غزة : فرط المنتخب العُماني بفوز كان في متناوله ، بعد أن أجبر على التعادل مع المنتخب الإيراني بهدفين لكل منهما ، في المباراة التي أجريت بينهما اليوم في تشونغكينغ ضمن مباريات الجولة الثانية لحساب المجموعة الرابعة في بطولة كأس أمم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تقام في الصين .

و لم يحافظ منتخب عُمان على تقدمه بهدفين نظيفين في الشوط الأول ، حتى مكن ايران من إدرك التعادل في الوقت القاتل من المباراة التي تميزت بالخشونة الواضحة من لاعبي إيران للحد من خطورة لاعبي عُمان الذين ظهروا بمستوى راقي و تنظيم رائع طوال المباراة .
سجل هدفي عمان لاعبها عماد علي في الدقيقتين (31، 41) ، فيما أحرز التعادل لايران علي كريمي (63) ، ومحمد نصراتي (90) .
و لعب المنتخب العماني واحدة من أجمل المباريات في البطولة ، و سيطر على مجريات المباراة ، و أضاع فرصاً لا تعد و لا تحصى ، كانت ستجعله يخرج فائزاً بغلة وافرة من الأهداف .

و بهذا التعادل تضاءلت فرص عُمان في التأهل ، و باتت تنتظر معجزة في مباراة اليابان ، و تايلاند ، في الوقت الذي عززت فيه إيران فرصها نحو التأهل . فأجا المنتخب العماني نجوم إيران في شوط المباراة الأولى، و لعبوا بطريقة هجومية منظمة اعتمدت في مجملها على اختراق الدفاعات الإيرانية ، و اللعب على الأطراف ، مع تأمين المنطقة الدفاعية بإحكام ، أما المنتخب الإيراني الذي يضم ترسانة من النجوم المحترفين فقد وقف عاجزاً في فترات كثيرة لصد الهجوم العُماني الزاحف على مرمى إبراهيم ميرزوباور .

وبدأ المهاجم بدر مبارك منطلقاً بالكرة نحو المرمى غير أن الحارس تقدم للكرة و أمسكها ، و سدد فوزي بشيركرة أخرى مرت بجوار المرمى ، في حين رد يحي غولد محمدي بكرة رأسية علت العارضة ، قبل أن ينقذ الحارس العُماني علي الحبسي مرماه من تسديدة علي دائي .

و جاء الدور على اللاعب عماد علي ليعلن عن نفسه بقوة بعد أن نجح في تسجيل أول أهداف بلاده في تاريخ النهائيات الآسيوية بعد ن استغل تمريرة عرضية من زميله يوسف شعبان الذي كسر مصيدة التسلل الايرانية ، و مررها إلى علي الذي أودعها بسهولة في المرمى محرزاً الهدف الأول في الدقيقة (31) .

أربك الهدف العُماني الأول الإيرانيين ، و أعادوا ترتيب صفوفهم من أجل التعديل ، لكن المتألق عماد علي لم يمهلهم سوى 10دقائق فقط ليجهز عليهم قبل نهاية الشوط الأول بهدف ثاني رائع ، عندما قابل برأسه كرة عرضية رفعها له الظهير أحمد حديد في الدقيقة (41 ) ، وسط ذهول لاعبي المنتخب الإيراني الذين لم يصدقوا ما أحدثه المنتخب العُماني ، في ظل تشجيع صيني كبير للمنتخب الأحمر الذي أنهى الشوط الأول متقدماً بهدفين للاشيء .
الشوط الثاني حمل في طياته جملة من الأحداث الدراماتيكية التي حولت سير المباراة ، و لم تتوقف خطورة العمانيين عن تهديد مرمى ايران ، في حين حاول لاعبوا إيران العودة من بعيد و تسجيل التعادل و كان لهم ما أرادوا في آخر دقيقة ، ساعدهم في ذلك المستوى التحكيمي المهزوز الذي ظهر به الحكم البحريني .

و إنطلق المنتخب العماني ليهدد مرمى إيران في كل هجمة يقودها ، لكن سرعان ما تضيع الكرة بكل سهولة بسبب رعونة المهاجمين ، و أضاع لاعبوها فرصا لا تضيع ، في حين وصل الشدالعصبي للاعبي إيران للتعارك بين بعضهم البعض حين لطم رحمان رضائي زميله علي بدافي لعدم تغطيته الهجوم العماني ، و ضرب محمد نصراتي عماد علي مسجل هدفي عمان بعد أن داس بقدمه على ظهر عماد ، و افتتح بدر مبارك مسلسل الفرص الضائعة العُمانية بتسديدة قوية من خارج الصندوق أبعدها الحارس إلى ركنية ، و إنفرد عماد علي بالحارس الايراني بعد أن راوغ الجميع قبل أن يسددها في جسم الحارس .

و شكل لاعب إيران عيناتي خطورة واضحة على مرمى علي الحبسي ، بعد ان وضع رأسية فوق القائم .وشهدت الدقيقة (63) تسجيل أول أهداف إيران من هجمة مرتدة قادها مهدي مهدافيكا الذي أرسل الكرة إلى علي كريمي الذي سددها مباشرة لتصطدم بقدم مدافع عُمان سعيد الشون و تدخل المرمى ، بعد امتلك الايرانيين زمام المبادرة من أجل إحراز الهدف الثاني وسط تماسك دفاعي من عُمان التي واصل لاعبوها إضاعة الفرصة تلو الأخرى ، و في لقطة رائعة من فوزي بشير سدد الكرة برأسه فوق المرمى ، وراحت تسديدة خليفة عائل في أحضان الحارس الايراني .

إلى أن احتسب الحكم البحريني خمس دقائق وقت بدل ضائع جاء منها هدف التعادل لصالح الايرانيين عن طريق محمد نصراتي الذي استغل كرة ثابتة رفعت له وقابلها برأسه في مرمى عُمان ، وسط حزن و ذهول الجميع الذي تابع المباراة داخل الاستاد بعد أن ظنوا أن المباراة ستكون لعُمان لا محالة .
لتنتهي المباراة بتعادل غير عادل بين عُمان و إيران ، ويرتفع رصيد عُمان إلى نقطة واحدة ، و تتصدر إيران مؤقتاً فرق المجموعة الرابعة برصيد (4) نقاط .

وستقام مباريات الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة يوم الأربعاء المقبل ، فتلتقي تايلاند مع عُمان ، و إيران مع اليابان ، و ستحدد مباراة اليوم التي ستقام في وقت لاحق مصير المنتخب العُماني الذي تضاءلت حظوظه في التأهل ، وهو يريد أن تنتهي المباراة بتعادل أو خسارة اليابان حتى لا تضمن تأهلها على إعتبار أنها ستلعب المباراة الأخيرة مع ايران ، وهي ستقابل تايلاند التي يتوجب عليها أن تفوز .