رياضة خليجية في مهب الريح
فهد سعود
لم أكن يوماً متفائلاً بالبطولات الخليجية، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، لأنني أؤمن كغيري بأن المستوى الفني فيها مثل نسائم الصيف في
الخليج. لا تأتي سوى مرة في العام، وأحيانا لا تأتي أبدا. من مباراة قطر
وعلى المستوى الخليجي، لم نعد نفتقد المستوى الفني فقط، بل إننا تجاوزنا هذا الأمر منذ سنوات عديدة، لندخل في نفق مظلم من الخلاف الخليجي، الذي وصل إلى مراحل متقدمة وأصبح من الصعب السيطرة عليه، في ظل ثورة الإعلام التي يعيشها الخليج على كافة المستويات المرئية والمقروءة والرقمية.
ما حدث في نهائي كأس الخليج للأندية، يوم الاثنين الماضي، الذي انتهى بفوز الجزيرة الإماراتي على الاتفاق السعودي بضربات الترجيح، بعد أن تعادلا بالنقاط والأهداف في مباراتي الذهاب والإياب، أمر يجعلنا نطلق رصاصة الرحمة على هذه البطولة الخليجية التي حاول الكثيرون أن يمدوها بالدعم والثقة، لتبقى تجمعاً سنوياً لشباب الخليج العربي.
فرغم أننا خالفنا أنظمة الإتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يعد المرجع الأول لكرة القدم في العالم، ووضعنا شرطاً غير منطقي، وهو ما حرم الاتفاق من الفوز بالبطولة، بعدم اعتبار الهدف الذي يسجل في الوقت الإضافي بهدفين، إلا أننا أيضاً استحدثنا قوانين خاصة بنا وساهمنا في خلق أجواء من التناحر، أثرّت على الهدف الأساسي من استمرار هذه البطولة طوال هذه الفترة، وهو التلاحم والتآخي بين أبناء الخليج.
أيضاً جاءت تصريحات رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري، لتعري الواقع الرياضي الخليجي أكثر، حيث أكد أنهم تعرضوا للضرب والهجوم من الجماهير الإماراتية، وسأل سؤالاً كبيراً قائلا: حدث هذا ونحن الفريق الخاسر، فماذا كان سيحصل لو أننا فزنا بالكأس ؟
وأنا بدوري أسال لماذا نبالغ نحن الخليجيون في التعامل مع الأحداث الرياضية بهذا الشكل الذي ينعكس بطبيعة الحال على الجماهير والمتابعين؟
أعتقد أن الإجابة واضحة ولكن لا أحد يجرؤ على أن يعلنها صريحة، فنحن متفقون في الكثير من النواحي التاريخية والاجتماعية والمعيشية، ولكننا كرياضيين من دول الخليج، لم نستطيع أن نزيل عن صدورنا الأحقاد والغيرة من نجاح طرف على حساب طرف آخر. وهذه مشكلتنا الحقيقة.
التعليقات