أكثر من 50 مدرسة لتعليمه في براغ

الرقص الشرقي يعيد الأنوثة إلى جمهورية التشيك


الياس توما من براغ: لم يعد الرقص الشرقي يقتصر على النساء الشرقيات عموما والعربيات خصوصا فجمال هذا الفن ومزاياه الكثيرة بالنسبة للجسم والنفس على حد سواء تم اكتشافه أيضا من قبل النساء الأوروبيات الأمر الذي جعله ينافس العديد من النشاطات الفنية والرياضية المماثلة التي تتم ممارستها منذ فترة طويلة من قبل شرائح واسعة من النساء ليس بهدف الاحترافية وإنما لتامين لياقة عالية للجسم وكسب المزيد من الثقة بالنفس والتمتع بوقت طيب ومفيد وأيضا العودة إلى الأنوثة بكافة زخمها.

مدربة الرقص الشرقي ليزا

وبالتوازي مع إقبال الكثيرات من النساء في أوروبا الغربية على الرقص الشرقي السائد منذ سنوات طويلة فان التشيكيات أعجبن بالرقص الشرقي لكن ذلك جاء متأخرا أي لم يتم إلا بعد انتهاء الحقبة الشيوعية في نهايات عام 1989 وبعد الانفتاح على مختلف الثقافات والنشاطات الاجتماعية والسماح بالمهن الخاصة التقليدية وغير التقليدية.
وقد نجح الرقص الشرقي في احتلال مكانة مرموقة بين أنواع النشاطات الفنية والاجتماعية والجسدية التي تقبل عليها نساء تشيكيا كالتدريب الرياضي على إيقاع الموسيقا السريعة أي quot;الايروبيك quot; أو أنواع الرقص الأمريكي اللاتيني المختلفة أو الرقص الهندي أو الفلامنكو الأسباني..

وفي دليل على الإقبال الكبير للتشيكيات على الرقص الشرقي فانه لا تكاد تخلو مدينة من دورات للرقص الشرقي تنظم إما في نوادي خاصة أو في المراكز الثقافية الموجوة في كل مدينة يتدرب فيها حسب تقديرات العاملين في هذه المهنة الآلاف من التشيكيات من مختلف الأعمار.


مركز فلتافا الثقافي في دائرة براغ السابعة هو احد هذه المراكز العديدة التي تدرب الرقص الشرقي والذي قصدته إيلاف للإطلاع على تعلم الرقص الشرقي وللحوار مع طالباته..
ومنذ الدقائق الأولى لدخول هذا المركز يتم سماع موسيقا الرقص الشرقي وهي تصدح من صالة التدريب الأمر الذي ينعش النفس ويعيد الذاكرة بسرعة إلى الأجواء الشرقية الدافئة.
استقبلتني ليزا فيفروفا المدربة والمعلمة في هذا المركز بابتسامة عريضة مرحبة باهتمام إيلاف بظاهرة الرقص الشرقي في تشيكيا التي تنتشر بشكل يسعدها مشيرة إلى أنها تدرب الرقص الشرقي منذ عشرة أعوام وأصبحت بعض الفتيات اللواتي تدربن على يدها يقمن الآن بتدريب فتيات جدد على الرقص الشرقي.


وتعترف ليزا بان عدد المدارس التي تعلم في براغ الرقص الشرقي عديدة ومختلفة وبالتالي فان التنافس كبير غير أن الإقبال الكبير للتشيكيات يجعل هذا التنافس مقبولا مشيرة إلى أن عدد هذه المدارس يتجاوز الآن الخمسين مدرسة الأمر الذي لا يعتبر قليلا في مدينة يزيد عدد سكانها بقليل عن 1،2 مليون نسمة.
وترى أن وراء انتشار ظاهرة الرقص الشرقي عدة عوامل من أهمها أن الفتيات التشيكيات ينظرن إلى الرقص الشرقي على انه الوسيلة التي تمثل العودة إلى الأنوثة الحقيقية كما انه يعمق العلاقة بينهن وبين أجسامهن ويحسن حركة وأداء الجسم وأيضا تحسسهن بالنغم والإيقاع كما انه يعزز ثقتهن بالنفس.


وعن بداياتها باعتبارها من الرواد في هذا المجال قالت أنها تعلمته من امرأة أسبانية قبل أكثر من عشرة أعوام ثم سافرت إلى المغرب ومصر حيث تعمقت فيه وبعد ذلك بدأت تعلمه في تشيكيا
وأشارت إلى أن التدريب أولا يتم على الحركات الرياضية الأساسية ثم يتم بالتدريج تعلمهن على الاستماع إلى إيقاع الموسيقا العربية ثم موازاة حركة الجسم مع الموسيقا.
وأشارت إلى انه يتم تقسيم الطالبات والمهتمات بالرقص الشرقي إلى ثلاث مجموعات أو مراحل الأولى للمبتدئات تماما والثانية للمتوسطات المستوى والثالثة للمتقدمات مؤكدة أن خصوصية الرقص الشرقي تكمن في أن الفتيات لا يحتجن إلى شريك لممارسة الرقص كما هو الحال في الأنواع الأخرى من الرقص وفي انه يمكن للجميع ممارسته ولهذا فان بعض دوراتها توجد فيها فتيات صغيرات إلى جانب أمهات وجدات تجاوزن الخمسين عاما.


وردا على سؤال حول كيفية تقبل الرجال العرب والرجال التشيك هذا الأمر والاختلاف بينهم قالت أن الرجال التشيك لا يعرفون هذا الفن عمليا وانه من باب الرغبة بالإطلاع يشاهدونه لكنهم لا يتحسسونه كالرجال العرب الذي يثمنون عاليا النساء الأجنبيات اللواتي يقمن بأداء الرقص الشرقي.


وأشارت إلى أن تدريب الفتيات لا يقتصر على الدروس الأسبوعية وإنما يتم تنظيم دورات مكثف لهن في أماكن جميلة من البلاد مثل الدورة التي ستقام في منطقة سلابي القريبة من براغ من 18 إلى 21 من الشهر القادم وفي 27 وحتى 30 من شهر آب أغسطس القادم وذك بهدف تعميق عملية التعارف بين المتدربات والتمتع بوقت جميل وفي نفس لوقت اخذ دروس مكثفة أما قيمة هذه الدورة مع السكن في فندق فستكون 3800 كورون أي نحو 190 دولارا الأمر الذي لا يعتبر قليلا بالنسبة لمستوى المعيشة في تشيكيا.


وتؤكد طالبة كلية الاقتصاد في جامعة براغ زوزانا دفورجاكوفا التي تتدرب على الرقص الشرقي منذ 3 أعوام في حديثها لإيلاف أن السبب وراء اختيارها الرقص الشرقي هو أنها تعشق الرقص وأنها قبل تعرفها على الرقص الشرقي كانت تمارس الرقص الأمريكي اللاتيني لكنها فضلت الرقص الشرقي لسببن الأول أنها لا تحتاج فيه إلى شريك كي يرقص معها ولأنه ساعدها على إزالة آلام الظهر التي كانت تعاني منها كما أنها تنسى خلال ممارسته أعباء الحياة والدراسة.


واعتبرت نفسها بأنها الآن وبعد 3 سنوات من ممارسة الرقص الشرقي بأنها تنتمي إلى المستوى المتوسط أما زميلتها الطالبة ميخالا بروخازكوفا فقالت لإيلاف أنها تعرفت على الرقص الشرقي من قبل زميلة لها قبل خمسة أعوام وأنها ترى فيه بأنه فن جميل ويعطي للأنوثة حقها ويطور جاذبيتها النسائية.


وأشارت إلى أنها تتردد على دروس الرقص الشرقي منذ خمسة أعوام وأنها تصنف في عداد المتقدمات في هذا المجال مشيرة إلى إنها تتلقى 36 درسا في العام.
وردا على سؤال فيما إذا كانت تشارك كراقصة في بعض الحفلات الاجتماعية قالت أنها لم تقم بذلك وأنها تمارس التدرب على الرقص الشرقي لاعتبارات ذاتية وليس بهدف الحضور الاجتماعي وبالتالي فإنها تخرج سعيدة مع انتهاء الدرس كونها قد متعت نفسها وجسدها بساعة مفيدة وممتعة من الرقص الشرقي.