شاهد عيان // خاص إيلاف

* عودة النصر ؟

سامي سليمان

[email protected]

تابعنا بإهتمام إعلامي كبير إختلاف وجهات النظر حول عدم ثبات إدارة فريق النصر السعودي مؤخراً، وحتى لايرصد قائل أن هناك من يتساءل دون إبداء حسن نية

سامي سليمان
الرأي، فإنني واحد من بين الكثيرين الذين يشاطرون النصر بالإنتصار على هشاشة هذا الموقف الذي لا يتناسب وسمعة النادي الكبيرة في مدارج الكرة السعودية من جانب وبالتالي إقليمياً على مستوى الاندية الاسيوية لكونه أحد قطبي الكرة السعودية دون جدل من جانب ولكون الارث الذي تركه الامير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله لجماهير النادي العريضة يحتاج الى عمل دؤوب وحكمة واسعة للمحافظة والاجتهاد على توفيق النصر في الثبات.

أسرد هذه الصورة شبه المعروفة في الاندية الكبيرة التي لاتتوقف ظروفها على سوء التفاهم وإختلاف الرأي في مصافها على المستويين الاداري والفني في بعض الاحيان على الرغم من بقاء المسعى واحداً الا وهو النجاح دون أدنى شك، لكنني أسوقها أيضاً بحثاً عن باب الاجتهاد في رؤية المستقبل والتطلع نحو الاستقرار المالي والفني الذي يعتبر الموجة الذي يوجه النادي الى بوابة الانتصار على واقعه.

والنصر .. النادي وجماهير العريضة التي لاتبخل عليه بالتأكيد، ولكن هذا لايكفي .. بل أين تسويق النادي في شتى المعايير المندرجة كما نشهدها ونتابعها في الآونة الاخيرة هنا وهناك، وإذا كانت القيادة الكروية السعودية قد شملت مرحلة الخصخصة في برمجتها فلكونها تتطلع الى الافضل نحو صحة أنديتها في سوق رابح ويعتمد على ذاته في نظام السوق المتداول في هذه الايام والذي يعتبر رابح جداً كروياً ومعنوياً ومادياً للمستثمر الناجح كروياً.

ولا أجد أجدر من الامير فيصل بن عبد الرحمن ثباتاً في هذه الصحوة الكروية للذهاب نحو تلك التطلعات، فهو يعرف تماماً أوجاع ناديه وآلامه وإحتياجاته، وهو أيضاً يعرف كيف تصحو الخيول الاصيلة من وقعاتها وتنتفض على أوجاعها وتسري وكأنه لم يكن .. نحو الانتصار.

فالنادي الكروي ليس هو ذلك العقدة في سوق اليوم، وهاهي الاندية باتت تتوجه الى الاتساع والتوسع بآن واحد، فهذا فريق ليون الفرنسي وهذا أرسنال وهذا برشلونة وهذا وهذا .. وكلهم من مصاف فريق النصر في الاوجاع والآلآم قبل مواسم معدودة وقد لايرتقيه سوى برشلونة القطب الآخر لريال مدريد مثله مثل النصر والهلال، أما ليون وأرسنال فكانا مندثرين في العقد الاخير .. وهاهما الاثنين يبحثان بشتى السبل عن لقب أوربي وهو لقب يريح مالياً للمواسم المقبلة فهو للتراث والسمعة والثبات.

مدرب يعرف ويتناسب مع صورة النادي، لاعبين يمتزجهم الطازج والناجح والفلتة، وجمهور يمضغ الانتصار ويتطلع الى الآخر دون تردد .. صورة هذه التوليفة يمكن الوقوف بها أمام المعلن برصانة هذا القياس من خلال الجمهور الواعد بالتردد على إعلانه .. هذا دون الحديث عن مرادفات الاعلان هنا وهناك .. وجسور مبنية للتعامل والتؤامة مع هذا النادي أو ذاك أو بين مدارسه .. ومن هذا الكثير الذي يمكن إستعراضه.

حيث أن عودة النصر بالفوز على وصيفه الهلال مؤخراً، هيصحوة يلزم معرفة توجيهها نحو الصواب على شتى الاصعدة بدءاً من جماهيره العريضة، هذا الى جانب مشتقات الصواب الصحيح .. وقد تكثر الآراء وتتعدد لكنها كلها حتماً تصب في إتجاه واحد يلزم إتخاذ أحسنها فيما يتناسب وأولويات مصلحة النادي.

وذكر الفوز على الهلال ليس لمزمار quot; الطرب quot; بقدر ما هو تنويهاً الى عودة النصر الذي آلم جماهيره منذ مواسم بعدم العودة الى سلم واجهة الكرة السعودية كما هو الحال وليس أكثر لكون الهلال فريق كبير وهو بالمثل مر بهاجس تلك الصعوبات قبل موسمين وربما بأشد وطأة وعرف من خلال رئيسه الشاب الامير محمد بن فيصل الإرتجال على تلك الغفوة التي كانت ممكن أن تشرد بالنادي السعودي الشهير بأصداء على المستوى الرياضي لولا إجتهاد وحسن دراية الرئيس الشاب الذي يغدو بالهلال نحو خصيبه.. وعاد الهلال الى جمهوره وجماهيره الواسعة دون تردد في إقتحام البطولات والمنافسات والتطلع.

الاستثمار الكروي هو نتاج عمل مصاغ بالنتائج، وهو أيضاً نتاج دراسات وآراء تتناسب وتقاليد السوق والشارع الرياضي وليس لهذا فرق عن ذاك سوى بلمعان حليه، حيث قرأت مؤخراً أن من شيم النظام الرأسمالي هو إنتقال رؤوس الاموال من هذا الجيب نحو ذاك دون إعتبار الاول خاسراً أو مفلساً إن صح التعبير، بل هذا هو حاله وحيلته التي والحق يقال ليس هو المدرك الصحيح لمجتمعات تريد النمو بصحة طيبة، لكن مالذي يمكن قوله في عولمة ونظام تجاريتيمم به الجميع مجبراً لا بطلاً في بعض أحيانه، حتى وإن كانت البقية خارج السرب والتي قد لاتجد رذاذ ما يكسبه هذا عن ذاك.

وإذا كان نابليون هو الذي حدد أن بيت المال هو عصب الحرب، فإن اليوم إختلفت الحروب لكنها بالمرصاد كلها قائمة وبأشكال أخرى، فالذي يريد أن يبني بيتاً يحتاج الى المال والذي يريد أن يبني فريقاً كبيراً يحتاج الى المال، والذي يريد الشروع الى الانتصار وسط زحمة الراكضين والساعين اليه يلزمه المال .. والذي يريد أن يشتري سيارة يلزمه المال، والفارق أن حياة الاندية وإنتصاراتها هي شركات إستثمارية .. تفوز وتستثمر فوزها، وإلا لما رأينا فورة رأس المال الذي نعيشه منذ عقد ونيف الى الساعة بكل المقاييس التي لم تكن لا بحال ولا ببال ولا حتى بوجدان؟!!!

وهاهي بطولة الاندية الاوربية البطلة التي جلبتها الجزيرة الرياضية الى شاشتها من منافستها أرت الرياضية بزيادة وصلت الى 45 مليون يورو أي 70 مليون دولار .. وهل يتصور أحد أن هذا الاهتمام يرمي فقط للإستقطاب دون الربح المالي .. والمعنوي الذي لايعادله ثمن في بعض الاحيان عند البعض.

ترى ماذا لو عرض برج إيفيل للبيع، ترى هل من مشتري في بلادنا العربية للإستثمار فيه .. بإنتظار ما يمكن أن يضيفه قراءنا الاعزاء في هذا الصدد ؟