قبلة على جبين الوطن
جعفر الفردان

* ذهبنا للكويت ونحن نعلم من هو الأزرق. ذهبنا ونحن نبحث عن الذات والتفوق والنقاط الثلاث. ذهبنا ونحن نحترم التاريخ الأزرق فعدنا بفوز مثير. كنا رائعين في كل تفاصيل الشوط الأول، وتقدمنا بهدفين. ومع بداية الشوط الثاني لابد أن تعود قليلا ريما لعادتها القديمة، فعدنا وسيطر الأزرق الكويتي على مجريات الشوط الثاني وسجل هدفي التعادل، وكان بإمكانه أن يخرج فائزا لولا العارضة .

ولكن لأننا كنا الأفضل طوال المباراة لم يشأ الحظ إلا أن يطبع قبلة جميلة على جبين الوطن فكانت قبلة كقبلة الحياة وهنا وقبل أن نهنئ أنفسنا بفوز غال وبمنتخب يملك الحس التكتيكي العالي ويملك مفاتيح وقدرات وإمكانات ويملك كذلك مدرباً يستطيع توظيف كل الأوراق لصالحه علينا أن نعيد شريط ذكريات اللقاء الأزرق لنستلهم مجموعة من الدروس أولها أن الفرص الذهبية لن تأتينا كثيرا في قادم الأيام، فعلينا أن نستثمر أنصاف الفرص .

* مسرح الرياضة الإماراتية أسدل ستائره بكل ما قدم الأبطال على خشبته طوال هذا الموسم فأبدع من أبدع وأخفق من أخفق وكثيرون لعبوا دور الكومبارس لهذا حاولنا طوال تلك الفترة أن نرصد ما فيه نشير لسلبياته وايجابياته، نجاحاته وإخفاقاته. كثيرون رأونا على صواب نلامس الجرح ونشير له وبل ونطببه، وكثيرون أيضا رأونا نسبح في الاتجاه المعاكس.

* لهذا وفي مقالي الختامي لهذا الموسم سأتوقف مع بعض الكتابات والردود وlaquo;الايميلاتraquo; التي وصلتني طوال الموسم. إحداها كانت موقعة من عنابي وافتخر وأتوقف كثيراً عند المقالة التي عنونها laquo;عندما يكتب التاريخ برذاذ المطرraquo; فقال لقد استطاع إسماعيل مطر أن يكتب التاريخ بدون قلم.

بريد إلكتروني استوقفني كثيرا من الأخ مصبح بن غافان السروري من عمان الذي قال حول مقالة غاندي والحذاء أنك لامست جرحا لا يزال ينزف فمسلسل الإداريين وتخبطاتهم وأنانيتهم لا ينتهي وذكر الكثير من الحوادث التي تصب في ذات المعنى.

*رد مقتضب من الطائر الأصفر الذي كان غاضبا جدا مني لدرجة أنه بدأ مقالته بلا سلام ولا تحية قائلا: كيف تغمض عينيك عن طائرة الوصل وما يحدث فيها وهي صاحبة الألقاب والإنجازات؟ فقلت له ذات الكلمة التي قالها عبدالمطلب سيد بني هاشم عندما قرر أبرهة الحبشي هدم الكعبة للبيت رب يحميه أي للعبة رجالها الساهرون عليها.

وبريد آخر من الأخ سلطان الأملح الذي توقف أمام مسؤولية الكاتب تجاه قضاياه في مقالة حصان الحقيقة وتوقف أيضا أمام المثل الأسباني (أعط من يقول الحقيقة حصانا سيحتاج إليه حتما لكي يهرب) وقال كم من كتابنا يحتاجون لهذا الحصان ففي اعتقادي أن حصان الحقيقة سيموت واقفا على أبوابهم في زمن التطبيل والتهليل.

مكالمة عزيزة من الأستاذ محمد الجوكر الإعلامي المميز الذي ضحك كثيرا من مقالة القطو العود ما يتربى، فكانت كلماته وقودا لقلمي الصغير الذي يتلمس خطاه وسط غابه من الأقلام المتميزة.

عن البيان بتاريخ 16 يونيو 2008

حكمة اليوم:

* الطرق المزروعة بالرياحين لا تؤدي إلى المجد أبداً وأعظم قبلة تلك التي نضعها على جبين الوطن!