quot;ثلاث نقاطquot;

صالح المطلق

التدرج في وصول اللاعبين الى المستوى الفني الجيد عملية منظمة ومدروسة تتم وفق خطة، وهدف ثابت يعتمدهما كل جهاز فني من ضمن مراحل الإعداد العام والتهيئة لدخول الموسم الجديد وتعتبر هذه المرحلة جزءا مكملا لفترة المعسكرات والإعداد قبل البداية الفعلية لمسابقة الدوري وتكمن أهمية هذه المرحلة في كسر حاجز الرهبة والخوف لدى اللاعبين كما أنها ترفع من المستويات الفنية المطلوبة التي تختلف عن أجواء التمارين والمباريات الودية في فترة الإعداد العام.

باستثناء بعض المباريات القليلة التي استمتعنا بمشاهدتها فيما مضى من عمر الدوري إلا أن الغالبية منها لم تكن تستحق المتابعة والاهتمام ولم يكن للمستوى الفني أي علاقة او تواجد في اغلب تفاصيلها فقد كانت على وتيرة واحدة يطغى عليها الرتابة والملل ولا شك أن هذا دليل على إخفاق الاجهزة الفنية والادارية بالأندية بطريقة التجهيز والتنفيذ وبدأنا نسمع الكلام القديم والجمل الجاهزة والمتكررة لتبرير الأخطاء وكسب الوقت وتضليل الجمهور ففي البداية الكل يتعذر بمرحلة التدرج ويعد بالتصحيح ويطلب المساندة والتشجيع ليفاجأ المتابع بعد مرور أكثر من مباراة بالدخول في تجربة جديدة تتطلب من الجمهور ايضا الانتظار والترقب وذلك لأن جهازا فنيا جديدا سوف يأتي بعد أن ذهب الأول بسبب الفشل وتأخر النتائج، ومن المؤكد أن المدرب الجديد يحتاج الى وقت حتى يتأقلم مع الفريق وحتى يتعرف على كل اللاعبين وعلى ذلك لك أن تتصور كم أخذ الأول من وقت ومن مال وكم يحتاج الثاني ومن المسؤول الحقيقي عن كل ما يحدث.

لم تكن أندية الدرجة الممتازة هي الوحيدة في اتخاذ القرارات المؤثرة في تراجع الانتاج للمواهب وتدني المستويات الفنية بل إن أندية الدرجة الاولى والثانية والدرجات السنية لكل الفئات تزاول نفس الهواية ولا يميز الموسم الحالي الا الإثارة الإعلامية وكثرت المشاكل والاعتراض المستمر والتسابق الغريب في تفويت الفرص وتعطيل الصفقات ولو أن هذه الاندية كانت منظمة وتملك الاداري الجاد والفني الواثق والمخلص لما توقفت عند غلطة حكم او تداخل في المسابقات ولما تخلت عن الانتاج وتقديم المستويات الفنية الراقية لتبحث عن الفوز فقط وترفع شعار quot;النقاط أهمquot; لتلامس العواطف وتشغل الجماهير عن ما هو أهم.

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 14 يناير 2008