قرارات الحكام سليمة!
محمد جاسم


* انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً، بهذا المفهوم تتعامل اللجنة الفنية المشرفة على الحكام مع قرارات الحكام، لدرجة أن القرار النهائي الذي يتم الإعلان عنه يومياً في المؤتمر الرسمي للدورة، هو أن قرارات الحكام سليمة، وهذا ما عودنا عليه جمال الغندور الناطق الرسمي باسم لجنة الحكام الذي لم يظهر علينا إلا مشيداً بأداء الحكام بشكل عام رغم أن هناك أخطاء ترتكب بحجم قتل المباريات، ومع ذلك فإن التكتم على الأخطاء وإخفاءها هو الأسلوب المتبع من قبل اللجنة الموقرة.

* الغريب أن معظم ،إن لم يكن جميع العاملين في اللجنة هم من الحكام الدوليين المعتزلين أو المتقاعدين، أي أنهم من أصحاب الخبرة الميدانية الكبيرة وممن لهم باع طويل في المجال، وبالتالي فإن عملية المحاباة وتغطية الأخطاء بطريقة دفن الرؤوس في الرمال تعتبر غير مجدية وليست ذات جدوى، خاصة ونحن في زمن أصبحت فيه الثقافة الرياضية لدى جماهيرنا أكثر غزارة من كثيرين ممن يملكون التجربة والخبرة الميدانية.

* المقارنة بين الصورة والحكم عملية بحاجة إلى التخصص والخبرة، والتطور التقني ساهم بشكل فاعل في عملية معرفة الصواب من الخطأ في أصعب المواقف غموضاً وحرجاً، وفي هذه الحالة من غير المنطقي أن نقول عن الخطأ بأنه صواب أو العكس في ظل وجود الصورة ماثلة أمام الجميع بكل وضوح، ومن هذا المنطلق نستغرب تصريحات بعض الحكام أصحاب الأسماء الرنانة الذين وعلى ما يبدو بدأوا يلجأون لأسلوب خالف تعرف ..وانصر أخاك ظالماً أو مظلوما، حتى يضمن البقاء تحت الأضواء بعد أن أصبحوا في الظل، لأن لكل زمان دولة ورجالا.

* لقد كنا ولا نزال نحترم ونقدر كفاءاتنا وحكامنا الذين تحولوا إلى محللين ومقدمين في القنوات الفضائية التي فتحت لهم الأبواب من أجل البقاء في الأضواء ولكن فتح المجال أمامهم لا بد أن يكون مبنياً على الموضوعية والمصداقية، وليس على التحيز لزميل أو صديق ومواجهة القرارات الخطأ، واعتبارها سليمة، رغم أن الصورة أصدق برهان.

* في هذا الزمن من الصعب إقناع الناس بالخطأ على أنه صواب، وعندما يعلن الناطق الرسمي للجنة الحكام بخليجي 18 أن قرارات الحكام جميعها سليمة، فإنه بذلك يحاول إقناعنا بشيء ليس له موقع من الإعراب، فدعونا نحترم تاريخكم الجميل وقراراتكم الجريئة بشيء من الصدق والجرأة، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة!

كلمة أخيرة

*التعادل الإيجابي الذي انتهى عليه لقاء العراق والبحرين، لم يعجب الأول ولم ينفع الثاني، فالتعادل أجل فرحة أبناء الرافدين بالتأهل، ولم يخدم البحرينيين الذين أصبحوا في موقف صعب وتحت رحمة حسابات جولة الأربعاء.

[email protected]