على طول شارع الحسن الثاني، شارع المال في المغرب، كان أمثال فؤاد يسيرون غير آبهين حتى باحترام إشارات المرور quot;ذلك المدرب هو المسؤول الأول على خروجنا من الدور الأول، أقدم على تغييرات قاتلة، أدخل لاعبين دون المستوى أمثال بوصابون وشيبو وأخرج حجي والشماخ، فهل يمكن أن نعول على مدرب مثل هذاquot; يشرح بأسى رجل في الأربعينات من عمره. في قاعة كبيرة بمكتب الصرف كان اختتام مهرجان للمسرح والثقافات، تأخر الحفل بحوالي 45 دقيقة حتى يستسيغ المغاربة مرارة التعادل الذي كان بطعم الهزيمة، داخل هذا المسرح طغت المباراة على أحاديث كثير من الشباب، غالبيتهم حملوا المسؤولية للمدرب فاخير quot;كيف يعقل أن ينادي على لاعبين لا يستحقوا حمل قميص المنتخب المغربي أمثال شيبو وأوشلا ويقصي نجوما أمثال المختاري، ثم لا يقحم في المباريات الزايري، إنه السبب الرئيسي في هزيمة الأسود أمام الكوت ديفوار في المباراة الأولى وتعادله مع مصر في مباراة أمسquot; يشرح عبد المجيد الذي حضر اختتام المهرجان. إيقاعات موسيقى الفلامينكو الحزينة ورقصات الفنان الإسباني جواكيم كريو خففت من حزن وأسى كثير من المصدومين بالتعادل أمام مصر. وأضحى المغاربة الآن متيقنين بعودة سريعة للاعبي المنتخب بعد المباراة الأخيرة ضد ليبيا، إذ لا يؤمنون بمعجزة هزيمة مصر أمام الكوت ديفوار في آخر مباراة عن هذه المجموعة وانتصار المنتخب المغربي بأكثر من ثلاثة أهداف كي يبلغ منتخبهم الدور الثاني.
الصحف المغربية أغلقت قبل نهاية مبارات المنتخب الحاسمة، وكانت في الأسواق أثناء إعلان الحكم نهاية المباراة، الاستثناء الوحيد شكلته جريدتا quot;الصحراء المغربيةquot; وquot;لوماتانquot;، وذهبت الجريدة الأولى إلى أن تعادل المنتخب كان بquot;طعم الهزيمةquot;، وفي عنوان آخر نسبوا إلى مدرب المنتخب فاخير أنه يلقي اللوم على التحكيمquot;.
صباح اليوم الموالي، وبعد أن هدأت الأعصاب، بدأ مغاربة في تغيير موقفهم من خلال المدرب quot;لا أعتقد أن المدرب يتحمل المسؤولية عن الهزيمة والتعادل، فهو لم يتسلم منصبه إلا قبل ثلاثة أسابيع، فاللوم على الاتحاد المغربي لكرة القدم الذي يصر على إقحام نفسه في كل كبيرة وصغيرة في المنتخب ومراعاة مصالحهquot; يقول سائق تاكسي، ثم يضيف quot;كان تروسيي شجاعا لما رفض هذا الوضع غير الصحي في المنتخب فانسحبquot;.
يبدو أن السماء دخلت هي الأخرى في حزن لمواساة المغاربة على نتائج منتخبهم، إذ بدت الأجواء حزينة بغيوم وأمطار خفيفة تساقطت على مدن مغربية، منها الدار البيضاء.
التعليقات