دهوك شمال العراق: في الطريق ما بين بلدة العمادية ومدينة دهوك (460 كم شمال بغداد)، ووسط سلاسل الجبال التي تغطيها الاشجار مشكلةً لوحات ساحرة، كان المكان خاليا الا من بضعة سيارات متوقفة قبالة فندق قديم تتناثر حوله مجموعة من المحلات الصغيرة شبه الفارغة، هكذا يبدو المشهد اوائل فصل الاصطياف في منطقة كانت حتى وقت قريب واحدة من أكثر المواقع جذباً للسياح.
لم يكن هناك ما يشير الى وجود سياح أو زوار قصدوا المكان من باقي مناطق البلاد، رغم أن موسم السياحة ابتدأ منذ أكثر من شهرين مرا دون اشارات حقيقية لموسم اصطياف مميز.
ويتكرر ذات المشهد في مواقع اخرى وسط الجبال العالية الممتدة على مدى الرؤية في كردستان، منشآت (سياحية) مدمرة واخرى تحاول مقاومة الزمن ونفض غبار سنوات من الاهمال.
قال سائق السيارة التي تقلنا ldquo;لايوجد سياح هنا، ولا منشآت حديثة يمكن ان تستقبل المصطافين، والابنية القليلة متهالكة وتعود لسبعينات القرن الماضيrdquo;.
واضاف وهو يشير الى بلدة العمادية (60 كلم شمال شرق دهوك) التي لاحت من بعيد كقلعة مبنية على قمة جبلية منفردة ldquo;قال لي رجل اعمال لبناني اصطحبته ليزور المنطقة قبل سنوات: لو كانت العمادية بلدة لبنانية لجعلناها مقصدا سياحياً لا مثيل لها في المنطقة برمتهاrdquo;.


العمادية مثلها مثل باقي مناطق العراق التي تمتلك طبيعة ساحرة ظلت تعاني من الاهمال والتخريب طوال ثلاث عقود من الحرب والحصار والفوضى، واخيراً الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية، ورغم ذلك بقيت تحتفظ بالكثير من جمالها الطبيعي، كما يقول حسن اسماعيل، الذي يملك محلاً صغيراً في بلدة سولاف القريبة والتي كانت واحدة من أشهر مصايف العراق.
لكن الأمل باعادة الحياة لتلك المواقع بدأ يكبر مع تدفق الاستثمارات الخاصة الى عشرات المواقع السياحية والذي تزامن مع تحسن الأمن في العراق وتقليل الاجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات في الاقليم، وهو ما يفرض تفاؤلاً بموسم سياحي جيد وبمستقبل افضل للسياحة في كردستان العراق.


اسماعيل، الذي روى لـ (اصوات العراق) بعض ذكرياته عن السياحة في المنطقة، عبر عن أمله في ان تعود سولاف الى سابق عهدها مقصدا للسياح من مختلف مناطق العراق ldquo;مرت سنوات طويلة ونحن ننتظر تحسن الاوضاع الامنية والاقتصادية لتعود الحياة الى البلدة، الامور تتجه نحو الافضل لكن الحركة ما تزال محدودةrdquo;.
في سرسنك، وهي مصيف شهير يقع على مسافة 30 كلم شمال دهوك، تبدو الاوضاع افضل نسبياً فقد بدأ مستثمر محلي، ما يسميه البعض مغامرة اقتصادية، ببناء مجمع سياحي متكامل في البلدة، وهو ما يمكن ان يجذب اعداد متزايدة من السياح، ليساهم في اعادة الحياة السياحية وتنمية المنطقة التي تسكنها عوائل فقيرة تعمل في الزراعة وتربية الحيوانات.
معظم المناطق السياحية في شمال العراق التي عرفت بجمالها وخدماتها الجيدة في الذاكرة العراقية عانت الاهمال او طالها التدمير خلال فترة الحروب الطويلة التي القت بظلال ثقيلة على حياة العراقيين الاقتصادية والاجتماعية وغيرت الكثير من عاداتهم وميولهم.


يقول شيخو عبد الرحمان، متقاعد، ldquo;تغيرت عادات العراقيين وقليلون من يفكرون اليوم بالاصطياف او قضاء ايام للسياحة في اقليم كردستان، كان الحال مختلفاً في السبعينات لدى طبقة المتعلمين بصفة خاصةrdquo;.


ويضيف ldquo;حتى مع تحسن الاقتصاد والأمن سنحتاج الى وقت ليعود الناس للتفكير بالسياحة والسفرrdquo;، مشيراً الى ان مجاميع من العوائل تأتي لرؤية المناظر الطبيعية الجميلة والتمتع بالجو المعتدل لكن ldquo;المنشآت القليلة الباقية قرب الشلالات والينابيع، التي تأثرت بدورها بالجفاف، لا تملك صفة سياحية وتعاني من سوء التنظيم وغياب الخدمات الجيدةrdquo;.
يتفق مع هذا الرأي العاملون في قطاع السياحة في الاقليم الذي يرون ان السياحة ldquo;كصناعة تدر دخلاًrdquo; مازالت املاً يحتاج تحويله الى واقع تخطيطاً جيداً وسنوات طويلة من العمل في مشاريع متكاملة ذات مواصفات خاصة.


نائب المدير العام في المديرية العامة للسياحة في دهوك مصطفى محمود، وصف المشهد السياحي في الاقليم بطائر يحاول النهوض من تحت الرماد، وقال لـ (اصوات العراق) ldquo;لا توجد صناعة سياحية في الاقليم والاموال المرصودة من ميزانية الاقليم للقطاع محدودة جدا ولا تسمح باقامة مشاريع سياحية حقيقية يمكنها منافسة ما موجود في دول الجوارrdquo;.
ويضيف rdquo; نحن بحاجة الى جهات استشارية ذات خبرة واسعة لدراسة عملية اعادة هيكلة القطاع وبنائه وفق افضل المواصفات، فالمشاريع الحالية بمنشآتها البسيطة لا يمكن ان تكون مقصداً مفضلاً للكثيرينrdquo;. واستدرك ldquo;لكن الجبال والغابات والشلالات اذا ما استغلت جيداً وشيدت حولها منشآت سياحية حديثة فانها يمكن ان تستقطب سواح ليس من داخل العراق فقط بل من خارجه، وهذا ما نأمل تحقيقه عبر استثمار القطاع الخاصrdquo;.


وبلغت ميزانية وزارة السياحة في اقليم كردستان للعام 2008 ما مقداره 16.500 مليون دولار (0.26%) من ميزانية الاقليم بينها 11.668 مخصصة كميزانية تشغيلية. اي ان نسبة المبالغ المرصودة لانشاء مشاريع في القطاع تقل عن 5 ملايين دولار، وهي بذلك تعد من اقل الوزارات ميزانية بعد وزارات البيئة وحقوق الانسان وشؤون مناطق خارج الاقليم، وهو ما يجعل الأمل منصباً على استثمارات القطاع الخاص.


وتحدث بنكين ميكائيل، المسؤول الاداري في مديرية السياحة، عن غياب الرؤية السياحية الواضحة وافتقار التخطيط الشامل قائلاً ldquo;لابرامج واضحة لتطوير القطاع الذي يحتاج الى اموال كبيرة لتحويله الى قطاع منتج، ولا يوجد تخطيط اساسي شامل للمناطق السياحية في الاقليمrdquo;، مشيراً الى قلة الكوادر المتخصصة وعدم وجود اي كلية للسياحة تؤهل كفاءات للعمل في القطاع، لافتاً الى حاجة الكوادر السياحية في الاقليم الى دورات مكثفة وطويلة ذات بعد تطبيقي في خارج البلاد.


واضاف ldquo;نحن في حاجة الى اعاد صياغة العقلية السياحية كخطوة اولى على طريق اعادة بناء وتأهيل القطاعrdquo;.
ونوه الى ان معظم المناطق السياحية تعاني من سوء التخطيط فيما تنفذ المشاريع الصغيرة المتمثلة بالمحلات والمطاعم والموتيلات بطريقة شبه عشوائية وبمواصفات بناء بسيطة، مبيناً ان مديرية السياحة لا تتدخل في طبيعة انشاء المشاريع ومواصفاتها ldquo;نحن نرحب بانشاء اي مشرع ولا نحدد مستويات معينة للانجاز، لأن السياحة هنا هي في بداياتها وتخطوا خطوات صغيرة وخجولة، لكن مستقبلا سيكون بالامكان وضع مواصفات خاصة ومستويات معينة من العمل لا يمكن القبول بما هو ادنى منهاrdquo;.


وحول دور المديرية العامة للسياحة اوضح بنكين ldquo;دور المديرية يقتصر على تصنيف المشاريع بعد انجازها وتحديد مستواها ومتابعة عملها عبر لجان مختصة بذلكrdquo;.
معظم منشآت المصايف الستة الرئيسية في محافظة دهوك (ئاشاوا، اينيشكي، سرسنك، سيلاف، زاويته، سوراتوكه) التي كانت تستقطب سواح في السبعينات والثمانينات لم يعد لها وجود، وهو ما يوضح حجم التأخر في المنشآت السياحية التي سيعتمد اعادة بنائها على ما يمكن ان يقدمه القطاع الخاص، الذي بدأ فعلياً في اقامة منشآت جديدة في مصيف سرسنك وفي كهف اينيشكي.
يقول حاجي محمد، احد المقاولين المنفذين لمشروع سياحي صغير ldquo;مع ضعف الاموال المرصودة للسياحة من قبل الحكومة واقتصار دورها على تشجيع الاستثمار، بدأ مستثمرون بخوض تجربة تنفيذ مشاريع سياحية بعد الحصول على اراضي من الدولة على طريقة المساطحة ولمدة 25 سنةrdquo;. ويضيف ldquo;هناك تردد من قبل المستثمرين، هم يعتبرون العمل في هذا القطاع مغامرة تحتاج الى اموال كبيرة فيما عائداتها تأتي متأخرة، بعكس التجارة التي تكون اضمن وتدر اموال بشكل اسرعrdquo;.


ويتفق العاملون في القطاع السياحي باقليم كردستان الى ان التطور في القطاع مازال بطيئاً والخطوات المنفذة ldquo;لم تصل الى مرحلة انشاء حلقات سياحية متكاملةrdquo;، مشيرين الى ان السياحة تحتاج اضافة الى مجمعات خدمية وترفيهية ذات مواصفات عالية الى تطوير الثقافة السياحية لدى المواطنين.
يقول قادر جمعة، من اهالي بلدة كاني ماسي القريبة من العمادية ldquo;الثقافة السياحية لدى المواطن في المنطقة ضعيفة من جهة، ومن جهة اخرى المستثمرون بسبب قلة اعداد السياح يتجنبون اقامة مشاريع سياحية كبيرة بسبب مخاوفهم من فشل مشاريعهم وضعف الوارد المتأتي منهاrdquo;.


من جهته لفت مسؤول الاعلام في مديرية السياحة ئازاد محمد سليم الى وجود توجه لدى المستثمرين للعمل في القطاع السياحي لكنه لم يتبلور بعد الى عمل مؤثر، وقال ldquo;هناك مستثمرون قدموا مشاريع لبناء منشآت سياحية في بعض المصايف، وحصل بعضهم على الموافقة، فهناك مشروع لمجمع سياحي متكامل على مساحة 3000 متر مربع في منطقة سرسنك يضم 130 منزل سياحي وفندق وسوق حديثة وصالة العاب ومطعم وقاعة حفلات، ومن المؤمل انجاز الجزء الرئيس فيه خلال فترة قصيرةrdquo;.


ويضيف ldquo;المشروع الذي ينفذ يعد الافضل في المنطقة الذي وصل تنفيذه الى مرحل متقدمة، اضافة الى مشروع صغير في كهف اينيشكيrdquo;. مشيراً انهم يأملون ان تنفذ عدة مشاريع متكاملة اخرى خلال العامين القادمين.
واقر محمد سليم بضعف الجانب الدعائي في موضوع الترويج للمناطق السياحية مع عدم وجود ميزانية مخصصة لذلك، معتبراً ان الظروف الامنية لم تكن مناسبة اضافة الى غياب المنشآت السياحية التي يمكن التوريج لها، موضحاً ldquo;في حال انجاز المشاريع السياحية التي تم الشروع بتنفيذها من قبل المستثمرين، ستكون امامنا مهمة كبيرة في التعريف بتلك المنشآت السياحية والترويج الاعلامي لها لتستقطب من جديد السواح من خارج الاقليمrdquo;.


علي احسان الذي يملك محلاً صغيراً للمرطبات في سولاف عبر عن قناعته بضرورة تدخل الحكومة لدعم اقامة المشاريع السياحية ذات المواصفات الجيدة في اطار خطة شاملة لدعم السياحة يمكنها ان تساهم في تشغيل عدد كبير من الايدي العاملة. ويقول ldquo;لم يتم الى الآن اعادة بناء المنشآت السياحية التي شيدت بعد اتفاقية آذار 1970 والتي تضم فندق سياحي كبير مع مائة وست شقق تعرضت جميعها إلى الخراب، بعد أن استغلت من قبل النازحين والمهجرين منذ عقدين من الزمنrdquo;.


ويضيف ldquo;اللاجئون يرفضون اخلاء المباني التي يشغلونها ويجب منح مبالغ مالية لهم لاقناعهم بذلك قبل ان يبدأ المستثمرون بمشاريع اعادة تأهيلها واقامة مشاريعهم الجديدة فيهاrdquo;.
وتابع ldquo;في سرسنك تم تعويض العوائل التي كانت تشغل منشآت سياحية بقرابة عشرة آلاف دولار بالاضافة الى قطعة ارض ومواد انشائية (حديد واسمنت) لمساعدتهم على بناء بيوت لهم، وهذا ما يجب القيام به في باقي المصايفrdquo;.
وائل سمير، عامل في قطاع السياحة من اهالي دهوك، لفت الى اهمية تطوير الثقافة العامة لدى سكان الاقليم بدءا من رجل الاعمال وانتهاءا بالمواطن العادي ldquo;من اجل بناء قطاع سياحي منتجrdquo;، واوضح يقول ldquo;الثقافة السائدة حالياً وعبر وسائل الاعلام المحلية نفسها تروج لفكرة السفرة العائلية بدل السفرة السياحيةrdquo;، مشيراً الى وجود فرق كبير بين قضاء عدة ساعات في الطبيعة مع عائلتك بعد جلب كل ما تحتاجه من طعام وحاجات من المنزل، وبين السياحة التي تتطلب تغيير اجواء حياة العائلة بشكل كامل من طعام وعادات وحاجات ولأكثر من 3 ايامrdquo;.
وتابع rdquo; معظم الفنادق المقامة في دهوك لا تملك وجها سياحياً مميزاً فهي عبارة عن غرف منام فقط لا تضم قاعات خدمة او صالات العاب او مسابح وحدائق ولا حتى كراجات لوقوف سيارات المقيمين فيهاrdquo;، مبيناً ان معظم اصحاب الفنادق يفضلون التضحية بتلك المرافق المهمة مقابل خفض تكاليف المشروع، ldquo;وهذا يؤكد الحاجة الى اعادة بناء الثقافة السياحيةrdquo;.
تشير مديرية السياحة في دهوك الى وجود اكثر من 70 فندقاً وموتيلاً مصنفة بدرجات سياحية مختلفة في المناطق الرئيسية في المحافظة جاهزة لاستقبال السواح، ففي مركز دهوك هناك 17 فندق و17 موتيل بينها 5 فنادق دخلت الخدمة خلال الفترة الأخيرة الى جانب 14 مطعماً سياحياً، وفي زاخو يوجد 20 فندق سياحي، وفي سرسنك 11 موقع بين فندق وموتيل و 5 في العمادية وسيلاف، وهناك منشآت اخرى يتوقع ان تدخل الخدمة خلال اسابيع.


وتسجل ارقام مديرية السياحة في دهوك زيادة مستمرة في عدد السواح حيث ارتفع العدد من 119 الف في العام 2006 الى 145 في 2007 ليصل الى 170 في دهوك وحدها، ما عدا زاخو التي استقبلت في العام نفسه 74 الف سائح (زائر) بينهم 28 الف قادمين من تركيا.
ويتوقع ان تسجل ارقام مماثلة او افضل في العام الحالي مع تحسن الوضع الامني والاقتصادي للكثير من العوائل العراقية، رغم ان شهر رمضان سيؤثر على القطاع في موسمه الذي يمتد بين نهاية أيار والى نهاية ايلول.


لكن هذا العدد بحسب المعنيين في القطاع يظل متواضعاً اذا ما اريد ان تكون للسياحة دور في تنمية اقتصاد المحافظة، وهم يأملون مضاعفة عدد المرافق السياحية ومن ثم السواح عدة مرات خلال السنوات القادمة مع دخول مشاريع سياحية كبيرة يجري التخطيط لها الخدمة بينها مشروع مجمع سياحي متكامل في المدخل الشرقي لمدينة دهوك، ومشاريع اعادة تأهيل عدد من المصايف الرئيسية في المحافظة.
مسؤول الاعلام في مديرية السياحة اعتبر ان احد اكبر العوائق التي يواجهها التطور السياحي يتعلق بالوضع الامني ونظرة المستثمرين الاجانب الى اقليم كردستان كجزء من الواقع الامني في العراق، وكشف لـ (اصوات العراق) عن قيام مستثمرين عرب واتراك بزيارات عديدة لبعض المناطق السياحية في دهوك في اطار السعي لتنفيذ مشاريع سياحية كبيرة، وقال ldquo;لكن هاجس الأمن يشكل عائقاً امام تحول الافكار الى مشاريع اضافة الى عامل المخاطرة الاستثمارية في بيئة جديدة على السياحةrdquo;.


مسؤولة الدراسات في المديرية العامة للاستثمار بدهوك نفيعة محمود كشفت لـ (اصوات العراق) عن مشاريع استثمارية في قطاع السياحة داخل الاقليم تقدر بـ 6 مليارات و933 مليون دولار. واكدت منح 20 اجازة لمشاريع استثمارية متنوعة في مجال السياحة خلال الفترة الماضية في محافظة دهوك وبكلفة تقدر ب 86 مليون دولار. واوضحت rdquo; مديرية الاستثمار تقوم بتقديم التسهيلات للمستثمرين عبر منح قطع الاراضي واجازات اقامة المشاريع ومتابعة تنفيذها بالمواصفات المتضمنة ووفق المدد الزمنية المحددة لكل مشروعrdquo;، مشيرة الى وجود 14 مشروع يجري العمل فيها في دهوك بينها مشروع (بابلو) شرق المدينة الذي تقدر كلفته بـ31 مليون دولار ويضم مجمع سياحي متكامل ينشأ بمواصفات عالمية، لافتةً الى ان السقف الزمني لبعض المشاريع يمتد الى خمس سنوات.
سلوى ابراهيم، مدرسة من بغداد، تحدثت، وهي تهم بحجز غرفتين لعائلتها المكونة من 6 اشخاص في موتيل سياحي بدهوك، عن الارتفاع النسبي في الاسعار وعن قلة الخدمات في المناطق السياحية ldquo;الجو معتدل ومناظر الجبال وعيون المياه تشعر الانسان براحة غريبة لكن قلة الخدمات وسوء التنظيم والضعف في المنشآت يشعر الكثيرين بالانزعاجrdquo;.
واضافت rdquo; الاسعار هنا مقاربة لمثيلاتها في سوريا ولبنان، فحجز غرفتين كلفني 100 الف دينار، والخدمات ضعيفة فالمنشآت قديمة وقليلة والحديثة منها مبنية بصورة سيئة وبشكل عشوائي، ولولا غلاء سعر تذكرة الطائرة لكنا فضلنا السفر الى أي دولة من دول الجوارrdquo;.


وتتراوح اسعار حجز غرفة واحدة في الفنادق والموتيلات بين 50 الى 100 دولار من مكان لآخر وحسب مستويات الخدمة، وهذه الاسعار تعد مقاربة للاسعار في دول الجوار، وهو ما يدفع الكثيرين الى تفضيل السفر الى لبنان وسوريا.
عمر ئاميدي، كاتب من سكنة العمادية، انتقد بدوره حالة الاهمال التي تعانيها المواقع السياحية، لافتاً الى عدم ارتقاء الخدمات الى مستوى الخدمة في المدن العادية وليس السياحية، قائلاً ldquo;مصيف سولاف يأن من الاهمال وعدم الاكتراث والخلل الإداري، ولابد من تدخل حكومة الاقليم لدعم القطاع الخاص في توفير الخدمات لكي لا يظل عاجزاً امام ضخامة حاجات البلدة التي تفتقد منشآتها الى كل شيءrdquo;.
ودعا الى اعادة النظر في عملية دخول وخروج الزائرين والمصطافين وتسهيل الاجراءات الأمنية، مشدداً ان لذلك أثراً في نفسية الكثير من الزوار والوافدين العرب، مما يؤثر حتى على الحالة السياسيةrdquo;.
بدوره نبه سامي زاخويي، مهندس مدني، الى اهمية تخفيف الاجراءات الامنية، عاداً ذلك مشكلة كبيرة امام اي تنشيط سياحي، موضحاً ldquo;لدي الكثير من الاصدقاء العرب وهم يأملون دخول مدن الاقليم بهدف السياحة لكن الاجراءات الامنية المعقدة تثير ازعاجهم واحباطهمhellip; لايمكن ان تتوقع حصول سياحة بوجود هذه التعقيدات الامنيةrdquo;.


واشار سامي الى مشكلة ارتفاع الاسعار في معظم المناطق السياحية ldquo;الأسعار هنا غير تنافسية وهي في بعض المواقع اعلى من مثيلاتها في دول الجوارrdquo;، متسائلاً ldquo;كيف يمكن ان تقنع السواح بالمجيء الى الاقليم اذا كانت اسعار المبيت والطعام موازية للاسعار في لبنان وسوريا والخدمات اقل مستوى؟rdquo;.


ويحدد المختصون في مجال السياحة جملة نقاط كشروط للنهوض بالواقع السياحي في الاقليم وعلى رأسها انشاء مشاريع سياحية متكاملة ذات مواصفات عالية وتشجيع المستثمرين لبناء مزيد من المشاريع لخلق التنافس بما يعزز الجودة ويخفض الاسعار لتكون اقل مما هي عليه في دول الجوار الى جانب خلق ثقافة سياحية لدى المواطن. ويضيف على ذلك عماد عارف، المدرس في معهد السياحة بدهوك، ldquo;اذا لم تنظر الحكومة الى السياحة كصناعة واذا استمر الوضع الحالي فلن تتطور السياحة لتكون عامل مساعد في التنمية، وسنظل غير قادرين على منافسة دول الجوارrdquo;، منبهاً الى ان التطور الحاصل محدود قياساً الى حاجات القطاع.