بغداد: رأى عدد من المواطنين العراقيين ان السبيل الامثل لحل الخلافات مع دولة الكويت يكون عبر القنوات الدبلوماسية بعيدا عن التهجم واطلاق التصريحات النارية، على خلفية مطالبة الكويت ابقاء العراق تحت طائلة البند السابق والمطالبة بالتعويضات المالية بعد غزو العراق للكويت عام 1990 من القرن الماضي.
وقال جمال خليل الحديثي ( 36 ) عاما من سكنة حي اليرموك غربي بغداد ldquo;إن الحل الامثل لحل الخلافات مع الشقيقة الكويت هو ان يتم عبر القنوات الدبلوماسية بعيدا عن التشنجات واطلاق التصريحات النارية التي تزيد من المشاكل ldquo;.


وأضاف ان ldquo;الكويت بلد عربي وجار للعراق وتربط البلدين روابط اجتماعية وانسانية وثقافية وقومية، ولابد من حل الخلاف عبر القنوات الدبلوماسية، خصوصا وان مجلس الامن الدولي لم يتخذ اي قرار حتى الان فيما يتعلق بطلب الكويت ابقاء العراق تحت البند السابع ldquo;.

وزاد ان ldquo;الحكومة العراقية وللاسف ابدت مرونة تجاه القضايا العالقة مع الكويت بدعوى عودة العراق لمحيطه العربي، الامر الذي فسر من بعض نواب مجلس الامة الكويتي بأنه ضعف من الجانب العراقيrdquo;.

فيما اعتبر محمد اللامي ( 34 ) عاما من سكنة حي الصرافية وسط بغداد ان العراق يجب ان يتعامل مع طلب الكويت ابقائه تحت طائلة البند السابع ldquo;بطريقة دبلوماسية ما دام العراق على حق ويعتبر رفعه من الطائلة حق مشروع، ولاداعي للتشنجات واطلاق التصريحات النارية التي تزيد من المشاكل وقد تتحول الى ازمة.rdquo;

ويقول محمد المغربي ( 42 ) عاما، مواطن مغربي يسكن بغداد ان ldquo;العراق والكويت بلدان عربيان جاران، وان المشاكل السابقة التي ظهرت في اعقاب غزو العراق للكويت كادت تزول واعيدت العلاقات، ولابد لابقاء العلاقات الطيبة بين البلدين والمحافظة عليها بعيدا عن التلويح بقطع العلاقات بين الجانبينrdquo;.


وأضاف لوكالة (اصوات العراق ) ldquo;نحن العرب مع عودة العلاقات العربية العربية لاننا امة واحدة ويجمعنا دين واحد وقومية واحدة ldquo;.
وترى بقليس حامد ( 45 ) من سكنة مدينة الصدر شرقي بغداد rdquo; ان العراق يعاني من مشاكل كثيرة، خصوصا تدخلات دول الجوار، لذلك لابد من حل مشاكله مع الكويت بالطرق الدبوماسية ldquo;. معربة عن دهشتها في ldquo;ان تطلب الكويت ابقاء العراق تحت طائلة البند السابع بعد ان تعززت العلاقات الطيبة بين الجانبين، ولانجد هناك مبرر لمخاوف الكويت من العراق بعد تغيير النظام السابق ldquo;.
وشهدت الآونة الأخيرة تراشقا بالتصريحات عبر قنوات مختلفة في البلدين، لاسيما على المستوى النيابي، على خلفية رفض الكويت رسمياً اغلاق ملف التعويضات التي يدفعها العراق لها بنسبة خمسة في المائة من عائداته النفطية، كما رفضت نقل باقي الملفات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي إلى باب العلاقات الثنائية، بعد أن قدم العراق طلباً رسمياً بهذا الشأن لمجلس الأمن ليتمكن من الخروج من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.


وكانت الكويت قد عينت سفيرا لها في بغداد في تشرين الاول اكتوبر الماضي للمرة الاولى منذ الغزو العراقي للكويت في 1990. وطالب نواب عراقيون الكويت بدفع تعويضات الى العراق لسماحها لقوات اجنبية بغزو بلادهم عام 2003، وذلك ردا على تصريحات لمسؤول كويتي طالب فيها العراق بتطبيق جميع التزاماته الدولية لاسيما لجهة دفع التعويضات للكويت، قبل رفع العقوبات المفروضة عليه منذ غزو الكويت عام 1990.و وانتقد عدد من النواب الكويتيين تصريحات النواب العراقيين واعتبروها ldquo;استفزازيةrdquo; مذكرين بما سموه ldquo;فضلrdquo; الكويت في ldquo;تحريرrdquo; العراق من نظام صدام حسين.
وكان النائب العراقي عز الدين الدولة من جبهة التوافق قد طالب بأن يناقش البرلمان العراقي موضوع فرض تعويضات مالية على دولة الكويت لسماحها للقوات الامريكية بدخول الاراضي العراقية مع ما سببه هذا الدخول من ضرر ودمار للبنية التحتية للعراق.


وفِرض البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة على العراق عقب دخوله الكويت عام 1990، إذ يسمح هذا البند باستخدام القوة ضده باعتباره يهدد الأمن الدولي إلى جانب تجميد مبالغ كبيرة من أرصدته في البنوك العالمية لدفع التعويضات للمتضررين الكويتيين نتيجة الغزو.


ومن المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في حزيران يونيو الحالي اجتماعا لبحث التقدم الحاصل في العراق تمهيدا لاخراج هذا البلد من طائلة البند السابع من ميثاق الامم المتحدة بعد تنفيذه جميع الالتزامات المفروضة عليه بموجب القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها إلتزاماته تجاه الكويت.


يشار الى ان رئيس الوزراء نوري كامل المالكي دعا خلال لقائه بسفير الكويت في بغداد اليوم الاربعاء، إلى حل المسائل العالقة بين البلدين عن طريق الحوار الذي يضمن حقوق الطرفين، وقال بيان صدر اليوم عن مكتب المالكي وتلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه إن رئيس الوزراء استقبل اليوم بمكتبه الرسمي ببغداد سفير دولة الكويت في بغداد علي المؤمن، داعيا إلى ldquo;حل المسائل العالقة بين البلدين الشقيقين الجارين عن طريق الحوار الذي يضمن حقوق الطرفينrdquo;.


كما دعا رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي اليوم الاربعاء الى التهدئة وحل جميع المسائل العالقة بين العراق والكويت بالوسائل الدبلوماسية، بحسب ما نقلته وكالة الانباء الكويتية.