بطل الشتاءِ
طلال الحمود

طلال الحمود
عقب انتهاء منافسات مرحلة الذهاب ضمن بطولات الدوري المحلي في دول العالم تحتفل الأندية المتصدرة بلقب laquo;بطل الشتاءraquo;، على اعتبار أنها حققت نصف البطولة في انتظار حظ وافر لنيل اللقب كاملاً في مرحلة الإياب، التي تنتهي غالباً قبل أن يفتح الصيف أبوابه مرحباً بالمنتصرين ومواسياً أصحاب الحظ العاثر.وفي بطولة الدوري السعودي يبدو الأمر في غاية الغرابة دائماً، إذ لا وجود لبطل الشتاء، لأن فصول الكرة السعودية متداخلة من دون أن يعرف المتنافسون خريف أيامهم من ربيعها، ما يجعل متصدر مرحلة الذهاب في قمة الأسى على رغم صدارته، خصوصاً إذا ما كان صاحب المركز الرابع في انتظار مباريات مؤجلة من شأنها أن تنقله الى الصدارة بفارق عريض من النقاط! وحقيقة لا أعلم السر في اللجوء دائماً الى تأجيل مباريات الدوري المحلي، على اعتبار أنه الحل الأسهل، ما يفوت الفرصة على أندية في مقابل حصول أندية أخرى على فرصة أفضل، فبدلاً من أن يلعب نادٍ ضد الوطني أو الطائي في تبوك وحائل شتاءً في درجة حرارة تصل الى الصفر، نجد أن المباراة تقدم الى فصل الخريف أو تُؤجل لتلعب ربيعاً، بينما تجبر أندية أخرى على الانتقال الى هناك للعب مبارياتها المؤجلة في غير الوقت المحدد. وعلى رغم المبررات والأعذار التي ساقها المسؤولون في الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم، إلا أن ذلك لا يخلي مسؤوليتهم، ولا ينفي عنهم تهمة الارتجالية في التخطيط لبرنامج منافسات الموسم، إذ لا يمكن أن نصدق أن اتحاد كرة القدم عاجز منذ سنوات عن ضبط ساعته واعلان برنامج منافسات رسمي يلتزم بمواعيد ثابتة، تساعد في تسويق المباريات تجارياً من خلال الاعلانات والنقل التلفزيوني والحضور الجماهيري، واللافت أن دولاً مجاورة لا تمتلك اتحاداتها بعض امكانات الاتحاد السعودي تعمل منذ سنوات طويلة وفق برنامج منافسات محدد التواريخ مسبقاً من دون خلط في جدول المباريات أو تأجيل لنصف مباريات الدوري!

ولعل المضحك في الأمر أن البرنامج الحسابي الذي استخدمه الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاء في تصنيف بطولات الدوري المحلي في العالم، لم يستطع التعامل مع جدول المنافسات والطريقة التي يتم بها تحديد بطل الدوري السعودي، ما جعله يهمل احتساب مباريات كثيرة بداعي عدم وجودها في جدول المباريات المعلن مسبقاً، ولا يلام ذلك البرنامج الحسابي في عدم التعرف إلى جدول مباريات الدوري السعودي، لأنه وجد نفسه يقف عاجزاً أمام طلاسم عصية الفهم، حتى على من وضعها، بل وتبدو من صنع كائنات عبثية تدعو الى الانضباط وتكفر بتطبيقه في آن, ولذلك كان جزاء العبث والتخبط أن منح برنامج تحليل النتائج الذي استخدمه الاتحاد الدولي المرتبة التاسعة عربياً للدوري السعودي!

quot;quot;quot; نقلا عن صحيفة quot; الحياة quot; اللندنية