موعد مع الحقيقة
محمد جاسم
* تشاء الظروف أن نتعامل مع الجولة الحادية عشرة والأخيرة من القسم الأول لدورينا على أنها جولة استثنائية، وتكاد تكون هي الأهم والأخطر منذ بداية المسابقة على اعتبار أن نتائجها سوف تشكل ملامح النصف الأول من دورينا الذي يعود اليوم للظهور بعد توقف.
بسبب ارتباطات المنتخب التي كانت وراء تأجيل واحدة من أهم جولات الدوري الذي سيقدم لنا بطل الدور الأول وهوية الفريق الذي سيسجل اسمه في مقدمة فرق دورينا مع نهاية القسم الأول من المسابقة.
* اعتدنا في الجولات الماضية أن تكون هناك مباراة وحيدة تستقطب الأنظار ونطلق عليها مسمى مباراة الأسبوع أو مباراة قمة الجولة.. ولكن الجولة التي نحن أمامها اليوم لا يمكن أن نقدم من خلالها مباراة على الأخرى من حيث الأهمية، فجميع اللقاءات الستة التي ستقام اليوم وغداً كلها تندرج تحت مسمى مباريات القمة،
حتى وإن كان بعضها بعيدا عن صراع القمة والمتعلقة بالصدارة، وهذه الوضعية لم تشهدها أي من الجولات العشر الماضية، الأمر الذي يجعلنا بالفعل أمام جولة هي الأقرب لأن تكون بجولة مفترق الطرق، سواء للفرق التي ستكسب تحدي هذه الجولة والتي ستجد نفسها في الاتجاه السليم والسريع نحو اللقب، أو تلك التي ستخسر الرهان والذي من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على طموحات الفريق في المسابقة.
* وإذا ما استعرضنا مواجهات هذه الجولة التي سيستهلها الزعيم العيناوي الذي سيحل ضيفا على الشعب في عرين الكوماندوز نجد أن اللقاء، ومن خلال وضعية الفريقين، يحمل في طياته كل عناصر الإثارة بسبب تطلعات الفريقين في المنافسة خاصة بالنسبة لصاحب الضيافة الذي أصبح قريباً من القمة، وكل ما يحتاج إليه هو الفوز ..
في الوقت الذي سيترقب فيه الشارع الكروي ذلك اللقاء الذي سيجمع الأهلي والوحدة في العاصمة في مباراة ذات طابع خاص بين الفريقين اللذين يعتبران من أكثر الفرق تنافسا على المسابقات المحلية في المواسم الماضية، وغداً ستستمر الإثارة بنفس القوة من خلال لقاءين من الوزن الثقيل وجميعها لها علاقة مباشرة بصراع المقدمة،
فمباراة الشباب المتصدر والجزيرة الوصيف تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى توضيح، ولقاء الشارقة والوصل الذي يسبق لقاء الفريقين في قبل نهائي الكأس بأيام يضاعف من مواجهة الفريقين غداً من الناحية المعنوية والفنية. أما لقاءا النصر والإمارات وحتا والظفرة فإنها من تلك النوعية التي ستحدد كثيراً مستقبل تلك الفرق في المسابقة.
* الجولة الأخيرة من الدور الأول من شأنها أن تضع النقاط على الحروف وستحدد فعليا فرسان البطولة، على اعتبار أن هذه الجولة تمثل المحك والاختبار الحقيقي للفرق الطامحة في البطولة والساعية للمنافسة على اللقب، ووجود الكبار وجها لوجه في هذه الجولة سيجعلنا نتعرف وبشكل كبير وقاطع على الفرسان الحقيقيين لدورينا وأولئك الذين يسعون للعب دور البطولة.
كلمة أخيرة..
* جولة اليوم ستشهد الظهور الأول للعديد من الأسماء الجديدة من اللاعبين المواطنين والأجانب الذين سيقدمون أوراق اعتمادهم من خلال منافسات هذه الجولة بعد أن شهدت فترة الانتقالات الشتوية حركة نشطة جدا من شأنها أن تنعكس بشكل ملحوظ على أداء الفرق سواء سلبا أو إيجابا،
فالاختيارات السليمة ستكون واضحة للعيان وستنعكس على نتائج الفريق، في الوقت الذي ستكشف فيه الصفقات المضروبة حقيقة بعض الإدارات التي مازالت تعتمد في اختياراتها على أشرطة الفيديو المنتهية الصلاحية.
* إنها بالفعل جولة كشف الحقائق وسقوط الأقنعة.. فملامح البطولة والأبطال الحقيقيين ستكشفها هذه الجولة ونتائجها، في الوقت الذي ستكشف فيه حقيقة الفرق التي تحاول تقمص دور البطولة والعيش في جلبابه.. وبين الحقيقة والخيال لحظات تكشفها المستديرة الساحرة.
عن البيان بتاريخ 11 فبراير 2008
التعليقات