جرد عهدة
جعفر الفردان

ـ لأنه لا يعترف بالمنطق الرياضي المتوازن ولأنه حالة استثنائية بين دوريات العالم يثبت دائما دوري الغرائب والمفارقات العجيبة فالوصل الذي فاز بثنائية الموسم الماضي بجدارة واستحقاق كان قبلها في المراكز المتأخرة ويعود ثانية مع الموسم الحالي لموقعة المتأخر والشباب الذي كان ترتيبه متأخرا في العام الماضي انتفض واستبدل ثوبه ونفسيته وفنه فتصدر المسابقة منذ أسبوعها الثاني ولم ينزل عن الصدارة إلا والدرع في خزائنه بعد تربع على الصدارة لواحد وعشرين أسبوعا متواصلا ليسجل رقما إماراتيا غير مسبوق.

والوحدة الذي كان شريك الصدارة لعشرة مواسم سابقة عاد مهددا بالهبوط حتى معاودة الإقلاع في الخمس جولات الأخيرة والأهلي الفائز بدوري الموسم قبل الماضي عاد وتعثر وفقد نكهته وشكله في العام الماضي قبل أن يعود منافسا على ألقاب الموسم الحالي، هنا لا بد أن نتوقف لنتأمل قليلا ونتساءل بأي منطق رياضي يسير دورينا فالواحد إذا جمعته مع واحد آخر ليس بالضرورة أن يكون الجواب اثنين في دورينا فأحيانا خمسة وأحيانا أخرى المحصلة صفر ، فأندية الإمارات تعيش منطق القفزات وليس المنطق الاستراتيجي المنظم القائم على دلالات ومؤشرات وقراءات رقمية واضحة المعالم.

ـ بعد أن أوشك الموسم الرياضي الإماراتي أن يسدل ستائره الأخيرة وبعد أن انكشفت كل حقائق العمل الجاد المؤسس على استراتيجيات فاعلة وبعد أن انكشف زيف اللاعمل والهمجية والتخبط والسير في الاتجاه المعاكس في أغلب الأندية والاتحادات الرياضية أصبح لزاما على الإعلام أن يمارس دوره في تسليط الضوء على الانجازات والاخفاقات والقيام بـ ( جرد عهدة ) لكل ما قُدم لمتابعة كل مفردات الموسم الرياضي من حيث مشاركة المنتخبات والفئات السنية وقراءة مدى التقدم الحاصل وتطور النتائج من عدمه ومدى ملائمة المسابقات المحلية والأخطاء التي رافقت العمل في اللجان المختلفة .

وذلك قبل أن تبدأ مرحلة انتخابية جديدة من أجل تأسيس مبدأ المساءلة والمحاسبة للفترة الانتخابية، ماذا حققت وكيف أخفقت وماذا عليها أن توصي لرئاسة الاتحادات القادمة حتى لا يبدأ القادمون من الصفر كالعادة.

ـ بطولة منازل لمنتخبات سيدات الكرة الطائرة في العاصمة أبوظبي والتي تضم مجموعة رائعة من أفضل المنتخبات العالمية والتي يتقدمها المنتخب الإيطالي بطل العالم والمنتخب الروسي بطل أوروبا وهولندا بطل بطولة الجائزة الكبرى وكوبا .

بالإضافة لمجموعة رائعة من المنتخبات العالمية في تواجد متميز في قلب الصالة التحفة صالة نادي الجزيرة ولعل الجهود الإدارية التي تبذل هناك من القائمين على أمر البطولة أمر يدعو للفخر والاعتزاز حيث ألسنة كل المشاركين تلهج بالشكر والثناء على تميز التنظيم والحفاوة ولكن تتبقى نقطة واحدة تضيف بهارا رائعا للبطولة إذا ما توفرت وهو الحضور الجماهيري لأنه يعني تكامل عناصر النجاح.

ولكن لا يمكننا إلا أن نشيد بتلك الجهود للعيون الساهرة والرعاية الكريمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة وسعادة الدكتور عبدالله عبدالكريم الريس المتواجد خلف كل إبداع وتألق، شكرا لكل الجهود التي تصب لتقديم بطولة استثنائية في العاصمة الحبيبة أبوظبي.

حكمة اليوم

المرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه!

نقلا عن البيان بتاريخ 26 مايو 2008