بغداد: لم يتردد صاحب فندق جنات العراق وسط العاصمة بغداد في صرف أكثر من مليار دينار عراقي لكي يحول مبناه القديم الذي كان خربة تسكنه العوائل إلى فندق من الدرجة الأولى ليرتاده السياح الامر الذي سيوفر له مردودا ماليا اكثر عما كان في السابق.
فقد انتعش عمل الفنادق على اختلاف انواعها في العاصمة عقب التطورات الامنية في الآونة الاخيرة التي شهدتها عموم مدن البلاد، فيما بدأت حركة واسعة في المشاريع التجارية والسياحية لبناء مجمعات تسويقية كبيرة ونواد ليلية وفنادق حديثة وترميم القديم منها.
وقال جمال نيشان مدير الفندق لوكالة (اصوات العراق) ldquo;ما شجعني على صرف هذا المبلغ وتحويل البناية إلى فندق من الدرجة الاولى هو اقبال الناس من المحافظات على العاصمة لاتمام معاملاتهم وثقتهم بالوضع الامني المستتب في بغداد الذي يمكنهم من المبيت في الفنادق بعد أن كانوا يأتون صباحا ويعودون لمحافظاتهم قبل مغيب الشمسrdquo;.
ولفت نيشان إلى أن ldquo;العمل في الفندق استمر قرابة السنة وتم افتتاحه قبل شهرين فقطrdquo;.
ويذكر أن معظم الفنادق، بعد اعمال العنف التي شهدتها العاصمة خصوصا في عامي 2006 و2007، أغلقت ابوابها ورفعت لافتاتها وغطت شبابيكها وابوابها بالطابوق خوفا من أن يستحوذ احد على البناية او يسكنها او يسرق محتوياتها وبعضها قد تم عرضه للبيع.
فيما قال جبار ابو سارة وهو احد اهالي مدينة العمارة ويزور بغداد لاجراء بعض المعاملات في وزارة التجارة ويقيم حاليا في فندق جنات العراق ldquo;كنت أتخوف في الفترة السابقة من القدوم الى بغداد، فما بالك بالمبيت في احد الفنادق خصوصا ما كان يسمع عن الاقتناص الطائفيrdquo;.
وأضاف ابو سارة لوكالة (اصوات العراق) ldquo;كان يتعين على المسافر الذي يروم الاقامة في فندق لحين قضاء حاجته أن يعرف توجهات هذا الفندق واي فريق يتبع وفي اي منطقة يقع حتى يذهب الى الفريق الذي يطمئن له، أما الآن فقد اختفى هذا الهاجس بعد التحسن الامنيrdquo;.
وتابع قائلا إن ldquo;ما عرفناه من مدير الفندق بأن في كل يوم تنشغل من 15 الى 20 غرفة يطمئننا. وهو دليل واضح على نشاط عمل الفنادقrdquo;.
وفي فندق قصر الغدير الواقع في منطقة المسبح والمكون من خمسة طوابق وكل طابق يحتوي ثمانية غرف وجناحا (سويت) واحدا. كان هناك مؤتمر تعقده احدى الشركات الكبيرة في بغداد وقد حضر كل العاملين في كل فروعها المنتشرة بالعراق للمؤتمر وشغلوا معظم غرف الفندق وكذلك قاعة المناسبات.
ورأى صاحب الفندق صالح حسين الشحماني وهو مستثمر أن ldquo;المستقبل هو للسياحة في العراق واتوقع بعد تحسن الوضع انفتاح الاستثمار وقدوم الشركات الاجنبية والعربية، وعندها سيزداد الاقبال على الفنادق لأن هذه الشركات تحتاج الى اماكن سكن لمنتسبيها وعقد مؤتمراتها والمكان المناسب هو الفنادق الجيدة طبعاrdquo;.
أما برج بغداد فهو فندق آخر اعيد افتتاحه وترميمه ويقع عند تقاطع السفارة الالمانية سابقا، وحسب قول صاحبه ابو سنان فإن ldquo;نسبة الغرف المحجوزة تصل الى 60% و 70% يومياrdquo;.
وابدى ابو سنان تفاؤله ldquo;بمستقبل العمل الفندقي في العراقrdquo;، مضيفا ldquo;سيكون العراق بلدا سياحا من جانبين، السياحة الدينية وسياحة الآثار الموجودة فيه والمعالم الحضاريةrdquo;.
وأوضح لوكالة (اصوات العراق) ldquo;يجب أن يرافق هذا التوجه في السياحة افتتاح اكثر للنوادي الليلية والكازينوهات حتى يطمئن السائح، كما نحتاج الى قوانين جديدة لحماية السائح وتسهيل دخوله، بالاضافة إلى منظومة مصرفية متطورة وأن نبدأ بأستخدام البطاقات الالكترونية بالدفع المالي حتى نسهل التعامل النقدي للسائحrdquo;.
ويعاني أغلب اصحاب الفنادق من انقطاع التيار الكهربائي وقلة تجهيز الطاقة وتذبذبها لدرجة أنها قد لا تكفي لتشغيل بعض المنظومات الضخمة للتكييف لأنها تحتاج الى طاقة كهربائية.
وقال صاحب فندق قصر الغدير الشحماني لوكالة (اصوات العراق) إن ldquo;هذا الخلل في المنظومة الكهربائية اثر بشكل سلبي على وضع الفنادق وعلى راحة الزبائن فعندما ينقطع التيار الكهربائي اكثر من عشر ساعات باليوم سوف يشعر الزبون بعدم الراحةrdquo;.
ولفت الشحماني إلى أن ldquo;انقطاع التيار الكهربائي المستمر اجبرنا على جلب مولدتين لتجهيز الفندق بالكهرباء على مدار اليوم خاصة وأن فندقنا كبير وهو على نظام الشقق، فالشقة الواحدة تحتوي على صالة ومطبخ وتسكن فيها عائلة ومعظم مؤجريها تجار فمن غير المعقول انقطاع التيار الكهربائي عنهمrdquo;.
وأضاف أن ldquo;مشكلة المولدات تجر معها مشاكل اخرى منها توفير المشتقات النفطية من مادة الكاز وهي ايضا مرتفعة الثمن وفي بعض الاحيان يصعب الحصول عليها خصوصا مع اشتداد ارتفاع درجات الحراة لأن الطلب على هذه المادة سوف يزدادrdquo;.
وتابع قائلا ldquo;بالرغم من أن شركة توزيع المنتجات النفطية قد حددت حصة الى الفنادق لكنها لا تكفي ولا تفي بالغرض ولا تسد الحاجة المطلوبة خصوصا بالفنادق الكبيرة والراقية، كما أن بعض اصحاب الفنادق لم يشملوا بحصة الكاز لأن الروتين يعرقل عمل دوائر الدولة فتجد صعوبة في الحصول على الدفتر الخاص بالحصة من المشتقاتrdquo;.
وبين أن ldquo;اللجان الخاصة بشركة توزيع المنتجات النفطية تأتي وتذهب للفندق وتجلب الروتين معها والنتيجة لا حصة لي من الكاز الى هذه اللحظة، مما اضطرني الى الاعتماد على نفسي في توفير الوقود اللازم للمولداتrdquo;.
إلا أن جمال نيشان مدير فندق جنات العراق يعاني من ldquo;تجاهل هيئة السياحة للفنادق وهو ما دفع بعض اصحاب الفنادق إلى الاعتقاد بأنها غير موجودة اصلاrdquo;.
واستدرك قائلا ldquo;نتذكر هيئة السايحة عندما يأتي مندوبا منها يحمل دفتره ويطلب تسديد الرسوم من مهنة ودعاية وضريبةhellip; الخ، أما في الاوقات الاخرى فلا نجد اي شخص من هذه الهيئة الغائبة والموجودة على الورقrdquo;.
وأضاف ldquo;ينبغي أن تأخذ هيئة السياحة دورها المهم في دفع عجلة السياحة ورفد الفنادق باحتياجاتها ودعمها ماديا من خلال القروض او التسهيل في استيراد بعض الاجهزة والمعدات للفنادق وارسال بعض اصحاب الفنادق الكبيرة الى الخارج في دورات للاطلاع على سير السياحة والفنادق في دول العالم العربية والغربيةrdquo;.
ودعا إلى ldquo;تكوين لجنة خاصة في هيئة السياحة تأخذ على عاتقها توزيع الوفود الرسمية والسياحية القادمة الى العراق بشكل تنافسي بين الفنادق اعتمادا على عروض حول حجم الفندق وقدرة استيعابه والخدمات المتوفرة والاسعار الخاصة بخدماتهrdquo;.
وعبر نيشان عن أسفه لأن ldquo;هيئة السياحة سحبت يدها تماما من الفنادق وكل المعالم والمؤسسات السياحية بشكل عام واكتفت بالاعتكاف في بنايتها وترك الفنادق حتى بدون ملصق واحد يشير الى وجود هذه الهيئةrdquo;.
التعليقات