حازم الشرع من بغداد: التصريحات المتبادلة بين السياسيين العراقيين والكويتيين، اصبحت مادة دسمة لنقاشات العراقيين التي توسعت واحتمدت في مواضيع شتى بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003، والذي كان يحضر النقاشات السياسية في غير ما يوافق الرؤيا العامة للنظام السياسي.
الباصات الصغيرة العامة ذات الاحدى عشر راكبا كانت الساحات الاكثر ضراوة واحتداما لنقاشات، يحس بعض العراقيين انها تاخرت تسعة عشر عاما، او انها كما يحس بعضهم الاخر انها كانت لصيقة بفكر العراقيين منذ مطالبة الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم بضم الكويت عام 1961.
وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد امر قوات بلاده بغزو دولة الكويت في الثاني من اب عام 1990، على اثر خلافات مالية بين البلدين طالب فيها العراق الكويت بالغاء ديونه المترتبة للكويت نتيجة خوضه حرب السنوات الثمان مع ايران عام 1980- 1988.
في الطريق الممتد بجانب منتزه الزوراء باتجاه وسط العاصمة العراقية بغداد، صاح احد الركاب، ان الحكومة الكويتية فعلا لا تعرف الحياء يطالبونا بتسديد التعويضات وهم من دعموا صدام في حرب ايرانquot; بعد، سماعه صوت مذياع السيارة يردد quot;ان الكويت ستبقي العراق تحت العقوبات حتى يوفي كافة التزاماته تجاههاquot;.
وكان العديد من السياسيين العراقيين وعلى مختلف انتمائاتهم هاجموا بشدة الموقف الكويتي، فيما اتهم بعض منهم الكويت بالاستيلاء على اراضي عراقية وسرقة ابار النفط، فيما طالب البعض الاخر بدفع الكويت تعويضات للعراق لانها سمحت للقوات الامريكية بالمرور باراضيها عام 2003 باتجاه العراق.
ويمسح ابو احمد الذي اكمل عامه الخمسون، العرق عن رقبته وجبينه، موجها كلامه لمن حوله في الباص الصغير quot;لا اعرف ماذا تريد الكويت مناquot; ويسكت برهة ويكمل quot;يجب ان توكفهم الحكومة عند حدهم وتعلمهم الادب عندما يخاطبون العراقquot;.
وكانت العلاقات العراقية الكويتية قد شهدت مؤخرا تراشقا حادا بالتصريحات، وخاصة على المستوى النيابي، على خلفية رفض الكويت اغلاق ملف التعويضات المقرة لها امميا، بعد اخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، والمقدرة بثلاث وخمسين مليار دولار امريكي دفع العراق منها واحد وثلاثين مليار دولار.
وبرغم ان بعض العراقيين يرون ان quot;الكويت محقة في كل ما تفعله تجاه العراق حتى تضمن عدم تكرار تجربة احتلالها، الا انهم يعتقدون ان طريقة الكويتيين لاثبات حقهم والتي وصوفها بانها تمثل اهانة العراقيين ستحفز حتى المتعاطفين معها، لاتخاذ موقف مغاير.
تشير ماجدة محمد الموظفة في وزارة البلديات quot;33 عاماquot; الى انه quot;كان الاجدى بالكويت هو حل الامور ثنائيا وعدم اهانة العراقيين، بتصريحات تظهر الكويت بانها هي التي فرضت العقوبات الاقتصادية التي اتعبت معظم العراقيين لسنوات طويلةquot;.
ويبدو ان اقتراب موعد اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق والمتوقعة بداية العام القادم دفع العديد من السياسيين لمغازلة مشاعر العراقيين الغاضية ضد الموقف الكويتي، بل ان البعض منهم وضع ما يدور في الشارع من احاديث ضمن برنامجه الانتخابي، بغية كسب المزيد من الاصوات الانتخابية، ما يهدد باستفحال الخلاف الذي ظن معظم العراقيون انه انتهى بموت صدام حسين.
- آخر تحديث :
التعليقات