اكرا : يسعى مهاجم المنتخب الكاميروني وفريق برشلونة الاسباني صامويل ايتو الى تحقيق انجاز تاريخي في نهائيات كأس امم افريقيا السادسة والعشرين لكرة القدم المقامة حاليا في غانا حتى 10 شباط/فبراير المقبل. ويطمح ايتو الى تسجيل 4 اهداف على الاقل في مباريات منتخب بلاده في الدور الاول امام مصر حاملة اللقب وزامبيا والسودان وذلك لتحطيم الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في النهائيات القارية والذي يحمله العاجي لوران بوكو.

وسجل ايتو 11 هدفا حتى الان وهو يتقاسم المركز الرابع مع مواطنه باتريك مبوما والمصري حسام حسن مقابل 14 لبوكو المتصدر و13 للنيجيري رشيدي ياكيني الثاني والمصري حسن الشاذلي الثالث. وكان ايتو قاب قوسين او ادنى من تحقيق هذا الانجاز التاريخي في النسخة الاخيرة في مصر عندما سجل 5 اهداف، بيد ان خروج منتخب بلاده من الدور ربع النهائي حرمه من مواصلة مشواره نحو محو رقم بوكو من الصدارة. ولم ينس ايتو بالتأكيد مرارة فشله في تحطيم هذا الرقم وكذلك الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في دورة واحدة (9) وفشله في ترجمة ركلة جزاء ترجيحية امام ساحل العاج وبالتالي خروج الكاميرون خالية الوفاض للمرة الثانية من هذا الدور بعد الاولى عام 2004 امام نيجيريا (صفر-1).

وكان ايتو الملقب بquot;الشبل الصغيرquot; كشر عن انيابه مبكرا في مصر بتسجيله ثلاثية في مرمى انغولا (3-صفر) وبات اول لاعب يسجل هاتريك في البطولة الافريقية منذ النسخة الثانية عام 1959 في القاهرة ايضا عندما سجل المصري محمود الجوهري ثلاثة اهداف في مرمى اثيوبيا (4-صفر) في 22 ايار/مايو في اول مباراة في الدورة، علما بان الرقم القياسي لاكبر عدد من الاهداف في مباراة واحدة (4 اهداف) مسجل بحوزة المصري الشهير محمد ذياب العطار المعروف باسم quot;الديبةquot; وذلك في البطولة الاولى عندما سجل اهداف منتخب بلاده الاربعة في النهائي ضد اثيوبيا في النسخة الاولى.

وتكتسي البطولة الافريقية اهمية كبيرة لايتو لانها كانت فأل خير عليه وشهدت تسجيله لاول اهدافه الدولية وكان ذلك في مرمى ساحل العاج (3-صفر) في الجولة الثانية من الدور الاول للبطولة التي اقيمت في غانا ونيجيريا عام 2000 والتي شهدت تتويج منتخب بلاده باللقب. ويسعى ايتو الى تحطيم الارقام القياسية في البطولة وقيادة منتخب بلاده الى احراز اللقب للمرة الخامسة في تاريخه بعد اعوام 1984 و1988 و2000 و2002 واللقب الثالث له مع quot;الاسود غير المروضةquot; بعد عامي 2000 و2002.

ويعتبر ايتو من الركائز الاساسية في خط الهجوم الكاميروني وهو خير خلف لخير سلف، وخصوصا باتريك مبوما الذي فرض نفسه في النهائيات القارية مطلع الالفية الجديدة، وساهم باحراز منتخب بلاده ذهبية الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000 على حساب اسبانيا بركلات الترجيح، وبحلوله ثانيا في بطولة القارات في فرنسا عام 2003. بدأ ايتو المولود في العاشر من آذار/مارس 1981 في منطقة نكون في الكاميرون مشواره الكروي وعمره 13 عاما مع فريق اتحاد ياوندي في الدرجة الثانية، بيد ان لعبه مع منتخب بلاده للشباب كان سببا في اكتشاف موهبته من قبل احد سماسرة نادي العاصمة الاسبانية ولاعبه السابق بيري وتحديدا في مباراة جمعت بين ساحل العاج والكاميرون (5-2).

واصر بيري على ضم ايتو للتجربة في نادي العاصمة وقال مدرب ريال السابق فيتشنتي دل بوسكي وقتذاك quot;لم تكن هناك صعوبات لاقناع الجهاز الفني بموهبة ايتوquot; الذي وقع بعد ايام قليلة على التجربة عقدا مع ريال مدريد حتى عام 2003. الا ان مغامرة ايتو مع ريال مدريد لم تكتب لها البداية حيث اعاره فريق العاصمة الى ليغانيس من الدرجة الثانية، وهناك واجه ايتو مشاكل بسبب تواجد المهاجم كاتانيا فقام المدرب براوخوس باشراكه على الجهة اليمنى لكن الكاميروني وجد صعوبات في هذا المركز، كما ان مشاكله مع النادي تفاقمت بسبب تأخره المستمر عن التدريبات ودفع الثمن بوضعه على مقاعد الاحتياط ما دفعه الى طلب العودة لصفوف ريال مدريد.
ورغم المشاكل التي واجهها ايتو في موسمه الاول في اسبانيا استدعاه مدرب المنتخب الكاميروني الفرنسي كلود لوروا الى تشكيلة الاسود غير المروضة لمونديال فرنسا 1998، وكان ايتو وقتها أصغر لاعب في البطولة.
وعاد ايتو الى ريال مدريد صيف 1998 ونجح في اقناع المدرب الويلزي جون توشاك لكن سرعان ما اقيل الاخير وعين دل بوسكي مكانه فاستغنى عن خدماته على سبيل الاعارة الى مايوركا وضرب بقوة معه في موسمه الاول بتسجيله 6 اهداف في 13 مباراة.

ويتذكر دل بوسكي جيدا عندما دخل ايتو صباح احد ايام كانون الثاني/يناير 1997 ارضية ملعب المركز الرياضي باسيو دي لا كاستيلانا الخاص بتدريبات نادي العاصمة، حيث صرح الاول quot;صامويل مراوغ جيد وسريع ويملك قراءة جيدة للعب بيد ان ذلك غير كافquot;. وامضى ايتو عاما ثانيا مع مايوركا على سبيل الاعارة ولدى عودته الى ريال مدريد ارتكب حماقة دفع ثمنها غاليا حيث قام في احد الايام بزيارة لمقر تدريبات مايوركا دون اذن من نادي العاصمة الاسبانية.

ونفى ايتو زيارته، بيد ان شهودا رأوه فكان القرار بيعه في صفقة ثلاثية انضم بموجبها الى مايوركا وانتقل دييغو تريستان من مايوركا الى ديبورتيفو كورونا والبرازيلي فلافيو كونسيساو من ديبورتيفو الى ريال مدريد.
ويكن ايتو عداء كبيرا لريال مدريد لان الاخير لم يرغب في الاعتراف بمؤهلاته ووضعه على قائمة الانتقالات منذ وطأت قدمه اسبانيا وبالتالي فان المباريات التي كان يلعبها على استاد quot;سانتياغو برنابيوquot; في العاصمة كانت بمثابة ثأر بالنسبة اليه وقد سجل دائما اهدافا في مرمى فريق العاصمة. وارتكب ريال مدريد خطأ شنيعا عندما تخلى عن ايتو لصالح غريمه التقليدي برشلونة فابلى الكاميروني البلاء الحسن مع الفريق الكاتالوني وقاده الى احراز اللقب العام الماضي للمرة الاولى منذ 6 اعوام.

ويدين ايتو كثيرا بتألقه الى مدرب المنتخب الاسباني حاليا ومايوركا سابقا لويس اراغونيس الذي صنع منه لاعبا كبيرا وغير طبعه quot;الشرس والعنيدquot;. وكثيرا ما تنازع اراغونيس وايتو، فمرة انتبه الاول الى تخاذل الثاني في التمرينات فطلب منه مغادرة الملعب، كما قام اراغونيس مرة بتوبيخه بشدة عقب الشوط الاول من مباراة فريقهما مع سرقسطة فكان وقع ذلك جليا لان مايوركا حول تخلفه صفر-2 الى فوز 4-2.
ويعترف ايتو بفضل اراغونيس عليه ويقول في هذا الصدد quot;كان بمثابة الاب بالنسبة الي وكل الصراعات التي نشبت بيننا كانت مفيدة لي في مسيرتي الكرويةquot;.