بين المنهجية والهمجية
جعفر الفردان

* في الوقت الذي انكشفت فيه العديد من الأندية بكل قدراتها ومقدراتها واستراتيجياتها مع الجولة الأولى والثانية لكأس أندية الرابطة وفي الوقت الذي تزلزل البعض وترنح آخرون بقي أصحاب السعادة المعين الذي لا ينضب وأفضل من يستطيع أن يستوعب الفراغ الفني الذي يخلفه غياب الدوليين .

بل أفضل من يقدم النجوم بموسيقى تصويرية صاخبة وبهالة فنية رائعة فكيف سقط من يدعي أنه يمتلك فريقين جاهزين أو ثلاثة فرق (ويتنج لست) لفريق الأحلام وكيف انكشفت دكة البدلاء لأغلب فرقنا ولم تقدم جديدا وكيف زج البعض بأربعة من لاعبيه الأجانب دون التفاتة لبعض المواهب المواطنة التي تنتظر الفرصة للانطلاق والإعلان عن نفسها واستخراج شهادة الميلاد الحقيقية.

تبدو الطامة كبرى لمن يتشدق باستراتيجيات التطوير ومتعاطي أن منظومة الاحتراف تسير حسب المنهجية الموضوعة وفي اعتقادي المتواضع أنه يسير حسب الهمجية لا المنهجية ويسير نحو الانحراف لا الاحتراف وليت من يعارض هذا الرأي يشير بإصبعه للاعب واحد فقط ارتفع مستواه بشكل تصاعدي يساوي ارتفاع الرصيد البنكي.

* عندما وضع الحجاج عمامته وتقلد سيفه وقال كلمته الشهيرة (أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها) عاد دورينا بعد سنوات طويلة لينتهج النهج ذاته ويقول الكلمة ذاتها ولم تقتصر الرؤوس هذه المرة على أندية دورينا المتعودة على نصب المقاصل.

بل طالت أيضاً مدرب المنتخب بن يحي الذي سقط في نفس المستنقع بعد أن فقد الأبيض الشاب هويته وشكله وبريقه ولكن لأن زمار الحي لا يطرب ذهب جمعة ربيع بعد أن قدم خلاصة خبراته وإبداعاته ولم يجد من يطلب منه الاستمرار بعقود احترافية بل بعقود يكتب دائما عليها اسم (مواطن) أي مطالب أن يُظهر الوطنية والشجاعة والتطوير دون مقابل مجز.

نعود لـ (ربيع) الذي أثبتت الأيام أنه يمتلك الكثير من الموهبة والقراءة الواعية والقدرة على إدارة أعتى المواجهات لكنه لا يمتلك عينين زرقاوين ولا يضع برنيطة وسيجار حتى نقف أمامه تعظيم سلام، الآن في الوقت الذي شارفت فيه التصفيات على الانطلاق علينا أن نجدد الثقة في الأهلاوي السابق والنجم الكبير مهدي علي وندعمه.

* ثورة صفراء وغضب جماهيري وبركان ثائر هي مجرد قراءة لبعض ما يدور بمنتديات النادي الكبير وما تتطاير به البرامج الإذاعية من أنباء فماذا يحصل في قلعة الإمبراطور الذي وصفته الأقلام في سابق الأيام بأنه ليس مجرد نادٍ بل هو لجنة أولمبية وأكثر وهو النادي الذي قدم روائع النجوم وكان الشريان المغذي لكل المنتخبات الوطنية .

فماذا يحصل في الوصل هو سؤال يدور على لسان كل محب وغيور على الإمبراطور، لا أعتقد أن المشكلة مجرد تعادل مع الخليج أو خلل في التعاقد مع مدرب بل تتعدى ذلك بكثير لذا نرى أن حنكة وخبرة سعادة راشد بالهول في التعامل مع المواقف الصعبة يجب أن تظهر هذه الأيام ويدعو للم الشمل وإعادة الوئام من خلال وضوح الصورة بعد أن أصبحت الضبابية عنوان الأيام الماضية laquo;ونشر الغسيل على عينك يا تاجر واللي ما يشتري يتفرجraquo;.

* حكمة اليوم : يمكنك أن تبعث النصائح والمواعظ ولكنك لا تستطيع بعث مكارم الأخلاق .

عن البيان بتاريخ 21 أكتوبر 2008