طوابير الإشتراك تجاوزت طوابير الأسهم والاكتتابات:
يورو 2008 يخطف طلاب المدارس والجامعات من امتحاناتهم النهائية


أحمد عايض الرايقي من جدة: لم يكن يدر في خلد أولياء أمور طلاب المدارس والكليات والجامعات أن أبناءهم سيتعلقون بمتابعة مباريات أبطال أوروبا أكثر من متابعتهم لدروسهم خصوصًا أن الامتحانات الدراسية النهائية باتت على

يورو 2008 أثر سلبًا على الطلاب
الأبواب. أيام زمان، كان الكبار وحدهم يتابعون دوري أبطال أوروبا للأندية والمنتخبات، لكن في الآونة الأخيرة بات أولاد المدارس الابتدائية ينافسون الكبار في المتابعة والتحليل ومعرفة المنتخبات المشاركة وأسماء اللاعبين، ويتناقشون أثناء الحصص والفسح عن أفضل اللاعبين والمنتخبات المرشحة للقب يورو 2008. والمتابع لهؤلاء والمستمع لأحاديثهم يستمتع بنقاشهم الذي تجاوز الحدث الأوروبي الأبرز رياضيًا، إلى القنوات الناقلة وسبل الإعداد والإخراج والمصاحبة له، وطلاب كثر أشادوا بالنوعية التي تتميز بها قناة الجزيرة الناقلة للاستحقاق الاكثر متابعة، سواء من خلال التعليق أو التحليل أو التقارير الناضجة المصاحبة للحدث.
ولا تستغرب أن تجد طوابير أمام محال بيع بطاقات الاشتراك، وكأنهم في طوابير بنك من أجل اكتتاب أو بيع أسهم، بل لا تتعجب أن ترى طوابير بعض المحال المهتمة بالاشتراكات قد تجاوزت طوابير بعض البنوك في السعودية، خصوصًا وأن سوق الأسهم متذبذب تارة فوق وتارة أخرى تحت.

وضع الآباء أيديهم على قلوبهم وهم يرون أبناءهم يمنحون الاستحقاق الأوروبي، اهتمامًا منقطع النظير ولم يجد كثير منهم إلا وسيلة التفاهم الراقية وتركيز مذاكرتهم خلال الفترة الصباحية والظهرية والعصرية لكي يحظوا بمتابعة مباريات البطولة خصوصًا أنها ستقام المواجهة الأولى في السابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، بينما ستقام الثانية في العشرة مساء وتنتهي قبيل منتصف الليل، وهي المواجهة التي ستحرجهم مع أبنائهم قليلاً في سبيل خلودهم إلى النوم.

محمد الشهري موظف حكومي يؤكد أنه سيدخل في جدل مع أبنائه حيال مباريات البطولة الأوروبية، ومنعه لهم من متابعتها سيولد معهم حديثًا طويلاً وتوترًا ربما سيؤثر على تحصيلهم، واتفق معهم على إنهاء مذكراتهم الدراسية الاستعداد للامتحانات جيدًا على أن يمنحهم فرصة متابعة المباراة الأولى، بينما وصل على اتفاق معهم على متابعة المواجهة الثانية إثناء الإجازة الأسبوعية.

الطالب بكلية المعلمين بدر أكد انه يحضر لامتحانات سنة تخرجه، ولا يجد حرجًا في متابعة الاستحقاق الأوروبي، كونه استعد في وقت باكر للامتحانات لأنه يدرك أن يورو 2008 حدث لا يفوته عاشق لكرة القدم.

المرشد الطلابي الأستاذ فهد حنفي أكد أنه لاحظ اهتمام بعض طلابه مدرسته في النموذجية الثانية لهذه البطولة لكنه لمس فيهم اهتمامهم بتحصيلهم العلمي، خصوصًا وأنهم يدركون أن النجاح بتفوق من اولوياتهم.

المدرب السعودي علاء رواص أكد انه يعمل مدرسًا للتربية الرياضية ولاحظ على كثير من طلاب المدارس اهتمامهم بالبطولات الأوروبية، من خلال القمصان التي يلبسونها بأرقام أفضل لاعبي الأندية والمنتخبات الأوروبية وفي ذلك دلالة على حبهم لكرة القدم، ومع أن امتحاناتهم تتزامن مع البطولة، لكن الطالب الذكي هو الذي ينجح في أن يوفق بين دراسته وعشقه ومتابعته للبطولات.

أخيرًا يورو 2008 تجاوز أوروبا إلى الشرق الأوسط خصوصًا الدول العربية، وبات اهتمام رياضيين ومهتمين كثر، لا نبالغ إن قلنا تجاوز اهتمامهم ببطولات الدوري في بلدانهم، وسيتجاوز حديث عشاق كرة القدم من الطلبة عن البطولة الأهم حديثهم عن الامتحانات وصعوبتها وسوق الأسهم والاكتتابات والبيع.