بعد أن زادت العروض المقدمة من الأندية الأوروبية
اللاعب السعودي بين مطرقة الاحتراف وسندان التعنت
فهد سعود من الرياض: لا شك أن السعودية في الفترة الأخيرة تبوأت مكانة عالمية في عالم كرة القدم جعلتها هدفا للعروض المغرية من الأندية العالمية وصارت لدى اللاعبين السعوديين شعبية كبيره حيث أنهم من أهم لاعبي آسيا قاطبة ، وهنا نصل إلى مشكلة كبيره فعليا حيث أننا نطالع هذه العروض دوما فقط من خلال ما يتردد في أروقة الصحافة ومجالس اللاعبين والجماهير، ولم نرى أية أحداث فعلية لمتابعة احتراف أحد هؤلاء اللاعبين في الخارج. ونستثني من ذلك ، تلك المرحلة الغير واضحة ، والتي سادتها المشاكل والخلافات والغموض، خلال الفترة من 2000 وحتى 2001، حين احترف لاعب نادي الهلال( والنصر لاحقاً) فهد الغشيان في نادي ( أي زد الكمار) الهولندي، والتغطية الخجولة لاحتراف زميله في الهلال أيضاً اللاعب سامي الجابر في نادي (ولفرهامبتون) الإنكليزي التي امتدت قرابة ال 6 شهور خاض حلالها سامي الجابر مباراتين رسميتين فقط، وتجربة احتراف الثنائي فؤاد أنور لاعب النصر وسعيد العويران لاعب الشباب في الصين، حيث استمر أنور لنهاية الموسم مع النادي الصيني (شوانغ الصيني ) مقدماً عروض جيدة، ، فيما عاد سعيد العويران بعد أن أدى تمرين واحد فقط يومها.
![]() |
سامي الجابر حين احترافه مع النادي الانكليزي |
وهنا نحن بصدد الحديث عن عقدين جديدين في عالم الاحتراف السعودي، وهما العقدين المقدمين للاعبي نادي الهلال محمد الشلهوب وأحمد الصويلح، حيث الأول وصله عرض من نادٍ إنكليزي، والآخر من نادٍ نمساوي، وطبعا لا نعلم مصير أي منهما خصوصا وان الرؤساء في الأندية السعودية لا يزالون على تعنتهم الشهير ضد مصالح الفرد والمستقبل الاحترافي للاعبين، حيث أن أولوياتهم تحصرهم دوما في محاصرة اللاعب هنا في داخل بوتقة فريقه حتى لا يخسر الفريق دعامته، والتي تستند في الرياضة السعودية على نجومية شخص ما عكس ما يدور في العالم حيث أن الفريق جسد واحد، بلا تمييز وعمله عمل واحد، أما نحن فلا نرضى إلا بالتحيّز والعصبيات ولو على حساب معنويات اللاعبين الآخرين في الفريق .
ومن هنا نجد أن فرق المغرب العربي التي تناولت بنمق ونسق متفهم الكرة الأوروبية بشكل عقلاني قد ساعدها لتكون مع المنتخب السعودي متمثلة بتونس التي ستخوض قريبا غمار مباريات كأس العالم مع المنتخب السعودي في ألمانيا، وهنا يجب أن نعلم يقينا أن الأمر ليس سهلا، ولكنه أيضا ليس مستحيلا لتحقيق انتصار عليك أن تستفيد من كل من حولك وان كان غريمك في ارض الملعب .
فاحتكاك اللاعبين المغاربة في الملاعب الأوروبية كما أسلفنا قد ساهم كثيرا في بناء أسطول قوي من الفرق المغربية العربية استطاعت في خلال وقت قياسي أن تُمثّل القارة الإفريقية مثلما استغرق المنتخب السعودي عقدين من الزمن لتمثيل القارة الآسيوية عالميا مضافا إلى ذلك أن منافسيه لا يزالون على تواجدهم مع اختفاء أو شبه اختفاء المنافس الإفريقي للمغاربة العرب.
![]() |
سعد الحارثي تلقى عروض شفهية |
ومن هنا جاءت المطالبة في الوسط الرياضي السعودي بمنح هؤلاء اللاعبين فرصة للاحتكاك بالدول الأوروبية، وخوض تجارب كروية خارج المجال المحلي لتطوير الإمكانيات والتغلب على رهاب المنتخبات الأوروبية المصاب به معظم الدول العربية، والخليجية على وجه التحديد، ونتائج المواجهات التي تجمع بين المنتخبات العربية والأوروبية خير دليل على تأصيل هذا الشيء في داخل نفوس اللاعبين العرب.
كما يخشى السعوديون من تأثير ذلك على لاعبي المنتخب السعودي الذي يستعد حالياً لخوض جولة مكثفة من المعسكرات الإعدادية التي تسبق انطلاق كأس العالم منتصف العام الجاري في ألمانيا.
ومن أبرز العروض التي تلقاها اللاعبون السعوديون ، ولم تتجاوز كونها عروض، عرض لمدافع إتحاده جدة، حمد المنتشري( أفضل لاعب في آسيا) من نادي ليفربول الإنكليزي، بعد أن شارك اللاعب مع فريقه في مونديال الأندية الذي اختتم مؤخراً في اليابان، نفاه المتحدث الرسمي للنادي اللندني وأكد عدم صحته.
كما وصل عرض لنواف التمياط، لاعب وسط الهلال والمنتخب السعودي وأفضل لاعب بآسيا عام 2000، من أحد الأندية الهولندية، لم يكتب له النجاح، وعرض آخر لمهاجم النصر سعد الحارثي من نادي فنار بخشة التركي، ولا ننسى ذلك العرض لياسر القحطاني مهاجم الهلال المقدم من نادي فنار بخشه التركي، أيضاً لم يكتب له النجاح أسوة بزميله الحارس الدولي محمد الدعيع الذي تردد وصول عروض له من قبل غلطة سراي التركي، يضاف لهم عرضي الصويلح والشلهوب سالفي الذكر.
كما لا يغفلنا أن نشير إلى أن عدد من اللاعبين السعوديين قد خاضوا تجربة الاحتراف على النطاق الخليجي، وتحديداً في دول الخليج العربي، فقد كانت الأندية القطرية ممثلة بالعربي والإتحاد والغرافة تسعى بشكل جاد للتعاقد معهم حيث احترف في قطر كلاً من حمزة إدريس( من الإتحاد)، وفهد الزهراني ( من الأهلي) وعبدالله الجنوبي( من النصر)، وصالح الداود ( من النصر) وعبدالله الشريدة( من الهلال)، إلا أن كل تلك التجارب لم يكتب لها النجاح بالشكل المأمول وانتهت ونسيها الإعلام الرياضي والجماهير.
صور متعلقــة
فهد الغشيان الذي احترف في هولندا
|
التعليقات