الدجاجة التي تبيض ذهباً
جعفر الفردان

* عندما عدنا من ملعب (آزادي) عدنا وكأننا على بعد خطوة من جنوب إفريقيا، عدنا وظل المنتخب يبدو أكبر من حجمه الطبيعي، عدنا وطموحاتنا أكبر من الحقيقة، نعم لم نلامس الحقيقة أبداً، بل صغرنا كثيراً من حجم الخصم الإيراني واعتبرنا مدربهم مغرورا ومدربنا ساحرا نعم نعترف أننا لا زلنا في صلب التحدي وتأهلنا بأيدينا.

ولكن علينا أن نكون أكثر واقعية، علينا أن نكون أكثر مصداقية مع النفس بل أكثر تجردا خصوصا إذا كان الأمر مرتبطا بالآخرين، وأن نضع الآخرين في منازلهم ولا نبخس الناس أشياءهم وطموحاتهم فالأبواب مفتوحة على مصراعيها لكل المجتهدين، نعترف أننا لم نقرأ كتاب التاريخ جيدا مقارنة بالمنتخب الإيراني.

نعترف أن تعادلنا في آزادي هو تفريط واضح بالثقة للدرجة التي أطارت نقاط القطارة الثلاثة، اعلامنا طبل وهلل لتلك النقطة ونسي أو تناسى أننا ما زلنا في قلب المعركة وما زلنا سنواجه الأهوال والظروف الصعبة ولكن ومع ألم الخسارة وصعوبة تقبلها خصوصا ونحن الطرف الأفضل في مواجهة القطارة إلا أنها جاءت في توقيت مناسب جدا لمراجعة النفس والقدرات والأوراق للعودة أكثر قوة وتأثير خصوصا في المباراتين القادمتين أمام سوريا والكويت.

علينا أن نستميت فالمجد لا يمشي برجليه ولا يُستدعى بل يُنتزع انتزاعا فعلينا أن نكون أكثر واقعية في قراءة النقاط الست المتبقية إذا ما أردنا أن نكون من منتخبات الصفوة الآسيوية، علينا أن نتعلم كيف نقهر المستحيل ومن قدرة العنابي القطري الذي قهر المكان في بلد المليار وعاد بالنقاط الثلاثة الغالية علينا أن نتعلم من الأحمر البحريني الذي يسير بلا موسيقى تصويرية وبلا طبول أو دفوف أو صخب علينا أن نكون.

كما كنا بروح خليجي 18 بالتفاف رائع من الجميع شريطة أن ننظر لما تبقى بعيون مجردة لا يزغللها شيء ونحن قادرون على تجاوز القادم فما يقدمه عيال ميتسو من موسيقى شيء يدعو للفخر والإعجاب ويستحق أن نرفع له القبعة احتراما وإجلالا.

* عادت سلة الوصل لسابق عهدها بعد أن استطاعت أن تعانق ذهب بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة بعرض غير مسبوق بالفوز في الديربي التقليدي مع فريق النصر الذي يقدم أفضل مواسمه على الإطلاق بمشاركته في كل النهائيات وبفوزه لأول مره في تاريخه بأولى بطولات كرة السلة (بطولة نائب رئيس الدولة) لم يكن فوز الوصل طبيعيا بل تفوق على نفسه وعلى خصمه بفارق (30) نقطة .

وبعرض مذهل جدا قاده نجم الموسم الاستثنائي راشد ناصر الذي يثبت أنه بالفعل الرقم الأروع في هذا الموسم وأنه حمدان الصغير وأن مسلسل الإبداع في هذه العائلة لا يزال مستمرا نعود للمباراة التي توفرت لها كل عناصر النجاح بقيادة فنية رائعة من إمبراطور التدريب الإماراتي الكابتن عبدالحميد إبراهيم في الجانب الأصفر والكابتن المميز.

الذي أضاف الكثير لأداء النصر عمرو أبو الخير وجه الخير على كل الأندية التي يدربها وليثبت الاثنان أنهما في مدرسة تدريبية خاصة لها مناهجها وطلابها وأنهما في وادٍ ومدربي الأندية الأخرى في وادٍ آخر مبروك للوصل سيما الرجل الذي يلامس قلب لاعبيه محبة واحتراما وتقديرا الأخ حسين الحمادي وكل من عمل وراء هذا الإنجاز الثلاثي للموسم الاستثنائي الذي تضمن ميدالية برونزية على المستوى الآسيوي.

حكمة اليوم

* الذي ولد ليزحف.. لن تستطيع أن تعلمه الطيران أبداً.

نقلا عن البيان بتاريخ 9 يونيو 2008