صناعة التعصّب ؟؟؟
مصطفى الآغا
من واجب الأعلام أن يُشير إلى الخطأ وان ينتقد المظاهر السلبية أيا كان مصدرها ولكن من واجب الإعلام أن لا يكون إنتقائيا في تناول قضاياه .....
فعندما نكتب عن ضربة جزاء ( ضائعة لمنتخبنا ) فهذا لا يعني أن نعمي أعيننا عن ضربة جزاء نالها منتخبنا بغير وجه حق ....مصطفى الاغا
ومن حقائق الحياة أن لا إعلام محايد في العالم كله ولكن هناك إعلام أقرب ما يكون إلى المنطق .... وهو ما أسعى إليه في مقالتي هذه ....
لا أدعي أننا ملائكة ( كإعلاميين ) ولكن يفترض فينا أن نحكّم عقلنا وليس مصالحنا الشخصية أو الوطنية فيما نقول او نكتب ومن المعيب أن يعرف القارئ مسبقا مايريد أي إعلامي أن يقوله لأن هذا الإعلامي يتبنى وجهة نظر ناديه ظالما كان أم مظلوما واستطيع أن اعدد لكم العشرات من الأمثلة والأسماء التي حفظنا عن ظهر قلب ماذا تريد أن تقول أو ( تبث السموم ) من وراء مقالاتها .....
والإعلام وحده ليس الملوم بل هو شريك في صناعة التعصب لدى الشارع الرياضي وهو قد يكون المغذي لنزعة التطرف في الرأي الكروي وبنفس الوقت على هذا الشارع أن تكون لديه القدرة على المحاكمة الذاتية والعقلانية للامور مهما كانت سطوة الإعلام طاغية على موضوعيته ....
فعندما نقول مثلا إن حظوظ اللاعب السعودي ونجم النصر سعد الحارثي قليلة أو حتى معدومة ( منطقيا ) في حمل لقب أفضل لاعب آسيوي فهذا ليس لاننا نكره سعد أو لانحب النصر أو حتى نقف ضد الكرة السعودية بل لأن هناك معطيات ( عقلانية ) يجب أن تحكم طريقة تفكيرنا وتشكل أحكامنا ....
فما الذي فعله سعد حتى يكون ضمن القائمة أصلا ؟؟؟؟
فلاهو أساسي في منتخب بلاده ولا فريقه النصر غزا القارة الآسيوية بإنجازاته ( حاليا ) طالما أن الإستفتاء هو لعام 2008 وليس ذنب آسيا أننا لا نعرف لاعبي أندية ومنتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وحتى اوزبكستان والصين ولانتابع مبارياتهم وليس ذنب آسيا اننا نرى الكون من منظورنا الخاص ..... لهذا قد يكون للكويتي أحمد عجب فرصة اكبر نظرا لما قدمه للمنتخب الكويتي في تصفيات كاس العالم ومع ناديه القادسية في دوري أبطال آسيا وسجل 15 هدفا فتصدر لاعبي العالم ..... وهو هداف دوري بلاده وهو منطقيا يتفوق على السوري جهاد الحسين والعماني علي الحبسي رغم إحتراف الحبسي في إنكلترا مع بولتون وحتى على الإماراتي إسماعيل مطر رغم أن مطر يشكل مركز الثقل في منتخب بلاده وناديه الوحدة علما أن هناك أسماء آسيوية وآسترالية وصينية ويابانية فعلت أكثر مما فعل ( أبناؤنا ) ولهم كامل الحق في التنافس على لقب الافضل شئنا أم أبينا .....
كل ما نطلبه هو المزيد من الشفافية في الطرح وعدم الهجوم على من يقول رأيا يخالف ( عواطفنا ) ونتهمه إما بكرهنا أو بتشجيع ( من لانحبهم ) أو بكل بساطة بالجهل وربما بالغباء !!!
ستاد الدوحة
التعليقات