لمن ستقرع اجراسك يا برلين ! (1)
ذكريات من المونديال: 1930 بطولة لم يرغب بها احد!

زيد بنيامين: مع اقتراب موعد اقوى واغلى بطولة في العالم لابد ان نعود بك الى الجذور لنستذكر تلك اللحظات التي صنعت بطولة سيكتب عن مبارياتها التاريخ كثيرا في كل حين، كأس العالم كأس للدموع والابتسامات تزداد متعة كلما تقدمت في العمر والخبرة و الاحتراف، انها لحظة من الزمن تكشف اين وصلت الانسانية فيها قبل كل شئ وتاتي بعد هذه الحظة كل الامور الاخرى، حب جارف عجز الشعراء عن وصفه، معشوقة لمن لايمتلك حبا يتغنى به وملحمة لايعرف صاحبها في عصر يخضع فيه كل شئ للتسجيل، انها الخلود الذي بحث عنه انكيدو وجلجامش والقصة التي بحثت عنها شهرزاد لتزيد على لياليها الواحدة بعد الالف ليلة اخرى لاتنتهي، انها كأس للعالم الذي طالما بحث السندباد فيه عن نهايته !

اول مونديال في الاورغواي
عدة اسباب دعت الفيفا الى منح شرف اقامة اول بطولة لكاس العالم في الاورغواي عام 1930 اولها سجلها الاولمبي فقد كانت قد فازت بذهبيتي منافسة كرة القدم في الاولمبياد الصيفية عامي 1924 و 1928 وفي ذلك العام بذات وهو 1930 كانت الاورغواي تحتفل بمرور مئة عام على الاستقلال ناهيك عن ان الاورغواي وامريكا الجنوبية كانت بعيدة كل البعد عن رحى الحرب العالمية الاولى وكانت تمتلك بنى تحتية مؤهلة لاستضافة الحدث الكبير

اوروبا غاضبة!
لم تكن اوروبا راضية اسناد تنظيم اول دورة من بطولة كأس العالم الى الاورغواي خصوصا وان البلدان الاوربية كانت تعيش وسط ازمة اقتصادية خانقة في الوقت الذي كان على المشارك (او بالاصح الذي يختار المشاركة في هذا الحدث ) قطع مسافات بحرية طويلة من اجل الوصول الى البلد المضيف وهي بكل المقاييس رحلة مكلفة في ذلك الوقت , والاندية في ذلك الوقت لم تكن راضية من طرفها خصوصا وان اللاعبين سيغيبون عن تلك الاندية لمدة شهرين كاملين (اسبوعين الى ثلاثة للذهاب ومثلهما للاياب بالاضافة الى استراحة تسبق المشاركة في البطولة ومن ثم الفترة التي تقام فيها البطولة نفسها )

الأمطار تعرقل البطولة
كان هناك خوف من امكانية تاجيل انطلاق مباريات البطولة خصوصا مع الامطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة مونتفيديو حيث لم تستطع اللجنة المنظمة اكمال الاستعدادت لاستضافة الحدث الا قبل خمسة ايام فقط من انطلاقه .

نظام البطولة
لم يكن الحال كما هو عليه اليوم فالمنتخبات الثلاثة عشرة شاركت بعد ان وجهت لها الدعوة للمشاركة ولم يكن هناك حاجة للتصفيات خصوصا وان المنتخبات التي تم اختيارها كانت تمثل بلدان تستطيع (ولو بالحد الادنى ) الاستجابة للدعوة من حيث تكاليف المشاركة الاقتصادية في ذلك الوقت والمفارقة انه قبل شهرين من انطلاق البطولة لم يكن أي منتخب قد استجاب رسميا للمشاركة الامر الذي دعى جول ريميه الى التدخل لدى الحكومة الاورغويانية لكي تتحمل نفقات الانتقال والاقامة وهنا وجد الاتحاد الدولي الاستجابة من كل من منتخبات يوغسلافيا و فرنسا و رومانيا و بلجيكا بالاضافة الى منتخبات الارجنتين وتشيلي و المكسيك والبرازيل وبوليفيا والبيرو والولايات المتحدة و البارغواي , البطولة كانت اشبه في حينها ببطولة كاس كوبا امريكا مضافا اليها اربعة ضيوف وهو حال البطولة اللاتينية منذ ان بدات حتى اليوم

مواعيد لم تشجع احد!
كل شئ كان مقررا في اجتماع امستردام الذي عقد في الثامن و العشرين من مايو 1928 وهو اليوم الذي تقرر فيه اقامة البطولة في البارغواي وكان اخر موعد لتلقي الرد على الدعوات الموجهة في التاسع عشر من يناير 1930 وفي ذلك اليوم استيقظ جول ريميه دون ان يجد احدا قد رد اصلا الامر الذي دعاه الى تمديد فترة الرد على الدعوة حتى نهاية مايو 1930 قبل اكثر من شهر من بدء الدورة المقرر اصلا في الثالث عشر من يوليو حتى الثلاثين من نفس الشهر وقد جرت القرعة الخاصة بالمجموعات في السابع من يوليو 1930 وقسمت المنتخبات بموجب تلك القرعة الى اربع مجموعات ضمت الاولى الارجنتين و تشيلي والمكسيك و فرنسا والثانية يوغسلافيا و البرازيل وبوليفيا والثالثة ضمت الاورغواي و رومانيا و بيرو اما الاخيرة فقد ضمت بلجيكا و البارغواي والولايات المتحدة الامريكية وبعد انتهاء مباريات المجموعات الاربع جرت في الثاني والعشرين من يوليو 1930 قرعة الدور نصف النهائي .