الحضري.. باع الغالي بالرخيص
جمال هليل

* هرب الحضري. اغتال الفرحة في عيون جماهير مصر التي احتشدت في الأستاد لتحية الأبطال. ركب الطائرة وquot;شرخquot; إلي سويسرا ضاربا عرض الحائط بالقوانين واللوائح. باع اللاعب كل تاريخه. واشتري المال بالدولار!! باع كل جماهيره التي هتفت له وساندته ضد جوزيه يوم ان خلع منه الشارة.. اشتري ايامه القادمة في سويسرا!!
ذهب الحضري quot;أحسن.. رقاصquot; فوق خشبة المرمي. وأفضل صمام أمان بين الثلاث خشبات. ذهب وهو في سن الخامسة والثلاثين ليبحث عن مستقبل جديد.
.. لم يعرف الحضري انه باع كل شيء حتي مستقبله الذي كان مرسوما في الأهلي كمدرب لحراس المرمي مثل أساتذته السابقين اكرامي وأحمد ناجي فضل الرحيل رغم انف القانون ورغم أنف الأهلي وإدارته. ورغم أنف ملايين المشجعين للأهلي والمنتخب وترك الحسرة في قلوب الجميع.. ليس علي اللاعب لان مصر quot;ولادةquot; أخرجت آلاف النجوم وستخرج الملايين لأنها أرض النبت والعطاء.. لكنها حسرة علي عدم الوفاء. وحالة الشبع من بعد جوع. حالة تمرد لمن لم يكن شيئا يذكر ثم أصبح نجم النجوم في أفريقيا وبفضل الأهلي الذي صنع منه نجما والفضل للمنتخب الذي صنع منه اسما مشهورا لدي كل الجماهير الأفريقية..
أخذ الحضري الثمن من مصر.. ثم باع مصر والأهلي بأبخث الأثمان تحول بفعلته هذه إلي ابن عاق لا يحمل ودا ولا حبا لناديه الذي كان يتغني باسمه واخلاصه له!! فأين الأخلاص يا حضري؟!!
قد التمس العذر له في الغضب. لكن بدون ان يصل إلي حد الهرب. قد يكون اللاعب عاش تحت ضغط شديد منذ أن سحب منه جوزيه شارة الكابتن وهي حقه والله اعلم!!
.. قد يكون جوزيه مارس عليه الضغوط من كل صنف ولون يوم أن كان اللاعب في القمة ثم حبسه فوق دكة البدلاء ليخرج الأهلي من الكأس!!
قد تكون الضغوط النفسية أكبر من طاقة اللاعب وقد يكون اصله quot;الدمياطيquot; قد اغره بالسفر لجمع الملايين في سنة واحدة بدلا من البقاء تحت رحمة جوزيه الذي يصر علي حرمانه من اللقب الأعز علي نفوس كل اللاعبين.
جوزيه فعلها وقلنا مند سنتين كفاية يا جوزيه هذا لا يصح. اللاعب الحضري أحس حارس في مصر وأفريقيا عدة مرات. هو سبب رئيسي لفوز الأهلي بالبطولات ولا شك تماما مثلما كان السبب في فوز المنتخب ببطولتي كأس الأمم.
لكن جوزيه ولا هو هنا استمر في الضغط علي اللاعب.. وأتي بنادر السيد ليزيد الضغط.. ولكن الروح الدمياطية كانت أكبر دافع للحضري في الاستمرار واللعب بصفة دائمة حتي حطم كل من يعاديه في الملعب وخارجه.. لكن يبدو ان الحضري لم يتحمل كل هذه الضغوط. جاء العقد السويسري فرفضه جوزيه كالعادة.. وجد اللاعب نفسه في الخامسة والثلاثين وهو أكبر اللاعبين سنا وهو أشهرهم وأكثرهم القابا.. وهو المدافع والحارس والمهاجم ورغم ذلك يزيد جوزيه الضغط عليه حتي كانت لحظة الانفجار. والقرار بالهروب.. واللي يحصل يحصل!!
.. النهاية هرب الحضري وأصبح الأهلي في موقف محرج مؤسف في الدوري وأفريقيا وربنا يستر.. لكن لعله يكون درسا في حرفية الأحتراف.. وتوقيت الاستغناء عن اللاعب وعدم الضغط عليه!! المهم أن الحضري طار.. واللي كان السبب يارب quot;يحتارquot;!!
.. اللوم كل اللوم علي من مارس الضغوط علي اللاعب حتي أوصله لدرجة الانفجار والهروب و التضحية بكل تاريخه وحب الملايين!!
واللوم كل اللوم عليك يا حضري لأنك بعت حب الملايين الغالي.. بالرخيص حتي ولو كانت ملايين الدولارات!!

نقلا عن الجمهورية بتاريخ 23 فبراير 2008