طرف التونسيين وغيرهم من الجنسيات المغاربية الأخرى ويقول :quot; تعد هذه الفترة من كل سنة أكثر الفترات حركية على مستوى البيع والشراء فالتونسيون بمختلف شرائحهم وطبقاتهم الاجتماعية متعلقون بشراء أصناف وأشكال من القطع الذهبية لأفراحهم مناسباتهم العائلية السارة كأعياد الميلاد والباكلوريا والولادة quot;الخذيري أكد أن ارتفاع سعر الكيلو غرام الواحد من الذهب الذي تجاوز ال43 دينارا لم يؤثر على حركة البيع والإقبال حسب قوله تضاعف كثيرا خلال هذه الفترة مقارنة بالكساد الذي تشهده سوق quot;البركة quot;بقية فصول السنة.
سارة معلمة وأم لابنتين تؤكد ماذهب إليه سابقها حين تقول: quot;مع حلول فصل الصيف تتنافس محلات الذهب في عرض أفضل مالديها من احدث التصاميم والأشكال الفريدة في سبيل جذب الزبائن لاسيما النساء والفتيات المقبلات على الزواج فصيف التوانسة ساخن جدا حيث تزف العروس ويختن الصبية ويتوج التلاميذ والطلبة بنجاحاتهم الباهرة وفي كل هذا تحضر الهدية بشكل أساسي ولا أظن أن هناك ما هو أفضل وأغلى من الذهبquot;

عبد الستار صاحب محل لبيع الذهب برر ارتفاع نسبة الطلب على الذهب خلال فترة الصيف بعودة التونسيين من الخارج فأغلبهم حسب قوله يفضلون شراء الذهب التونسي quot;المطبوعquot; ذوق 18 لأنه أكثر الأنواع جودة وضمانا على خلاف ذهب ايطاليا و السعودية ويضيف أن الشابات التونسيات صرن أكثر إقبالا على الذهب الخفيف الوزن وخاصة الذهب الأبيض والأطقم الصغيرة التي تستطيع ارتداءها يوميا مع التراجع في شراء الأطقم المعقدة والمبالغ في وزنها وفي مظهرها باستثناء الكهول وكبار السن.