وكانت كل المؤشرات تدل على ان المنتخب المغربي يملك الاسلحة اللازمة لمقارعة اعتى المنتخبات القارية وارتفاع حظوظه لنيل اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد الاولى عام 1976 في اثيوبيا بقيادة جيله الذهبي المكون من بابا والشريف واحمد فراس وبيتشو... وغيرهم.
وعزز المنتخب المغربي الترشيحات بامكانية ظفره باللقب بفوزه الساحق على ناميبيا 5-1 في المباراة الافتتاحية بينها ثلاثية لنجمه سفيان العلودي فبدا جليا للمتتبعين بان quot;الاسود سيزأرون احتفالا بالنصرquot; في نهاية الدورة بيد ان الرياح جرت بما لا يشتهي المغاربة فتلقوا ضربة موجعة في المباراة الثانية بخسارتهم امام غينيا 2-3 فكان السقوط بمثابة quot;القشة التي قصمت ظهر البعيرquot; فأثرت سلبا على معنويات اللاعبين الذين كانوا اشبه باشباح في المباراة الثالثة الاخيرة امام غانا حيث لم يهددوا مرماها ولو مرة واحدة وخسروا صفر-2 وخرجوا خاليي الوفاض.
وهي المرة السابعة التي يفشل فيها المنتخب المغربي في تخطي حاجز الدور الاول بعد اعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006.
ويملك المنتخب المغربي سمعة مدوية في القارة السمراء من خلال نجومه المحترفين في الملاعب الاوروبية وكان اول منتخب افريقي يبلغ الدور الثاني لنهائيات كأس العالم عندما حقق ذلك عام 1986 في المكسيك قبل ان يخسر امام المانيا، بيد ان اجياله الذهبية التي توالت على حمل القميص الوطني منذ 1976 فشلت في تكريس نفسها في قمة الاعراس القارية التي شاركت فيها وبلغت 12.
لقطة من مباراة المغرب وغانا |
وعاش المغرب فترات زاهية منذ مطلع الثمانينيات من خلال ترسانة النجوم محمد التيمومي وبادو الزاكي وعزيز بودربالة وكريمو وعبد المجيد الظلمي لكنه وقف عند حاجز دور الاربعة اعوام 1980 و1986 و1988، ثم جاء بعده الجيل الذهبي بقيادة نور الدين النيبت ومصطفى حجي والطاهر لخلج وصلاح الدين بصير واحمد البهجة بيد انه عجز عن تحقيق حلم لطالما راود الشعب المغربي وودع من الدور ربع النهائي في بوركينا فاسو.
وعلقت الامال على الجيل الحالي الذي يقوده يوسف سفري ومروان الشماخ ويوسف حجي خصوصا بعد النتائج الرائعة في تونس 2004 لكن الحال لم تكن افضل من سابقاتها وودع المنتخب من الدور الاول في النسختين الاخيرتين في مصر وغانا وبذلك يبقى الفشل لصيقا بquot;اسود الاطلسquot;.
وبالعودة الى الدورة الحالية في غانا فانها المرة الثانية التي يفشل فيها المنتخب المغربي في بلوغ الدور ربع النهائي بقيادة مدربه الفرنسي هنري ميشال بعد الاولى عام 2000 في غانا ونيجيريا.
ويبدو ان كابوس هنري ميشال مع المنتخب المغربي في النهائيات تكرر مرة جديدة لانه ودع النهائيات عام 2000 بالخسارة امام نيجيريا صاحبة الضيافة بهدفين نظيفين ايضا وتمت اقالته مباشرة بعد مشوار حافل مع اسود الاطلس بالنتائج الجدية حيث قاده الى الفوز في 50 مباراة من اصل 53 منذ 1995.
واذا كانت النسخة الثانية والعشرين اطاحت برأس ميشال من الادارة الفنية للمنتخب المغربي فان النسخة الحالية قد تقوده الى المصير ذاته بعدما وجهت اليه اصابع الاتهام بمسؤوليته في الفشل الذريع في غانا وتحديدا التغييرات غير المبررة التي قام بها في المباراة الثانية امام غينيا والتي كلفته الخسارة 2-3.
وكان ميشال اجرى 3 تغييرات على التشكيلة سحقت ناميبيا فعزز خط الوسط باللاعبين حسين خرجة وعبد الكريم قيسي على حساب عبد الرحمن كابوس وسفيان العلودي الذي تعرض للاصابة في ركبته، واشرك منصف زرقة الذي نزل بديلا في المباراة الاولى وسجل الهدف الخامس، اساسيا على حساب مروان الشماخ.
فبعد الاشادات التي نالها ميشال من وسائل الاعلام المغربية بعد النتيجة الرائعة امام فرنسا بعد ايام قليلة على استلامه مهام تدريب المنتخب خصوصا دوره الكبير في اعادة الثقة الى اللاعبين ومد جسور التواصل بين اللاعبين المخضرمين والشباب بالاضافة الى الاماني بامكانية تكراره الانجاز الذي حققه مع ساحل العاج قبل عامين في مصر عندما خسر النهائي امام الفراعنة بركلات الترجيح، بات المدرب الفرنسي عرضة لانتقادات لاذعة ذهبت الى حد المطالبة باقالته.
بيد ان ميشال اكد انه لن يستقيل من منصبه رغم الفشل في النهائيات، وقال quot;لن أستقيل من منصبي لانني استلمت مهامي منذ فترة قصيرة. الخروج من النهائيات ليس نهاية العالم فهذه هي كرة القدم، ارتكبنا اخطاء قاتلة في المباراة الثانية واهدرنا التأهل. يجب التركيز على المستقبل وانا واثق من ان المنتخب المغربي سيعود بقوةquot;.
وتابع quot;اذا تمت اعادة مباراة المغرب وغينيا مئة مرة فسألعب بالتشكيلة ذاتها التي خسرت 2-3، فلكل مباراة ظروفها ووحده المدرب ادرى بالمفاتيح التي يجب الاعتماد عليهاquot;.
واعترف ميشال بان التأهل ضاع من المغرب بخسارته امام غينيا وليس بالسقوط امام غانا في المباراة الاخيرة، وقال quot;أهدرنا التأهل امام غينيا وليس امام غانا، كنا نعرف ان مباراة غانا ستكون صعبة واننا نحتاج الى معجزة لتحقيق ذلك. لم نلعب جيدا ولم نهدد مرماها على الاطلاق سوى من تسديدتين بعيدتي المدىquot;. واضاف quot;انه فشل ذريع وانا مستاء لذلك، يجب ان نستخلص العبر من هذه المشاركة ونصحح الاخطاء ونجدد دماء المجموعة ونفكر للمستقبل فامامنا رهان كبير يتمثل في تصفيات مونديال 2010quot;.
وبخصوص غضب الجمهور المغربي، قال ميشال quot;انه أمر طبيعي فالجمهور المغربي يعشق اللعبة حتى النخاع ويمني النفس بالصعود على قمة التتويج على غرار جيرانه في النسختين الاخيرتين تونس ومصر، وبالتالي الفشل في تحقيق ذلك يشكل انتكاسة بالنسبة اليه، نحن نأسف لذلك وسنحاول التعويض في البطولات المقبلةquot;.
واكد القائد يوسف سفري ان المغرب لا يستحق العبور الى الدور الثاني quot;لاننا لم نقدم شيئا يشفع لنا بذلك خصوصا في المباراتين الاخيرتين امام غينيا وغاناquot;، مضيفا quot;لهبنا بجدية كبيرة امام ناميبيا وكانت النتيجة واضحة 5-1، لكننا ارتكبنا اخطاء قاتلة امام غينيا كلفتنا الخسارة 2-3 وبالتالي صعبت مهمتنا امام غانا التي لم نحرك امامها ساكنا وكنا تائهين في الملعبquot;.
وتابع quot;جميع اللاعبين كانوا يعرفون ان المهمة صعبة ومن المستحيل الفوز على غانا امام جمهورها وعلى ارضهاquot;.
واضاف quot;يجب ان ننسى ما حصل في غانا ونفكر في المستقبل ونبحث عن لاعبين يدافعون بقتالية عن القميص الوطنيquot;.
ومن خلال التمعن في تصريحات سفري، يبدو ان المنتخب المغربي يعاني من مشاكل داخل صفوفه وبين لاعبيه وهو امر خطير ارتد سلبا على اداء ومعنويات المجموعة، علما بان هذه المشكلة ليست جديدة الى quot;اسود الاطلسquot; بل تشهدها اغلب مشاركاته القارية في الاعوام الاخيرة، وهو ما دفع بعض المنابر الاعلامية الى المطالبة بالاعتماد على اللاعبين المحليين في البطولة المغربية كونهم اكبر طموحا واصرارا على التألق والدفاع عن القميص الوطني من المحترفين الذين لا يهمهم سوى quot;المال واللعب بدون قتالية تخوفا من الاصابة وفقدان مراكزهم الرسمية في انديتهم في القارة العجوزquot;.
من جهته، بدا يوسف حجي مستاء من الخروج المبكر وقال quot;يبدو اننا دفعنا ضريبة ترشيحنا للقب قبل انطلاق النهائيات، لا أعرف ما حصل لنا فقد بدأنا النهائيات جيدا لكننا تراجعنا امام اندهاش الجميع حتى اللاعبين انفسهمquot;.
وتابع quot;ما يحزنني هو اننا فشلنا في اعادة البسمة الى الجماهير المغربية بعد خيبة امل 2006 لكن يبدو اننا اعدنا الكرة مرة جديدة ونحن نعتذر للشعب المغربيquot;.
واكد المهاجم مروان الشماخ quot;انها خيبة امل مزدوجة: خرجنا من الدور الاول وودعت البطولة دون هز الشباكquot;، مضيفا quot;نقطة التحول كانت خسارتنا امام غينيا لانها بعثرت اوراقنا واحبطت امالنا لان اللقاء الاخير كان امام صاحب الارض ومن الصعب علينا اسقاطه امام جماهيرهquot;.
التعليقات