لا تفسدوا فرحتنا
ماجد نوار

أجندة الأفراح مستمرة ومن نجاح لنجاح.. سبق وقلت إننا نعيش العصر الذهبي لكرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة.. لم أقولها من فراغ ولكنها بشائر الفرحة التي غمرتنا جميعاً وبالتحديد منذ عام 2006 البداية الحقيقية للطفرة الكروية.. اليوم نلعب مع الأرجنتين في القاهرة ووسط جماهيرنا الغفيرة الوفية من مختلف الانتماءات. أهلاوية وزملكاوية وترسناوية وإنيباوية وإسماعيلاوية وإسكندرانية.. جماهير من كل الألوان ستحضر اللقاء والغالبية ستتابعه وهو بصورة أو بأخري ثمار ما زرعه اتحاد زاهر أو اتحاد البيزنس ورجال الأعمال كما اطلقوا عليه..

اليوم سنلعب مع الأرجنتين بمقابل.. سيحصل الاتحاد من الشركة الراعية علي 200 ألف دولار ومن الضروري أن نتذكر أننا كنا نلعب مع منتخبات أقل ونغرم وندفع الجلد والسقط حتي نشارك في مثل تلك الاحتفالية.. اللعب مع الكبار أصبح في متناول أيدينا لأننا بالفعل وضعنا أقدامنا علي quot;عتبةquot; الكبار فنحن بلا غرور أسياد القارة السمراء ولابد أن نحافظ علي تلك الإنجازات علي مستوي المنتخبات والأندية أيضاًً وأمامنا الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمقاولون حققوا بطولات قارية وعربية وفرضوا اسم مصر ورفعوا علمها خفاقاً عالياً في سماء افريقيا..

أصبح للمنتخب الوطني سعر رسمي انتهي زمن العصر البلوشي واللعب بدون مقابل ولابد أن نستمر بنفس القوة ومن أجل أن نستمر ونحافظ علي تلك الإنجازات مطلوب من الجماهير اليوم عدم إفساد الفرحة وأخص بالذكر جماهير الأهلي الوفية التي تمثل مع جماهير الزمالك أكثر من 80% من جماهير المنتخب الوطني.. مطلوب من تلك الجماهير الارتفاع والعلو فوق الصغائر والتشجيع بروح الانتماء وجماهير الأهلي أساتذة في الانتماء ولابد أن نعترف بأن مصر فوق كل اعتبارات ومنتخب مصر فوق كل الأندية.. ولهذا يجب ألا ننسي أن عصام الحضري حارس مرمي الأهلي والمنتخب هو ابن مصر وحارسها العملاق وحارس الأهلي في عصره الذهبي ومن أجل كل هذا يجب أن يجد التقدير المناسب من تلك الجماهير وفي مقدمتها جماهير الأهلي وأي إساءة توجه له ستكون إساءة للمبادئ والروح الرياضية والانتماء الحقيقي لمصر. من الجميل أن تعبر تلك الجماهير عن مشاعرها الحقيقية تجاه نجوم منتخب بلدها أبطال القاهرة ونتذكر كيف تحمل هؤلاء الأبطال علي أعصابهم وجهدهم وعرقهم حتي عادوا لمصر بالكأس الافريقية!! ارجوكم لا تنسوا أن الحضري سيلعب في أوروبا وليس إسرائيل!!

نقلا عن الجمهورية بتاريخ 26 مارس 2008