بغداد: انفلونزا الهاتف النقال في العراق ، هي المرض الشائع بين الاف العراقيين ، الذين سئموا من تردي خدمات شبكات ذلك الهاتف الذي استنزف جيوبهم.
ويؤكد اطباء نفسيون عراقيون ان أمراضا نفسية شاعت منذ فترة يطلقون عليها تندرا (هستيريا الموبايل) وهي ناجمة عن تحطم اعصاب الاف المواطنين ، نتيجة استخدامهم للهواتف النقالة وعدم تمكنهم من الاتصال في حالات الضرورة القصوى ما ينجم عنه حالات من الهستيريا عند البعض.
ويقول الدكتور احمد جبار (طبيب امراض نفسية) انه استقبل مراجعين في الاونة الاخيرة ، شكوا له من ان تعذر الاتصال بالهاتف النقال وبشكل متكرر ، ادى الى مشكلات كثيرة خاصة في حالات الطواريء.
ويضيف quot; ان احدى المواطنات ذكرت ان ابنتها اتصلت بها وابلغتها انها تعرضت لأعتداء في الشارع ، وتدخل الناس لانقاذها ، وهي تطلب مساعدة اهلها ، لكن رداءة الاتصالات ضيعت على العائلة فرصة ان تعرف اين وقع الحادث ، وكيف يمكن ان يحضروا لانقاذها ، فأصيبت الام بهستيريا ، لانها جربت كل خطوط الهاتف الثلاثة التي لديها ، دون ان تتمكن من الاتصال بأبنتها ، لمعرفة مصيرها quot;.
ويعبر مواطنون عن استغرابهم من صمت الحكومة عن تردي خدمات شركات الهاتف النقال بالاضافة الى استنزافها لثروات العراقيين ونهب جيوبهم ، في وقت لم يكن لدى كثير من العراقيين أية فرصة لاستخدام اجهزة الهاتف الارضية ، لان اغلبها سقط من الخدمة ، اما لديوان متراكمة او لأن معظم المناطق لم تعد مشمولة بخدمة الهاتف الارضي.
ويقول مسؤولون حكوميون ونواب انهم سئموا من تردي خدمات شركات الهاتف النقال ، اذ يحتاج احدهم لحمل أكثر من جهاز ، وأكثر من خط ، لكي يتسنى تسهيل مهامه في الاتصال ولكن دون جدوى.
وربما يكون الصحفيون والعاملون في وسائل الاعلام هم اكثر من يعاني من رداءة شبكات الهاتف النقال.
ويعزو اغلب العاملين في الحقل الاعلامي تردي خدمات شركات الهاتف النقال ، الى عدم وجود محاسبة حكومية حقيقية لهذه الشركات كونها مرتبطة ، حسب رأيهم ، بشخصيات quot; سياسية او حكومية متنفذة quot; لديها اسهم فيها.
ويقول عامر سعيد (كاتب وأعلامي) انه يعتمد في اتصالاته على خطوط ثلاث شركات موبايل ، لكنه في اغلب الاحيان لايستطيع تحقيق حلمه بالاتصال لخدمة انشطته الصحفية بسبب quot; التشويش الذي تعاني منه شبكات الهاتف النقال او لانها مشغولة في اغلب الاحيان او تعلن لك انها خارج نطاق الخدمة ، وما الى ذلك من عبارات quot;.
ويعتقد مهندس الاتصالات (عدي الدليمي) ان العراق يعد من quot; اكثر بلدان العالم تخلفا في قطاع الاتصالات عموما والهاتف المحمول خصوصا quot;.
ويقول ان شركات الهاتف النقال في العراق لا تستثمر اموالا كافية لتوسيع شبكاتها كي تستوعب الزخم الكبير للمشتركين ، اسوة بما تفعله شركات الهاتف النقال في دول اخرى ، وهذا ما يؤدي الى اختناقات في الشبكة الحالية.
ويتابع quot; وللانصاف فان عمل شركات الهاتف النقال في العراق مر بظروف صعبة ومعقدة ومنها قيام الجماعات المسلحة باستهداف ابراج الاتصالات او تعرض شبكاتها للتشويش المكثف من قبل القوات الاميركية اضافة الى مشكلة توفير الطاقة الكهربائية لمحطاتها او ابراجها المنتشرة في عموم البلاد quot;.
وتؤكد الطالبة لمى حسين (الجامعة المستنصرية) انها تجد صعوبة بالغة في الاتصال بأهلها ، اذ من المعتاد ان تخبر الطالبة اهلها بانها وصلت كليتها او ان عائقا حال دون وصولها الى البيت بعد نهاية دوامها ، ويبقى الاهل في حيرة من أمرهم على ما جرى لابنتهم.
وتعرب عن اعتقادها بان شلل شبكة الهواتف الارضية منذ سنوات وعدم فاعليتها وخروج معظمها من الخدمة ساهم في الاعتماد الكلي على الهاتف النقال على الرغم من تكلفته العالية ، لذا فان على الحكومة ان تبادر الى بناء شبكة هاتف ارضي متطورة وخاصة في بغداد كجزء من حل لمشكلة الاتصالات.
نينا
التعليقات