صباح الخير ياعرب
لغز الوفد!
بقلم :فتحي سند




لم يتم حتى الآن معرفة لغز إلغاء رحلة الوفد الرسمي الذي وافق د. أحمد نظيف رئيس الحكومة المصرية على تشكيله. وسفره إلى دول الخليج لتسليم دعوات المشاركة في الدورة العربية إلى رؤساء الحكومات.. وإجراء سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع القيادات الرياضية في المنطقة.. بل وتوقيع أكثر من بروتوكول.

كان الوفد على مشارف السفر إلى الرياض ومنها إلى البحرين ثم قطر وسلطنة عمان laquo;وأخيراً الإماراتraquo; وقبل التوجه إلى مطار القاهرة بـ 24 ساعة، جاء قرار الإلغاء الذي لم يعرف مصدره بعد.. وتم الإعلان عن مبرر عجيب، وهو أنه صدرت تكليفات للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة رئيس الوفد.

الكل كان يعرف طبعاً أنه لا تكليفات ولا يحزنون. خاصة أن د. أحمد نظيف رئيس الوزراء هو المشرف على المجلس القومي للرياضة، وهو الذي اطلع على برنامج الرحلة.. والأهم من هذا وذاك أنه اعتمد شكل الدعوة التي تحمل اسمه وستوجه إلى رؤساء الحكومات في دول الخليج.

بالطبع.. توقع الكثيرون أن تظهر إلى السطح الأسباب الحقيقية وراء قرار الإلغاء المفاجئ، ولكن حتى الآن لم يظهر شيء.وتمضي الأمور والأحداث، وكأن شيئاً لم يكن، رغم أن ما حدث لا يليق، لأن كبار المسؤولين في الدول وضعوا في أجنداتهم اللقاءات التي ستجرى. على كل الأحوال.. هذا نموذج سلبي للإدارة.

وبما أن الأمر يتعلق بالدورة العربية التي ستنظمها مصر في نوفمبر المقبل.. فقد كان من الطبيعي أن يجتهد البعض في تفسير قرار الإلغاء بصور غير منطقية.. مثل وجود خلافات في وجهات النظر العربية حول قضايا ليست لها علاقة بالدورة.. أو رفض هذا المسؤول أو ذاك لاستقبال الوفد لأي سبب من الأسباب، والأخطر أن أحدهم ذهب إلى وجود نوايا بإلغاء الدورة أصلاً.

هذه الاجتهادات التي تبدو في منتهى الخطورة، لأنها بالطبع غير منطقية ليس لها إلا مصدر واحد، وهو غياب الحقيقة، وعليه ينبغي لأي مسؤول، في أي موقع ألا يخفي معلومات أو بيانات من شأنها أن ترحم الوسط أو الساحة من الإشاعات!

الطريف.. أنه بعد قرار الإلغاء التاريخي.. خرجت تصريحات من مسؤولي المجلس القومي للرياضة المصري بأنه ليس إلغاء،

وإنما تأجيل ولكن دون تحديد موعد، وتسربت أنباء لبعض الصحف بأن دعوات المشاركة في الدورة العربية سيسلمها سفراء الدول الذين كانوا أصلاً أعضاء في الوفد الرسمي.حالة من الغموض حول مسألة سهلة جداً، وأي كان إلغاء أو تأجيلا فإن القضية تظل أكبر من التعامل مع الموقف بسلبية، لا سيما في أمر يرتبط بدورة عربية تعاني من مرض مزمن اسمه الحساسية.
وغداً.. تظهر الحقيقة!

نقلا عن البيان ( الإماراتية ) بتاريخ 26 فبراير 2007